loading

رصاص في وجه الرزق.. معاناة صيادي غزة تحت الحصار والنار

بشار عودة

منذ تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يسلم أحد من ويلات الحرب، ومن بينهم الصيادون الذين وجدوا أنفسهم محاصرين، ليس فقط من البر، بل حتى من البحر، الذي كان في يومٍ من الأيام مصدر رزقهم الوحيد.

وفي ظل النزوح القسري من شمال القطاع إلى جنوبه، تكدّس آلاف المواطنين في مناطق ضيقة، ما أثّر بشكل مباشر على قدرة الصيادين على مزاولة مهنتهم، وسط تهديدات دائمة من الزوارق الحربية والدبابات الإسرائيلية.

ويروي الصياد محمد أبو جحجوح المعاناة  لـ” بالغراف” قائلًا :”جميع سكان القطاع نزحوا إلى الجنوب، والمنطقة لم تعد تتسع للجميع، وخاصة الصيادين. نحن محاصرون، ولا مجال لنا للخروج للصيد كما كنا سابقًا”.

وأشار إلى أن مناطق الصيد التي كان يُسمح فيها سابقًا أصبحت اليوم ممنوعة من قبل الجيش الإسرائيلي، مضيفًا  بأن أي صياد يتجاوز المسافة المحددة، تتعرض له الزوارق الحربية بإطلاق النار بشكل مباشر عليه

وأوضح أبو جحجوح أن الشِباك التي كان يستخدمها في الصيد، جرفها التيار الهوائي إلى ما بعد الجسر، ولا يستطيع استرجاعها خوفًا من استهداف الجيش الإسرائيلي لأي شخص يقترب من تلك المنطقة في البحر.

وأفاد بأن الشِباك تمزقت واهترأت بسبب استخدامها المستمر لأكثر من 18 شهرًا دون تغيير، وأسعارها ارتفعت إلى أربعة أضعاف، مثلها مثل باقي مستلزمات الصيد. 

أما الصياد محمد أبو مهادي، الذي يصيد من شاطئ بحر النصيرات وسط قطاع غزة – وهي المنطقة الفاصلة بين شمال القطاع وجنوبه، فيقول  “الوضع هنا صعب جدًا، وهناك إطلاق نار مباشر من البر والبحر باستمرار”.

وتابع بأنه لا يستطيع دخول البحر بقاربه (الحسكة)، لأن إطلاق النار قد يحدث في أي لحظة من قبل الزوارق الحربية.

وعن موقف تعرّض له مؤخرًا، قال لـ”بالغراف” :”قبل نحو أسبوع، كنا تسعة صيادين نصيد في أمان الله، وفجأة ظهرت دبابة وأطلقت النار علينا بشكل مباشر، فأصيب الجميع، واستشهد أربعة من النازحين الذين كانوا برفقتنا”.

وبحسب إحصائيات اتحاد لجان الصيادين في غزة، فإن القطاع كان يضم 96 قاربًا كبيرًا يُعرف محليًا باسم “اللنش”، وقد دُمّرت جميعها بالكامل خلال العدوان الإسرائيلي، ولم يتبقَّ منها سوى قارب واحد فقط، نتيجة للقصف المتواصل الذي استهدف قطاع الصيد على مدار أكثر من 15 شهرًا من حرب الإبادة.

كما وتشير الإحصائيات إلى أن 150 صيادًا فلسطينيًا قضوا خلال هذه الحرب، من بينهم 45 صيادًا كانوا يعملون على مراكب صغيرة بالقرب من شواطئ مدينة غزة، أثناء محاولتهم تأمين الغذاء لهم ولعائلاتهم خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة