loading

كرة الطائرة من أمامكم وال اف ١٦ من فوقكم

بشار عوده


شاطئ غزة: الملاذ الأخير للرياضيين وسط دمار الحرب والقصف

تحول شاطئ بحر وسط قطاع غزة إلى ملاذ رياضي يجمع الرياضيين من مختلف مخيمات النزوح في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة، حيث أصبح الشاطئ المكان الوحيد الذي يمكن للشباب فيه ممارسة الرياضة وتفريغ طاقاتهم بعد قصف الملاعب.       

ويقول محمد أبو حصيرة، مدرب في نادي خدمات الشاطئ ونازح من مخيم الشاطئ إلى مخيم النصيرات، إن الشاطئ تم اختياره لأنه من أكثر الأماكن أمانًا في قطاع غزة، بعيدًا عن الاستهدافات الإسرائيلية التي تطال الشوارع والمدارس والمباني.

وأضاف أبو حصيرة أنه اختار الشاطئ لكونه الأكثر أمانًا في ظل انعدام الأماكن الأخرى، مشيرًا إلى أن هناك مخاطر على شاطئ البحر، لكنها أقل من تلك التي يواجهونها في الأماكن العامة داخل المخيمات بسبب القصف العشوائي المستمر.

وأوضح أبو حصيرة أن الرياضة تساعد الشباب على التفريغ النفسي، وأن الوضع الذي يعيشونه يحتاج إلى وسائل لتفريغ الطاقة النفسية الناتجة عن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 11 شهرًا.

وأشار إلى أنه لا توجد أماكن ترفيهية أو أندية رياضية في مخيم النصيرات، حيث تم استهدافها وتدميرها بالكامل، كما هو الحال في باقي محافظات غزة.

وتابع أبو حصيرة: “الرياضة التي نمارسها هي رياضة سلام ومحبة وأخوة، فهي توحد بين الشباب والشيوخ في اللعب ولا تفرق بينهم”، منوها إلى أن أغلب الذين يلعبون معه في الوقت الحالي لم يكن يعرفهم سابقًا، وتم التعرف عليهم خلال اللعب في مخيم النزوح.

وأفاد بأن اللاعبين يتعرضون أحيانًا لإطلاق نار من الزوارق الحربية، بالإضافة إلى القذائف الفسفورية التي تأتي من شرق مخيم النصيرات، مما أدى إلى حرق عدد من الخيام وإصابة بعض الأشخاص.           

الشاب محمد الخطيب، نازح من مدينة غزة، يقول: “نتوجه يوميًا إلى شاطئ بحر النصيرات لنلعب الرياضة وتفريغ الطاقة السلبية من خلال اللعب على شاطئ البحر مع عدد من الشبان، بعد قصف وتدمير عدد كبير من الملاعب الرياضية”.

ويضيف: “الرياضة هي المصدر الإيجابي الوحيد في ظل استمرار الحرب، ونتمنى العودة إلى الملاعب، لكن للأسف الاحتلال دمرها واستهدف الشخصيات الرياضية في غزة”.

أما ساهر أبو حضرة، لاعب كرة قدم يبلغ من العمر 26 عامًا، فيرى في الشاطئ ملاذًا من ضغوط الحرب، فيقول: “نتوجه إلى البحر في ساعات العصر لنخرج من أجواء الحرب القاسية برفقة عدد من الشباب”.

ويتمنى أبو حضرة العودة إلى الملاعب بين الجماهير وأبناء المخيم، مؤكدًا أن الرياضة كانت ولا تزال عنوانًا للوحدة والتضامن بين النازحين.

ووفقًا لتقرير صدر عن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في سبتمبر/أيلول الحالي، فقد بلغ عدد الشهداء من الرياضيين 445 شهيدًا، منهم 305 من شباب كرة القدم. كما استشهد أكثر من 84 طفلاً و221 شابًا، بالإضافة إلى 51 من أعضاء الحركة الكشفية الفلسطينية.

وتسبب العدوان الإسرائيلي في تدمير 54 منشأة رياضية، 46 منها في قطاع غزة و8 في الضفة الغربية. كان آخرها الاستهداف المباشر لملعب بلدية جنين، حيث دمرت آليات الاحتلال مدرجات الملعب ومحيطه الخارجي مطلع سبتمبر/أيلول الجاري.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة