loading

حي القصبة: روح نابلس وملجأ أبنائها

حي القصبة، وهي نفسها البلدة القديمة بكل حاراتها ومعالمها وهي البلدة التي لطالما كانت مطمعًا للغزاة والعابرين، عن البلدة القديمة بنابلس يُحدثنا الباحث جهاد التكروري.

وقال إن الأحياء الموجودة حالياً عمرها مئة عام، أي مع بداية تكوين الدولة العثمانية وسيطرتها على بلاد الشام، ولكن لو تم الاطلاع عليها قبل ذلك فنابلس كانت موجودة في مملكة ” شكيم”، الموجودة حالياً آثارها وبعض آثارها في تل بلاطة، وتم عليها عدة حروب وحرق وتدمير هذه المملكة.

وأضاف أن هذه المملكة كانت تصدر القمح لمصر، وتم غزوها عدة مرات من قبل الفراعنة وتم تدميرها وحرقها، وبعد العهد الكنعاني أصبح هناك حاجة لنقل المنطقة لمنطقة أخرى لأنها كانت منطقة مكشوفة، فتم التفكير بنقل هذه المدينة لمنطقة محصنة بشكل أكبر وتقع بين جبلين ” جبل جرزيم، وجبل عيبال” وتم هذا الكلام قبل حوالي ألفي عام.

نابلس وبلدتها القديمة ملكة تربعت على عرش قلوب الفلسطينيين وأسرتهم منذ القدم، وهي ليست مجرد حارة أو بلدة قديمة وكثير من المؤرخين يعتبرونها دولة أو مملكة، فيؤكد تكروري أنها كانت دولة أو مملكة، وذلك من خلال الآثار الموجودة حالياً والتي نستطيع أن نراها ونحكم على عدد المرافق العامة التي كانت متواجدة بها، والتي تدل على أنها كانت مدينة ضخمة وهي عبارة عن دولة وليست مدينة صغيرة، لأن المدرج الروماني كان يتسع لأكثر من ١٥ ألف متفرج، إضافة إلى أن ميدان سباق الخيل كان يتسع ل١٥ ألف متفرج، وهذا يدل على أن هذه المنطقة كانت مأهولة، وكانت عبارة عن مركز إقتصادي وسياحي واجتماعي لكافة المنطقة.

إذا قمت بزيارة نابلس مرة فستتعلق بها وسترغب بزيارتها مرارًا وتكرارًا، فبها رائحة من القدس والخليل ودمشق وبها رائحة الأبطال، حيث يؤكد تكروري أنها تتكون من ستة حارات وهي ” حارة الغرب والياسمينة، والقريون، والعقبة، والقيسارية، والحبلة”، مضيفاً أن بها معالم كثيرة مثل جامع الساطون بحارة الياسمينة والذي يعتبر أول مسجد بني في مدينة نابلس في زمن عمر بن العاص وذلك عند فتوحات الدولة الإسلامية لفلسطين، إضافة إلى المدرج الروماني وسباق الخيل، والمنارة الموجودة في مركز البلدة القديمة وهي منارة السلطان عبد الحميد الثاني وبنيت عام ١٩٠١.

وشدد التكروري أن تاريخ نابلس معروف منذ مئات السنين فهي كانت مفجرة الثورات في التاريخ، ففي التاريخ الحديث فشرارة ثورة عام ١٩٣٦ كانت من مدينة نابلس، وفي الانتفاضة الأولى كانت لنابلس دورًا اساسيًا في إشعالها، وهكذا أيضاً في الانتفاضة الثانية، مضيفاً أن الموضوع يتعلق بوحدة وتكاتف الحارات وارتباط الأهالي التاريخي، حيث كل الحارات كانت عبارة عن ارتباطات عائلية من غير المسموح الاعتداء عليها ويبقى الإنسان ساكتًا، ولذلك فموضوع السكوت كان غير موجود وهكذا هو الحال في وقتنا الحالي، حيث تعلق أبناء نابلس بالبلدة القديمة كبير وحتى لو سكن خارجها فيبقى لديه ارتباط قوي بها.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة