loading

الأسرى الفلسطينيون: عام من التنكيل والتعذيب والانتهاكات المتواصلة

هيئة التحرير

مع مرور عام على حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة والتي رافقها عمليات عسكرية واعتقالات وإعدامات في الضفة المحتلة، فإن قوات الاحتلال شنت عمليات اعتقال طالات آلاف الشبان إضافة لاعتقال مئات النساء والأطفال من مدن وقرى ومحافظات الضفة المحتلة إضافة إلى القدس

مؤسسات الأسرى  بينت أن الاحتلال اعتقل أكثر من 11 ألف ومئة أسير في الضفة بما فيها القدس منذ السابع من أكتوبر، مبينة أنها تشمل كل من جرى اعتقالهم من المنازل، أو عبر الحواجز العسكرية، أو ممن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، إضافة إلى من اُحتجزوا كرهائن، كما وتشمل من أبقى الاحتلال على اعتقالهم، ومن تم الإفراج عنهم لاحقًا.

وأوضحت المؤسسات أن هذه الإحصائيات لا تشمل عدد المعتقلين من غزة، علمًا أنّ الاحتلال اعترف باعتقال أكثر من (4500) مواطن من غزة أفرج عن المئات منهم لاحقًا، إضافة لاعتقاله المئات من عمال غزة في الضّفة، وعدد من المواطنين الغزيين الذين كانوا متواجدين في الضّفة بهدف العلاج، إلا أنه ما زال يمارس سياسة الإخفاء القسري بحقهم

وأكدت أن الاحتلال اعتقل أكثر من 420 سيدة من الضفة المحتلة والقدس والداخل المحتل، إضافة لعدد من الأسيرات الغزيات اللواتي جرى اعتقالهن من الضفة المحتلة، فيما اعتقل الاحتلال ما لا يقل عن 740 طفلًا من مدن الضفة والقدس المحتلة 

وأفادت المؤسسات أن الاحتلال اعتقل 108 صحفيًا وصحفية منذ السابع من أكتوبر المنصرم، تبقى منهم رهن الاعتقال 58 بينهم ستة صحفيات، و22 صحفيًا من غزة ممن تسنى للنادي التأكد من هوياتهم من بينهم 16 صحفيًا رهن الاعتقال الإداري، مشيرة إلى أن الاحتلال أصدر أكثر من 9000 أمر اعتقال إداري ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، ومنها ما صدر بحق عدد من النساء والأطفال 

ولفتت المؤسسات إلى أن عمليات اعتقال المواطنين رافقها جرائم وانتهاكات متصاعدة منها، “عمليات تنكيل، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إضافة لعمليات التّخريب والتّدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة المركبات، والأموال، ومصاغ الذهب”، مضيفة أن الاحتلال عمد على تدمير البُنى التّحتية تحديدًا في مخيمات طولكرم وجنين ومخيمها، وقيامه بهدم منازل تعود لعائلات أسرى، وأيضًا استخدام أفراد من عائلاتهم كرهائن، إضافة إلى استخدام بعض المعتقلين كدروعاً بشرية.

وأضافت المؤسسات أن قوات الاحتلال نفذت العديد من الإعدامات الميدانية منهم أفرادًا من عائلات المعتقلين، مؤكدًا ارتقاء ما لايقل عن 40 أسيرًا في سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي، إضافة العشرات المعتقلين من غزة الذين ارتقوا في السّجون والمعسكرات ولم يفصح الاحتلال عن هوياتهم وظروف استشهادهم

وأوضح أن الاحتلال ما زال يحتجز جثامين 38 أسيرًا ممن استشهدوا وأعلن عنهم منذ بدء حرب الإبادة،  وهم من بين 49 أسيرًا من الشهداء يواصل الاحتلال احتجاز جثامينهم

وحول المعتقلين من قطاع غزة بينت مؤسسات الأسرى أن قوات الاحتلال ما زالت تنفذ جريمة الإخفاء القسري بحق المعتقلين، وترفض الإفصاح بشكل كامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم، كما وترفض حتّى اليوم السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم، مضيفة أنها تعمدت حرمان أسرى غزة الذين انتهت محكومياتهم من الإفراج عنهم، قبل أن تُفرج عن عدد منهم من سجن (نفحة)، ومنهم من استشهد عددًا من أفراد عائلته خلال الحرب.

ووثقت مؤسسات الأسرى الجرائم المتصاعدة بحق الأسرى في سجون الاحتلال، حيث منذ بدء حرب الإبادة بدأت قوات الاحتلال بقمع الأسرى وتعذيبهم بشكل جماعيّ، وسُجلت العشرات من الإصابات بين صفوف الأسرى والأسيرات الذين تعرضوا للاعتداء من قبل وحدات القمع، مبينة أن سبل التنكيل تنوعت منذ ذلك التاريخ بين “تعطيش وتجويع الأسرى، وسحب كافة مستلزمات الحياة الأساسية والإبقاء على الحد الأدنى منها، حيث سحبت إدارة السّجون جميع “الأدوات الكهربائية، والملابس، والطعام الخاص بالأسرى”، كما عملت على عزلهم عن العالم الخارجي لغاية اليوم بعد سحب بعض الأدوات كالتلفاز والراديوهات، وقامت بزّج العشرات من المعتقلين في غرف صغيرة مكدسة بأجسادهم.  

وأفادت المؤسسات أن شهادات بعض الأسرى عكست الانتهاكات بحق الأسرى حيث بينوا أنهم تعرضوا للتهديد بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر، والضرب المبرّح، والتّحقيق الميدانيّ معهم، إضافة للتّهديد بالاغتصاب، واستخدام الكلاب البوليسية، واستخدام المواطنين كدروع بشرية ورهائن، وأيضًا استخدام القيود كأداة للتنكيل، عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحقّ المواطنين خلال حملات الاعتقال منهم أشقاء لمعتقلين، مبينة أن هناك العديد من الجرائم والانتهاكات الوحشية، وعمليات التّخريب الواسعة التي طالت المنازل، وأيضًا مصادرة لمقتنيات وسيارات، وأموال، ومصاغ ذهب وأجهزة الكترونية، إلى جانب هدم وتفجير منازل تعود لأسرى في سجون الاحتلال.

وتابعت مؤسسات الأسرى أن  هذه الاعتداءات والجرائم الممنهجة أدت لإصابة العديد من المعتقلين، وأفراد من عائلاتهم، بإصابات جسدية مختلفة، كما وتعمد الاحتلال تركهم دون علاج بعد اعتقالهم، مضيفة  أن شهادات العائلات عكست العديد من الأعراض النّفسية التي ظهرت على أفراد من العائلة، ومنهم الأطفال جرّاء عمليات الاقتحامات الوحشية التي جرت لمنازل المواطنين.

المؤسسات أضافت أن الاحتلال مارس الجرائم الطبية بحق الأسرى من خلال حرمانهم من العلاج وأيضًا حرمانهم من أبسط حقوقهم في الحصول على أدوات النظافة الشخصية التي ساهمت في تفشي الأمراض بينهم، مضيفة أن  مرض الجرب (سكايبوس)  تفشى بين صفوف الأسرى والمعتقلين وقد تصاعدت أعداد المصابين وخاصة في سجني “النقب، ومجدو”، وذلك نتيجة لمجموعة من الإجراءات التي نفذتها إدارة السجون وساهمت في انتشار المرض بشكل كبير بين صفوفهم.

 وأضافت المؤسسات أنه ووفق شهادات لعدة لأسرى أصيبوا بمرض الجرب فإنها أثبتت تعمد إدارة السّجون على  استخدام المرض كأداة لتعذيب الأسرى والتنكيل بهم، مفيدة أن هذا المرض يشكل أحد أخطر الأمراض الجلدية المعدية، إضافة لإصابتهم بأمراض جلدية لم يتمكن الأسرى من تشخيصها، مؤكدة انعدام أدنى الاحتياجات الأساسية منها “مواد التنظيف اللازمة، وتقليص كميات المياه، ومحدودية إمكانية قدرة الأسير على الاستحمام” وهو ما ساهم في انتشار المرض، إضافة لانعدام توفير سبل العلاج التي تحتاج إلى إجراءات كبيرة لوضع حد لانتشار المرض، مضيفة أنه وحسب شهادات للمحامين خلال زيارتهم للأسرى أنهم خرجوا لرؤيتهم والدماء على أجسادهم بسبب التقرحات والحكة الشديدة.

وبينت مؤسسات الأسرى أن عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال يبلغ أكثر من عشرة آلاف و100 وذلك حتى بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2024، فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين (3398)، فيما يبلغ عدد من صنفتهم إدارة سجون الاحتلال من معتقلي غزة (بالمقاتلين غير شرعيين) الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال (1618)، يُذكر أن هذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة وتحديدًا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة