loading

ماذا تريد إسرائيل من جنوب لبنان ؟!

ترجمة محمد أبو علان | خاص لبالغراف

على ما يبدو الأهداف المعلنة للحرب البرية الإسرائيلية جنوب لبنان تريد تطبيق سيناريو الدمار في غزة على الجنوب اللبناني من خلال تحد أهداف فضفاضة لا يمكن قياس مدى تحقيقها، الأهداف المعلنة إعادة المستوطنين المهجرين من المستوطنات الشمالية إلى منازلهم بأمان، وتهدف لإعادة الشعور بالأمن الشخصي من كل التهديدات الآنية، ما يعني إمكانية تدمير كل القرى الحدودية تحت عنوان تحقيق هذه الأهداف، في هذا السياق كتب المحلل العسكري ليديعوت أحرنوت رون بن يشاي:


العملية العسكرية الإسرائيلية البرية جنوب لبنان لا تهدف لاحتلال جنوب لبنان ولا لإبعاد مقاتلي حزب الله إلى ما وراء الليطاني، ولا لاحتلال منطقة حزام أمني كما كانت الحال في سنوات ال 80 وسنوات ال 90 لتأمين حماية المستوطنات الإسرائيلية على الحدود الشمالية.


بل تهدف حسب بني يشاي لتطهير المنطقة المتشابكة القريبة من المنطقة الحدودية، والمناطق المتشابكة المشجرة التي فيها قوة الرضوان وعناصر أخرى من حزب الله قاموا بتأسيس بنى تحتية من أجل اقتحام الحدود والدخول لإسرائيل، وبنوا فيها منظومة صواريخ قصيرة المدى، وبشكل رئيسي قذائف من قطر 107 ملم وصواريخ كاتيوشا وصواريخ مضادة للدروع.


ويدعي المحلل العسكري ليديعوت أحرنوت أن الاقتحامات لهذه المناطق كانت تتم منذ شهور وبشكل سرّي، وكان خلالها خسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين، وكانت بعد أن قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف منظومات القذائف في تلك المنطقة، وحرق المناطق المشجرة فيها، وادعى أن القوات الإسرائيلية التي كانت تقتحم تلك المناطق جاءت بكميات كبيرة من الأسلحة من تلك المناطق، ووسائل اتصال وعتاد عسكري من أنواع مختلفة.


خطة نصر الله وحزب الله حسب رون بن يشاي كانت إدخال قوة الرضوان لإسرائيل والتي كان تعدادها ما بين 4000-6000 عنصر تحت ستار مواطنين أبرياء، وكانت كميات الأسلحة التي صادرها الجيش الإسرائيلي في العمليات السرية أعدت لعملية دخول قوات حزب الله لإسرائيل، والتي كانت تهدف للسيطرة على المستوطنات وأسر جنود إسرائيليين.


عمليات القصف الجوي التي كانت خلال الفترة الماضية أبعدت قوات الرضوان من المنطقة وأبقتها فارغة، وتركوا العتاد العسكري في الميدان من أجل يكون جاهز في يوم صدور التعليمات، ولم يتبقى في المنطقة إلا بعض عناصر الرضوان التي تسيطر على مناطق حدودية متشابكة، بعدها صدرت التعليمات للجيش الإسرائيلي لتفجير العتاد العسكري في الموقع وعدم العودة به إلى إسرائيل.


العملية العسكرية البرية الآن تهدف بشكل ممنهج لتطهير التشكيلات الأمامية ومناطق التجميع ومنصات الإطلاق، وخلق واقع يمنع حزب الله من التمكن من إطلاق النار سواء من بنادق القنص، أو القذائف والصواريخ المضادة للدروع على المستوطنات الإسرائيلية الحدودية، وعلى معسكرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، ومنعهم من التمكن من ضرب منظومة التجسس الإسرائيلية.


التحذير من الصواريخ المضادة للدروع:
العملية العسكرية البرية في الجنوب اللبناني حصلت على موافقة من الإدارة الأمريكية في أعقاب مكالمة هاتفية بين وزير الحرب الإسرائيلي ووزير الدفاع الأمريكي على اعتبار أن العملية تأتي من أجل تحقيق أهداف الحرب المعلنة، والتي منها إعادة المستوطنين المهجرين من المستوطنات الشمالية إلى منازلهم بأمان، وتهدف لإعادة الشعور بالأمن الشخصي من كل التهديدات الآنية.


القوات الإسرائيلية تحذر خلال العملية العسكرية البرية من الصواريخ المضادة للدروع التي يرى فيها حزب الله سلاحه الرئيسي، لهذا تم إدخال الفرقة 98 التي فيها وحدة الكوماندو الراجلة والمدرعة ليلاً، كون الليل يخلق صعوبات أمام إطلاق الصواريخ المضادة للدروع، وعمليات الاقتحام البرية تتم بغطاء القصف الجوي والقصف المدفعي من أجل إعطاء أكبر قدر ممكن من الأمن للقوات البرية.


وعن الوقت الذي يمكن أن تستغرقه العملية البرية الإسرائيلية كتب رون بن يشاي: العملية العسكرية ستأخذ كل الوقت اللازم في لتنفيذها حسب جهات إسرائيلية، يجب الوصول لكل المنظومات في المنطقة، من أجل السيطرة عليها وتفجيرها، ومنع الحالة التي يمكن العودة إليها واستخدامها من جديد.


استعدادات أمام إيران:
الإدارة الأمريكية ترى في العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في جنوب لبنان عملية مشروعة، ولن تكون السبب في حرب إقليمية، ومن أجل التوضيح أن الهدف ليس احتلال لبنان أو القضاء على حزب الله، ولكي لا ترى إيران أن العملية تهدف للقضاء على أكبر حليف لها، الأمور تقال بشكل علني، العملية مركزة ومحدودة، من أجل عدم سوء تقدير من طرف إيران بشكل يجعلهم يشعرون بوجوب الرد، والإدارة الأمريكية تسرب معلومات بلا توقف عن محدودية العملية.
إلى جانب ذلك، في إسرائيل كانت استعدادات كبيرة للرد على هجوم إيراني انتقامي على اغتيال هنية ونصر الله، والخوف من أن هذا الرد سيقود لثلاثة خيارات، العودة لهجمات الصواريخ والمسيرات الإيرانية من يوم 13 إبريل، وستكون بشكل أكبر من العراق بمساعدة المليشيات الشيعية هناك.
محاولة إيرانية للتعرض لشخصيات إسرائيلية رفيعة في إسرائيل، لهذا اتخذت مؤخراً إجراءات أمنية غير مسبوقة في مقر وزارة الحرب الإسرائيلية “الكريا” في تل أبيب، وفي المقرات والمباني التابعة للجيش الإسرائيلي، حيث تم إعادة تشكيل بنية الأمن، وتعزيز القوى البشرية فيها، أو محاولة تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.


وختم بن يشاي تحليله بالقول: إيران ردت بشكل مباشر على إسرائيل لكي يُرى الرد بشكل واضح إنه إيراني، اغتيال حسن نصر الله وضع الإيرانيون في موقف ضعيف أمام الحلفاء في المنطقة الذين قد يتفككون، وهناك مدرسة يقودها الرئيس الإيراني الجديد تقوم على فكرة عدم الرد، والتقارب مع الولايات المتحدة لإتعاش الاقتصاد الإيراني.


إعلان الولايات المتحدة إرسال حاملات الطائرات للمنطقة جاءت لردع إيران، لكنها في المقابل تدعم الولايات المتحدة الأمريكية العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في جنوب لبنان لتطهير الجانب الآخر من الحدود.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة