هيئة التحرير
أعلن جيش الاحتلال تنفيذ عملية عسكرية مُطلِقًا عليها ” المخيمات الصيفية” في مدن شمال الضفة المحتلة، تبع ذلك اقتحام كبير لقوات الاحتلال لمدن طولكرم وجنين وطوباس وتحديداً في مخيم الفارعة، اقتحام موسع لم يحصل في مدن الضفة منذ الانتفاضة الثانية عام 2002، يتخلله تحليق مكثف لطائرات الاحتلال في مدن شمال الضفة
وزارة الصحة أعلنت ارتقاء 9 شهداء، سبعة منهم في مدينة طوباس واثنان في مدينة جنين إضافة لعدد من الإصابات، وسط محاصرة لمستشفيات ثابت ثابت والإسراء في طولكرم، ومستشفى جنين الحكومي وابن سينا في جنين وإجراء تفتيش لسيارات الإسعاف أمام المستشفى، إضافة لعرقلة عمل طواقم الهلال الأحمر ومنعها من الوصول للإصابات أو حتى نقل الشهداء أو الحالات المرضية وفق ما قالته الجمعية
في مدينة طولكرم ومنذ بدء اقتحام المدينة ومخيم نور شمس عكفت جرافات الاحتلال على تدمير البنية التحتية في المدينة والمخيم المدمرة سلفًا نتيجة الاقتحامات السابقة، حيث دمرت جرافات الاحتلال خط المياه الناقل لجبل النصر في المخيم إضافة لعدد من الطرق والشوارع الداخلية في المخيم، فيما أكدت طوارئ بلدية طولكرم أن قوات الاحتلال تستهدف تدمير البنية التحتية من أجل قطع الخدمة عن المدينة والمخيمات، كما عمد الاحتلال على محاصرة مستشفى ثابت ثابت في المدينة وإجراء تفتيش لسيارات الاحتلال أمام طوارئ المستشفى، كما عملت قوات الاحتلال على محاولة منع الصحفيين من التغطية وقامت بإطلاق النار تجاههم
وفي مخيم الفارعة ارتقى سبعة شبان في المخيم عقب قصف استهدف من مسيرة للاحتلال على المخيم، وسط منع وعرقلة لوصول سيارات الإسعاف والطواقم الطبية للمصابين والشهداء والمرضى أيضاً، كما داهم الاحتلال منازل المواطنين في المخيم ونفذ حملات اعتقال فيه
وفي مدينة جنين ارتقى شابين وأصيب آخر عقب قصف مسيرة للاحتلال مركبة على طريق صير جنوب المدينة، فيما نفذ الاحتلال اقتحام لعدد من القرى والبلدات في جنين، إلى جانب اقتحام المدينة ومخيمها والعمل على تدمير البنية التحتية بما يتضمن شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات، إضافة لمحاصرة مستشفيات ابن سينا التخصصي وجنين الحكومي ومنع الطواقم الطبية من القيام بمهامهم الطبية، إضافة لتفتيش سيارات الإسعاف أمام طوارئ مستشفى ابن سينا التخصصي، كما قامت بقطع الطرق الواصلة للمستشفى بالسواتر الترابية وسط تهديدات باقتحام المستشفى
وزارة الصحة حذرت من حصار وتهديدات اقتحام الاحتلال للمستشفيات في جنين طولكرم وطوباس، مؤكدة أن عشرات المرضى يُعالَجون في هذه الأثناء داخل مستشفيات جنين الحكومية والأهلية والخاصة، وأن أي اقتحام لها هو تهديد مباشر لحياتهم وحياة الطواقم الطبية.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والصليب الأحمر للتدخل لحماية المؤسسات الطبية، في الوقت الذي تعيق فيه قوات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف إليها، ما يعرض حياة المرضى والمصابين للخطر، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وزير الخارجية الإسرائيلي قال في تصريح صحفي أنه يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة وتنفيذ إخلاء مؤقت للسكان فهذه حرب على كل شيء، وهو ما تناولته صحيفة يديعوت العبرية التي أكدت أنه ربما سيتم إخلاء بعض السكان من هذه المدن
ولم تكن مدن شمال الضفة وحدها من تعاني من ممارسات واقتحامات الاحتلال فقد اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية وداهمت عدد من المنازل واعتقلت عدد من الشبان، إضافة لاقتحام عدد من قرى وبلدات الخليل ونفذت فيها مداهمات لعدد من المنازل، كما نفذ الاحتلال اقتحام لعدد من قرى شمال رام الله فقد تم اقتحام قرية قراوة وتنفيذ مداهمات لمنازل المواطنين، إضافة لاندلاع مواجهات في البلدة أدت لإصابة شاب، كما أصيبت سيدة عقب الاعتداء عليها بعد اقتحام منزلها وفق ما قالته جمعية الهلال الأحمر، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عارورة وداهمت عدد من منازل المواطنين وأجرت تحقيق ميداني مع عدد من الشبان
من جانبها حذرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من اجتياح شمال الضفة المحتلة، معتبرة إياه مقدمة لبسط سيادة الاحتلال وتنفيذ مخطط التهجير القسري وحرب الإبادة المفتوحة
وأكدت الشبكة على أن ما أسمته دولة الاحتلال “المخميات الصيفية” ما هو إلا مخطط عدواني يستهدف فصل المحافظات في الضفة الغربية عن بعضها، وتقسيم الأراضي ضمن مخطط الحسم الذي أطلقه الوزير في حكومة الحرب ووزير المالية سموتيريتش لخلق واقع جديد في الضفة الغربية وذلك لإحكام قبضة الاحتلال فيها، وخلق بيئة طاردة للسكان للرحيل عن أرضهم ووطنهم طوعًا أو قسراً.
وشددت الشبكة على أن ما يجري من اجتياح في شمال الضفة الغربية “نابلس، وجنين، وطولكرم وطوباس” يؤكد سعي دولة الاحتلال لإطلاق يد المستوطنين لتوسيع الإعتداءات على المواطنين، وتنفيذ اقتحامات واسعة للقرى والبلدات الفلسطينية، وهو ما يتطلب العمل على تشكيل لجان حراسة وحماية شعبية فورًا، والعمل دعم صمود الناس فوق أرضهم بكل السبل الممكنة.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بالعمل الجاد من أجل وقف مسلسل حرب الإبادة الجارية تنفيذها من قبل قوات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، ومنع تنفيذ جريمة التهجير القسري الذي تسعى إليها، والعمل على إلزام قوات الاحتلال على تطبيق القانون الدولي، وحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما وطالبت بالتدخل الفوري لوقف الحصار الشامل والعقوبات الجماعية خصوصاً للمشافي في محافظات شمال الضفة الغربية، والعمل على السماح للطواقم الطبية بالدخول للمشافي للقيام بواجبها المهني والإنساني، ومعالجة المرضى بعيداً عن إجراءات الاحتلال لتفتيش كل من يحاول الدخول والخروج من المشافي.