loading

صوت هند رجب يفوز بـ”الأسد الفضي”.. بين السياسة والجائزة

في إنجاز عربي جديد يسلّط الضوء على معاناة الفلسطينيين في غزة، فاز فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة الأسد الفضي (جائزة لجنة التحكيم الكبرى) في مهرجان البندقية السينمائي الدولي. ورغم أن الفيلم حظي بإجماع نقدي وتصفيق استثنائي استمر نحو 22دقيقة خلال عرضه الأول، إلا أن أصواتاً في الأوساط السينمائية اعتبرت أن ضغوطاً سياسية حالت دون منحه الجائزة الأرفع، “الأسد الذهبي”، التي رأى كثيرون أنه استحقها عن جدارة.

الناقد السينمائي الفلسطيني سليم البيك قال إن الحضور لم يقفوا في حفل تسليم الجوائز لمهرجان فينيسيا مساء أمس سوى لفيلم “صوت هند رجب” لكوثر بن هنية، ولم يمر المؤتمر الصحافي للجنة التحكيم بعد الحفل من دون سؤال عن تهديد أعضاء من لجنة التحكيم بالانسحاب بسبب منع متعمّد “للأسد الذهبي” عن الفيلم.

وتابع البيك معبراً عن رأيه في فوز الفيلم بجائزة الأسد الفضي: “رئيس اللجنة أجاب ببلاهة في المؤتمر الافتتاحي للمهرجان بأنه لا يعرف الكثير عما يحصل في غزة”.

“ولم ينل أي من الأفلام في المسابقة الرسمية تقييمات فاقت الفيلم الفلسطيني/التونسي كما أظهرته نشرات المهرجان التي تستفتي صحافة دولية وإيطالية يومياً عن أفضل الأفلام، عدا عن التصفيق التاريخي للفيلم في العروض الصحافية والعرض الأول، هذا إضافة إلى انبهار نقدي عالمي تجاه الفيلم”، يقول البيك.

وتابع الناقد السينمائي أن الجائزة (الأسد الفضي: جائزة لجنة التحكيم الكبرى) عظيمة، لكن الفيلم أعظم ويستحق، لأسباب سينمائية تامة، الأسد الذهبي.

وأكد البيك: “وكما هو متوقع، انحياز سياسي لأصحاب القرار في الغرب يضيق، للمرة المليون، على موضوع فلسطيني، والسياسة حالت دون منح الفيلم جائزته المستحقة لأسباب سينمائية. رفضك للفيلم لا تبرره سوى أسباب سياسية، إعجابك بالفيلم يحمل أن يكون سياسياً تاماً، وسينمائياً تاماً”.

وتقول مخرجة الفيلم التونسية كوثر بن هنية إن صوت هند رجب هو صوت غزة التي اصطدمت استغاثاتها بعالم أصم.

وحوّل فيلم “هند رجب” -الذي لقي تصفيقاً حاراً امتد لنحو 22 دقيقة خلال عرضه الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي- أطفال غزة القتلى من أرقام إلى قصص موثقة تحمل بصمات القاتل واسم القتيل.

ويحكي الفيلم الوثائقي قصة الطفلة هند رجب ذات الأعوام الخمسة، التي صوّب عليها الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 355 رصاصة، بعد أن استنجدت بكل العالم لكن لا أحد تمكن من إنقاذها، ويهدف صناع الفيلم لتسليط الضوء على حكايات الفلسطينيين الذين يستحقون الحرية بحسب بطل الفيلم.

ففي يناير/كانون الثاني 2024، لقيت الطفلة الفلسطينية هند رجب مصرعها بعد أن علقت داخل سيارة عائلتها التي تعرضت لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي في حي الزيتون بمدينة غزة.

وظلت هند على تواصل عبر الهاتف مع فرق الإسعاف والدفاع المدني الفلسطيني لأكثر من 3 ساعات، تستغيث وتصف ما حولها، قبل أن ينقطع الاتصال، ليعثر عليها بعد 12 يوماً جثة هامدة إلى جانب أفراد أسرتها، وقد مزقت رصاصات الاحتلال الـ355 جسدها الصغير.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في البندقية للإعلان عن فيلمها الجديد، استُقبلت الممثلة سجى كيلاني وطاقم العمل بحفاوة كبيرة.

وقالت كيلاني للصحفيين: “كفى قتلاً جماعياً وتجويعاً، وإهانةً للإنسانية، وتدميراً، واحتلالاً مستمراً”.

وأضافت: *هذا الفيلم ليس رأياً أو خيالاً، بل هو واقع مُرسخ. قصة هند تحمل ثقل شعبٍ بأكمله. صوتها واحدٌ من بين عشرات آلاف الأطفال الذين قُتلوا في غزة خلال العامين الماضيين فقط. إنه صوت كل ابنة وكل ابن، له الحق في العيش والحلم والوجود بكرامة. ومع ذلك، سُلب كل ذلك أمام أعيننا التي لا ترف”. 

وقدمت تونس فيلم المخرجة كوثر بن هنية ليمثلها رسمياً في سباق جائزة أفضل فيلم دولي في حفل الأوسكار القادم، ويُتوقع أن يكون من أبرز الأفلام المنافسة على الجائزة.

وفي مراجعة لموقع “ديدلاين”، وصف دامون وايز الفيلم بأنه “بالغ الأهمية”، كما أنه “قد يكون الشرارة التي ينتظرها مؤيدو القضية الفلسطينية؛ فهو عملٌ يستخدم وسائل سينمائية مثل اللقطات القريبة بالكاميرا المحمولة، والكاميرا المتحركة، لإيصال رسالته”.

وأشاد غاي لودج من مجلة فارايتي بـ”الدراما الساحقة” مع بعض الملاحظات. وكتب: “من المستحيل ألا تتأثر بالتسجيل الصوتي الواقعي الذي يشكل جوهر فيلم كوثر بن هنية، لكن تثار بعض الشكوك حول أخلاقيات العمل وطريقة تنفيذه”.

وذكرت الناقدة شيري ليندن من مجلة هوليوود ريبورتر أن “الدراما المشوقة تغوص في حرب غزة بحس إنساني مؤلم يمزق القلب”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني