هيئة التحرير
أطلقت مؤسسة جذور للإنماء الصحي والاجتماعي بالشراكة مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت وبرعاية مؤسسة أوكسفام، “دليل الصحافة الصديقة: التعامل المهني مع قضايا الصحة الإنجابية والجنسية”، وذلك خلال فعالية حضرتها وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي.
وزيرة شؤون المرأة د.منى الخليلي، أوضحت بأن هذا الدليل يأتي في وقت دقيق للغاية، معربة عن تقديرها لدور الشركاء في النهوض بالأداء الصحفي بما يعزز حضور قضايا المرأة وحقوقها في الفضائين العام والخاص، ويُسهِم في ترسيخ خطاب إعلامي عادل ومنصف يُكَرِس المساواة والعدالة الاجتماعية، ويُعلي من صوت النساء في مراكز صنع القرار والتأثير.
وشددت الخليلي على الدور المحوري للصحافة والإعلام في التقصي والتوثيق لأهوال الجرائم الوحشية التي ترتكبها إسرائيل، مؤكدة أن هذا الدليل يضع الجانب الجنساني في قلب التغطية الصحفية. ويمثل خطوة متقدمة نحو دعم الصحفيين الفلسطينيين في مهمة شاقة ومعقدة للغاية تتمثل في رصد وتوثيق الانتهاكات الجسيمة المركبة ومتعددة الأبعاد التي تواجه النساء والفتيات وبخاصة مع تعمد استخدام إسرائيل للعنف الجنسي والإنجابي مع محو ممنهج كأداة حرب تدميرية.
مدير عام مؤسسة جذور، د. أمية خماش، بين أن الصحة الإنجابية من أهم مؤشرات الصحة ومؤشرات التنمية في الدول، مؤكدًا أن الدليل يتناول قضية مهمة جدًا، والصحفيين هم أكثر من يصل لها لأنها مسألة معرفة وسلوكيات وأنماط. مشيرًا إلى أن الدليل مهم جدًا في الرصد لأنه يتناول المفاهيم المهمة في الصحة الإنجابية.
مدير البرامج في مؤسسة أوكسفام إياد الأعرج أكد أن هذا الدليل هو خطوة متقدمة نحو تعزيز بيئة إعلامية أكثر وعيًا ومسؤولية في تناول قضايا الصحة الإنجابية والجنسية، مبينًا أنه يعكس التزامهم كمؤسسة مع شركائهم بدعم حقوق الإنسان وخاصة الحق في الصحة وتعزيز الوعي المجتمعي المبني على المعلومة والاحترام، وهذا الدليل هو أداة عملية تمكن الصحفيين من تغطية موضوعات الصحة الإنجابية والجنسية بمنهجية علمية وإنسانية تراعي الخصوصية الثقافية والسياق المحلي.
مدير مركز تطوير الإعلام أسامة الميمي بين في حديث ل”بالغراف” أن وجود هذا الدليل في زمن الحرب والإبادة مهم جدًا خاصة في ظل خروج قضايا تشوش المجتمع وتُخرج قضايا صعبة وتعتبر غير أولوية في ظل الحرب والإبادة، فتتفشى قضايا مثل العنف ضد النساء والصحة الإنجابية. فيأتي هذا الدليل ليسلط الضوء على هذه القضايا ويساعد الصحفيين في التعامل مع القضايا بشكل مهني ويسلطوا الضوء عليها
دليل توجيهي للصحفيين
ناهد أبو طعيمة منسقة وحدة الجندر في مركز تطوير الإعلام، قالت في حديث ل”بالغراف” أنها قامت بإعداد هذا الدليل والذي يتحدث عن كيفية وجود تغطية حساسة وصديقة لقضايا الصحة الإنجابية والجنسية، في وقت بأمس الحاجة لتغطيات خاصة في ظل الإبادة والعنف الإنجابي الممارس ضد النساء في قطاع غزة.
وبينت أن هناك أشكال مختلفة من العنف الإنجابي سواء التحرش أو الإشكاليات التي يقابلنها النساء على الحواجز والولادة القيصرية دون بنج، إضافة لاعتبار قناصة الاحتلال المرأة الحامل عصفورين برصاصة واحدة، فهذه الأسباب مجتمعة جعلتها تُصر على وجود مبحث خاص حول هذه المسألة.
وتابعت أبو طعيمة بأن الدليل يحاول توجيه الصحفيين لأسئلة تجاه التفكير بكيفية تحضير الأسئلة المناسبة قبل الذهاب للمقابلات، حيث بكل مبحث من المباحث بالدليل هناك أسئلة توجيهية للصحفيين. إضافة لوجود نماذج لصحفيين كتبوا بهذه القضايا من العالم العربي والفلسطيني، ووسعوا من دائرتهم.
وأفادت بأن الدليل يؤشر إلى مسألة تأصيل المفاهيم من جوانب حقوقية وجوانب إنسانية. حيث كافة المصطلحات التي نفكر بها هناك مسرد خاص به يوجد به ما يُمَكٌن الصحفيين من الرجوع لمرجعيات علمية. كما يوجد التأصيل الحقوقي لما يتعلق بمفاهيم الصحة الإنجابية والجنسية في مرحلة المراهقة والتحولات التي تحدث بها
وتتأمل أبو طعيمة بأن يكون الدليل مفيد للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وأن يكون مادة غنية يمكن الاستفادة منها
بدورها ترى مسؤولة الاتصال والتواصل في مؤسسة جذور مجد حردان بأن أهمية الدليل تكمن في تناول القضايا الجنسية والإنجابية وكيفية تناولها عن طريق الصحافة، لأن هذه القضايا تغطيتها في الميدان ليس كافياً. فأتى هذا الدليل لتمكين الصحفيين في هذا القضايا وكيفية سردها حتى يكون لدى الصحفي الأدوات المساندة لتناولها
وبينت أن هذا الدليل جاء في هذا التوقيت خاصة مع الحرب المستمرة. وملاحظة شغف الصحفيين للكتابة أكثر عن هذه المواضيع ولكن ليس لديهم الأدوات فجاء هذا الدليل لمساندة الصحفيين لأن يتناولوا هذه القضايا بشكل أكبر وأهمها العنف الإنجابي أو الحرب الإنجابية على غزة
وأكدت حردان أن الفكرة تكمن بأن النساء باتوا مستهدفين في غزة وحتى الأجنة في أحشاء النساء مستهدفة، فأتى الدليل لتمكين الصحفيين بأدوات لفضح جرائم الاحتلال في قطاع غزة
ووجهت رسالتها للصحفيين بتوخي الدقة والجرأة في نقل هذه المواضيع لأنها حساسة وبذات الوقت مهمة في بناء المجتمع ونشر الحقائق. ومن المهم ضرورة توخي الدقة في تناول هذه المواضيع بالإعلام الرقمي
من جانبه يقول محمود دغيش من دائرة العناية بالشباب والصحة المدرسية بوزارة الصحة أن هذا الدليل هو من سلسلة أدلة بالتعاون مع وزارة الصحة ومؤسسة جذور لتسليط الضوء على الصحة الإنجابية والجنسية لأنها من القضايا الأساسية التي تعالج قضايا الشباب والمراهقين في فلسطين
وأكد أن الصحفيين هم مرآة العالم ولذلك يجب أن يكونوا على دراية وفهم بكافة المصطلحات بالصحة الجنسية والإنجايية. لأنه يوجد فراغ بفهم هذه المواضيع وما تعنيه، ولذلك لا بد من فهم وتثقيف الصحفيين لفهم معاني هذه المصطلحات للقدرة على تغيير وجهات النظر حول هذه المفاهيم لدى الشعب الفلسطيني
وأوضح دغيش أن ما نراه من عدوان في غزة والضفة وازدياد الانتهاكات ضد النساء والحوامل والفتيات، زاد من أهمية تسليط الضوء على الصحة الإنجابية لهذه الفئة.
مؤكدًا أنهم قاموا بتدريب الكوادر الصحية كافة على الولادات الآمنة في مواقع تواجدهم نتيجة الاغلاقات والحواجز المكثفة في مناطق الضفة.