loading

إنجاز علمي في علم الأعصاب بأيدي فتيات مقدسيات

هيئة التحرير

في إنجاز علمي ببصمة فلسطينية مقدسية واضحة، نشرت الطالبتين المقدسيتين ريماس السيد “17 عامًا” وتبا أبو اسنينة “16 عامًا” بحثًا علميًا متخصصًا مجال الأعصاب والدماغ في مجلة فرونتيرز للعقول الشابة” (Frontiers for Young Minds). 

“أصبحت الفتاتان أول طالبتين تنشران بحثًا وهما على مقاعد الدراسة في الشرق الأوسط، ما يضعهما أمام إنجاز تاريخي يُكتب في سجلهما العلمي في عمر صغي

زيت اللافندر يحمي خلايا الدماغ 

ريماس السيد التي تدرس علم الأحياء “Licence Biologie” في فرنسا تؤكد أن بحثهم الذي أنجز تحت عنوان “كيف يستطيع زيت اللافندر حماية دماغك”، وهو دراسة معمقة وإعادة صياغة لبحث الدكتور في علم الأعصاب محمد القنيبي. أنجز على مدار أكثر من عام. 

وأوضحت ريماس أن فكرة البحث تكمن في كون أمراض الأعصاب والدماغ مثل “الصرع، والزهايمر، وغيرهامن الأمراض”،  يكون السيال العصبي في هذه الأمراض منشط بشكل كبير حيث الدماغ يكون وكأنه به كهرباء كبيرة، مضيفة أن “زيت اللافندر” بما يحتويه من خصائص يستيطع تثبيط المستقبلات العصبية عن طريق الحد من تدفق الأيونات دون التأثير على مناطق أخرى بالدماغ. 

وأشارت إلى أن هناك الكثير من الأدوية التي تعالج مناطق بالدماغ وتؤثر على مناطق أخرى، إلا أن هذا الزيت تركيزه موضوعي بشكل أكبر. مؤكدة مستقبلًا أن هذه النتائج إن تم تجربتها فقد يتم توفير علاج جذري لهذه الأمراض. 

ريماس وتيا عمدتا على قراءة معمقة لهذا البحث الطويل والعميق وقامتا بإعادة كتابة البحث بطريقة مبسطة أكثر لتلائم العقول الشابة التي تقرأ المجلة العلمية التي نُشِرَ فيه البحث. 

صعوبات وتحديات جمة

تشير ريماس إلى أنه كان من مسؤوليتها تحويل المبادئ العلمية لرسومات تستطيع من خلالها إيصال الفكرة للقارئ بشكل سلس، مبينة أن هذا كان بمثابة التحدي بالنسبة لها كونه شيء بالغ الصعوبة حيث يجب إيصال مبدأ علمي دقيق عن طريق الرسومات ويستطيع الجمهور فهمه، وهو ما أضاف إليها الكثير، حيث كانت تقوم بإيصال المعلومات الدقيقة برسوم بيانية تسهل على القارئ فهم المعلومة. 

ولفتت إلى أن هذا ساعدها في توسيع مداركها كباحثة من خلال هذه الطريقة في إيصال المعلومة، كما أنه كان من نصيبها أيضًا جزئية الكتابة وواجهت بعض الصعوبة في كتابة المصطلحات العلمية خاصة وأنها موجهة لجمهور شاب ليس لديه المعرفة الكبيرة في الأمور العلمية والطبية. 

فيما كان من نصيب الطالبة تيا أبو سنينة كتابة المقدمة والملخص، إضافة إلى عمل التجارب وكتابة تحليل البيانات الخاص بها إضافة إلى كتابة منهجية مفصلة للتجارب. ووصفت تيا هذه التجربة بالفريدة من نوعها وأنها غيرت من طريقة تفكيرها ومنهاج حياتها وتطور دراستها. مؤكدة سعيها لأن يعلم الطلبة المقدسيين خوض هذه التجربة. 

وأوضحت أنهن واجهن صعوبة في فهم الورقة البحثية كونها مصممة لأطباء حيث كان المطلوب منهن فهمها وكتابتها للطلبة بطريقة يستطيعون فهمها مع الحفاظ على المصطلحات الطبية، إضافة إلى استغلال كل وقت لديها من كافة العطل في إنجاز البحث. 

كيف دخل البحث العلمي حياة الطالبتين ؟!

تقول تيا إن البحث العلمي دخل لحياتها وهي في الصف الثامن في مدرسة الراهبات الوردية بالقدس حينما تم إدخال البحث العلمي كمساق تدريسي، وفي الصف التاسع اكتشفت أنه يخاطب ميولها في الدراسة، فقررت التعمق به بشكل أكبر وقررت الدخول في برنامج تدريبي من مركز نيوربال والذي يتكون من ثلاث مستويات علمية تعلمت به بشكل تجريبي ونظري،  وعقب انتهائها من ثلاثة مراحل تقدمت لامتحان وتم اختيارها كقائدة للطلبة الأصغر الذين يريدون الحصول على هذه المستويات. 

مشيرة إلى فوزها بجائزة بعلم الأعصاب خلال هذه الفترة تحت إشراف الدكتور محمد القنيبي وخلال هذه المسابقة تأكدت من رغبتها في المضي قُدمًا في هذا الإتجاه وكتابة الأبحاث، ومن ثم خاضت النقد العلمي من خلال نقد ورقة بحثية علمية واستمر طريقها حتى الوصول لكتابة ورقة البحث العلمي ونشره. 

ولم يختلف حال ريماس كثيرًا فأكدت أنه تم إدخال 

مادة البحث العلمي للمدرسة في الصف التاسع فكان بمثابة التحدي بالنسبة لها، لكنها وزميلاتها استطاعوا إنجاز رسالة في الصف الحادي عشر تشبه رسائل الماجستير. مشددة على أن هذا ساعدهم على فهم الأبحاث العلمية وكتابتها وبات لديها القدرة على استخراج المعلومات العلمية والطبية من أكثر المصادر العلمية والطبية ثقة من المجلات العلمية والطبية. ما سهل ويسهل عليها دراستها وترى أثره عليها في وقتها الحالي. 

شعور بالفخر والإنجاز

مر البحث عقب قراءته وكتابته وصياغته بالعديد من المراحل من تعديل  تحرير وتقييم وصولاً إلى النشر النهائي، في رحلة استمرت لأكثر من عام. 

ريماس عبرت عن فخرها بهذا الإنجاز حيث وبالرغم من كافة المعيقات والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني وقلة الإمكانيات كطلبة مقدسيين إلا أنه لديهم القدرة على صنع شيء من اللاشيء. مؤكدة أن هذا ما يميز الشعب بأنه قادر رغم كل ما يمر به 

وشبهت ريماس الحياة بالقدس بالأبحاث العلمية التي ورغم صعوبتها والتحديات التي تواجهك إلا أنه وفي النهاية فالنجاح هو ثمرة تعبك، وهكذا الحياة في القدس حيث وبرغم كل التحديات يبقى اسمنا مقدسيين وهو ما ينسينا كافة التعب. 

بدورها عبرت تيا عن شعورها بالفخر عقب نشر البحث حيث ردة فعل عائلتها الذين دعموها إضافة إلى مدرستها وفخرهم بها ورؤية ردة فعل المجتمع المقدسي والفلسطينيين حول هذا الإنجاز يوضح احتضان الإنجازات والوصول لهكذا مراحل من العلم وهو ما أعطاها دفعة للمضي قدمًا والوصول وعدم الوقوف 

وأرجعت الطالبتان الفضل إلى مدرسة الراهبات الوردية في القدس والتي أدخلت مادة يدرسها طلبة الجامعات لطلبة المدارس، إضافة لدعم الدكتور محمد القنيبي ودعم أفراد عائلتهن لهن خطوة بخطوة

ووجهت تيا رسالتها بأن الإنجاز كان بمثابة الخطوة لفتح الباب للأجيال، وأهمية خوض هذه التجربة التي حتمًا سيتعلمون منها، إضافة لوجود من يستقبلهم إذا أرادوا خوض هذه التجربة. 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني