هيئة التحرير
ضمن حملة الاعتقالات الواسعة التي بدأها الاحتلال في الضفة منذ السابع من أكتوبر وطالت أكثر من 200 مواطن، لم تسلم النساء ولا الأطفال من هذه الاعتقالات، حيث اعتقلت أكثر من 60 أسيرة.
إعتداءات وحشية وقمعية تعرضت لها الأسيرات خلال لحظات اعتقالهن وأيضاً خلال وجودهن في السجن، حيث نفذ الاحتلال إجراءات قمعية بحق كافة الأسيرات كما الإجراءات بحق الأسرى
المحامي حسن عبادي روى تفاصيل مروعة على لسان الأسيرة لمى خاطر عقب زيارتها، حيث قال إنه عقب اقتحام منزلها بصورة همجية واعتقالها بشكل عنيف ووحشي، تم اقتيادها إلى معسكر كريات أربع، وحينها هددها الضابط قائلًا “معي 20 جنديا، بدنا نغتصبك، وبدّي أعتقل أولادك وأحرقهم، وأنتم أسرى حرب وبطلعلنا نعمل فيكم شو بدنا”.
وأضاف أنه تم نقلها إلى معتقل عوفر، وهي مقيّدة بقيود بلاستيكيّة قاسية، بدون مياه للشرب، مضيفاً أنه قام بإزاحة الغطاء عن وجهها وتصوّيرها بجوّاله، تجاوُزًا وليس تحقيقاً، وتم توجيه أسئلة استفزازية باطلة، مشيراً إلى أنه تم نقلها إلى معتقل هشارون تحت ظروف احتجاز سيئة جداً، زنزانة عزل قذرة جداً، بدون أكل وشرب، الميّة مقطوعة، إضافة إلى تفتيش العاري والعبارات السيئة والتهديد برميها مع الأولاد إلى غزة.
وأفاد عبادي أنه تم نقلها إلى سجن الدامون حيث يتواجد 63 أسيرة، و ينام الكثير منهن على الأرض، ولديهن غيار واحد فقط من زميلات الأسر القدامى، ويشربن ميّة مع كلور، إضافة إلى التجويع حيث المواد الغذائية التي صادروها تلفت وخرجت رائحتها
بدوره رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس يقول في حديث ل” بالغراف” إن وضع الأسيرات سيء داخل السجن حيث نفس الإجراءات التي اتُخِذَت بحق الأسرى إتخذت بحق الأسيرات، فَسُحِبَت منهم الملابس والمقتنيات، مضيفاً أنهم تعرضوا أكثر من مرة خلال الشهر المنصرم إلى اعتداءات جسدية وتم رشهم بالغاز
وأكد أن محامية من هيئة شؤون الأسرى زارت الأسيرات مرتين، وبحسب ما نقلت عن الأسيرات من شهادات فإن الوضع غاية في الصعوبة والتعقيد، فالأسيرات يتعرضن لأذى شبه يومي، مضيفاً أنه ناهيك عن الإجراءات الأخرى والتي هي اجراءات انتقامية وذلك بمصادرة كافة المقتنيات فحتى الملابس لم يبقى معهن سوى غيار واحد فقط، رغم أنه حاجة ضرورية جدًا
ولفت فارس إلى دخول أسيرات للمعتقل حديثًا ما رفع العدد إلى 63 أسيرة وهذا عدد كبير يحدث للمرة الأولى، حيث أن يكون بالسجن هذا العدد من النساء، مضيفاً أن هناك عدم توفر للأغطية وعدم توفر الطعام فهناك نقص متعمد في كل شيء
وأوضح أنهم كمؤسسات خاصة بالأسرى أجروا العديد من الاتصالات مع الدول والجهات والمنظمات والمؤسسات، إضافة للقائهم مع سفراء وقناصل ومخاطبتهم بالرسائل للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، مضيفاً أنهم على لقاء دائم ومستمر بالمؤسسات والصليب الأحمر، حيث اللقاءات متواصلة من أجل حث هذه الجهات والمؤسسات على أن تمارس ضغطًا حقيقيًا على ” إسرائيل” لوقف جرائمها بحق الأسرى والأسيرات
وأكد فارس أنه خلال اتصالاتهم ولقاءاتهم مع المؤسسات لم يستمعوا من أي جهة كانت دفاعًا عن ” إسرائيل” وموقفها أو أن تبرر لأفعالها، إنما أجمع الجميع على رفضهم لهذه الأفعال وبأنها مرفوضة وفقًا للقانون الدولي، إضافة لتقديمهم وعودًا بممارسة ضغطهم على ” إسرائيل” لكف يدها عن الأسرى
وأشار إلى أنهم مستمرين في اتصالاتهم مع كل جهة يمكن أن تؤثر في الموقف الاسرائيلي، إضافة لممارسة الضغط عن طريق المحاميين في محاولة لتخفيف وتيرة القمع بحق الأسرى، مؤكداً أن الجهود مستمرة ولن تتوقف
وكان نادي الأسير قد أكد في بيان صادر عنه أنه وصل عدد المعتقلات منذ السابع من أكتوبر لأكثر من 60 معتقلة، جرى الإفراج عن غالبيتهن، فيما يواصل اعتقال أخريات وأصدر بحق بعضهن أوامر اعتقال إداري
النادي أكد استخدام الاحتلال لجملة من السّياسات التّنكيلية بحقّ النّساء، من خلال اقتحام منازلهنّ بطريقة وحشية مستخدمة كافة أنواع الأسلحة، بما فيها الكلاب البوليسية، إلى جانب تهديدهنّ بقتل أبنائهنّ، واستخدام ألفاظ نابية بحقّهنّ؛ وتكبيلهن وتنفيذ عمليات تخريب وتدمير واسعة لمنازلهنّ، وكان من بين من تم اعتقالهنّ أسيرات سابقات، وأمهات لأسرى، وطالبات جامعيات، ونساء مسنّات، وطفلات، وأمهات من بينهم الحامل في شهرها السابع الصحفية سمية جوابرة.
وأكد النادي أن إحدى أبرز السّياسات التي استخدمت بحقّهنّ، هو اعتقالهنّ كرهائن، وذلك للضغط على أزوجهنّ أو أبنائهنّ لتسليم أنفسهم، ووثقت المؤسسات المختصة العديد من هذه الحالات في عدة مناطق في الضّفة، حيث تركزت هذه السياسة في محافظة الخليل التي شهدت أعلى نسبة في عمليات الاعتقال.