loading

مستشفى كمال عدوان: إبادة صارخة وسط مجتمع صامت

هيئة التحرير

افترش مرضى وجرحى مستشفى كمال عدوان أروقة المستشفى، عل جدران المشفى تقيهم رصاص الاحتلال ومتفجراته التي تضرب كل شبر به، وسط نداءات استغاثة يُطلقها الكادر الطبي بلا أي مجيب، فقد صُمَت آذان العالم عن إبادة متواصلة منذ 15 شهرا. 

قصف وإطلاق نار تعرضت لها أقسام المستشفى ليلة أمس، حيث عاش المرضى والجرحى ليلة مرعبة بإطلاق النار من قناصة الاحتلال وقذائف مدفعياته دون سابق إنذار، ما جعل الطواقم الطبية والمرضى والجرحى يتجمعون في مكان واحد، ولم تتوقف نيران الاحتلال عن إطلاق نيران حممها حتى الآن في محاولة لتدمير المستشفى الوحيد الذي يقدم خدماته الطبية للأهالي في شمال القطاع بالإمكانيات البسيطة التي لديه. 

مدير المستشفى د. حسام أبو صفية يؤكد أن الاحتلال ومنذ صباح اليوم يواصل إطلاق النار تجاه المستشفى وسط قصف مدفعي في المنطقة المحيطة والقريبة من المستشفى، مضيفًا أن الاحتلال بات يُطلق أيضًا القنابل في ساحات المستشفى، حيث أي شخص يخطو أي خطوة خارجه مُعرض لخطر الاستهداف.

وفي خطوة من الممكن أن تسبب كارثة حقيقية استهدف الاحتلال المولدات في المستشفى ما أدى لاندلاع النيران بإحداها وتدميرها بشكل كامل، وفق ما قاله أبو صفية، الذي يوضح أن الاحتلال يحاول استهداف خزان الوقود المليء، ما يُشك خطرًا كبيرًا إذا ما اشتعلت النيران في هذا الخزان، وهو ما يُنذِرُ بكارثة للعاملين وكل من يتواجد داخل المستشفى.

أبو صفية يصف الوضع بالمستشفى بالخطير للغاية، فقد تم استهداف الطاقم الطبي والمستشفى نفسه بكامل تخصصاته كما لو كان منشأة عسكرية، مؤكدًا أنهم أطلقوا وقدموا نداءات إلى المجتمع الدولي، لكن لم يتدخل أحد لوقف الاحتلال عن مهاجمة النظام الصحي بهذه الطريقة الوحشية والعشوائية، مشددًا على أنه لا يمكن الضغط عليهم لإخلاء المستشفى لموقع آخر. 

ليست وحدها نداءات الاستغاثة لوقف القصف وإطلاق النار التي أطلقها مدير المستشفى، ولكن تم إطلاق نداءات لتوفير الطعام للمرضى والجرحى وللطاقم الطبي، مؤكدًا أنهم يموتون جوعًا في ظل استمرار الحصار المفروض على المستشفى. 

وأطلقت وزارة الصحة في بيان لها مناشدة للمجتمع الدولي لإدخال المساعدات والأدوية والطعام لمستشفى كمال عدوان، مُبينة أن إطلاق النار مستمر على مدار الساعة في محيط المستشفى، فيما سقطت قذائف إسرائيلية على الطابق الثالث وعند أبواب المستشفى، ما تسبب بحالة ذعر للمرضى والطواقم الطبية.

وأوضحت الوزارة في بيانها أن المستشفى بحاجة ماسة لمستلزمات الصيانة الضرورية للحفاظ على استمرار توفير الكهرباء والمياه والأكسجين، في ظل نقص كبير في والأدوية ومسكنات الآلام، مؤكدة أن إسرائيل تنتهك أبسط قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، باستهدافها للمراكز الطبية والصحية، وبعدم سماحها لنجدة وإنقاذ من بداخلها.

وأضافت أن المرضى في مستشفى كمال عدوان وبقية المراكز الصحية والمستشفيات العاملة في قطاع غزة مهددون بالموت إما بالرصاص الإسرائيلي أو بنقص الأدوية والعلاجات.

من جهته أدان المكتب الإعلامي الحكومي تهديدات الاحتلال المتكررة ضد مستشفى كمال عدوان، مُطالبًا منظمة الصحة العالمية بسرعة إرسال وفد ميداني عاجل، وذلك للوقوف على حجم الجريمة ولحماية المستشفى والطواقم الطبية وتوفير ممرات آمنة بالسرعة الممكنة. 

وأكد المكتب أن جيش الاحتلال يواصل جريمة وحرب الإبادة الجماعية ويصعّد عدوانه ويستمر في ارتكاب الانتهاكات الخطيرة بحق المؤسسات الصحية والطواقم الطبية، والتي كان آخرها التهديد بإخلاء واقتحام وقصف مستشفى كمال عدوان بمحافظة (شمال قطاع غزة)، إضافة إلى تهديد حياة الكوادر الصحية العاملة بداخله، وإجبار الطواقم الطبية والمرضى على إخلائه، وحرمان مئات المرضى والجرحى من حقهم في تلقي العلاج والرعاية الصحية.

وأوضح المكتب أن استهداف وقصف وتهديد المستشفيات وتهديد حياة العاملين في المجال الصحي يُعد جريمة إنسانية وأخلاقية، وانتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية، التي تكفل حماية المرافق الصحية والطواقم الطبية في أوقات الحروب، مشيرًا إلى أن الاعتداءات الصارخة ضد مستشفى كمال عدوان ليست المرة الأولى بل هي اعتداءات مستمرة ومتواصلة منذ قرابة 80 يومًا على العدوان البري على محافظة شمال قطاع غزة، والتي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والمفقودين والجرحى والمعتقلين.

وحمّل المكتب  الاحتلال والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا؛  المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الجرائم والانتهاكات الصارخة واستمرار جريمة الإبادة الجماعية، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية للتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات المتكررة وضمان حماية المرافق الصحية والطواقم الطبية.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة