هيئة التحرير
مساء هذا اليوم قصفت طائرات الاحتلال العاصمة اليمنية صنعاء مستهدفة مطار صنعاء، إضافة لميناء الحديدية ومنسآت نفطية وطاقة، يأتي قصف الاحتلال هذا عقب تصاعد هجمات الحوثيين الصاروخية تجاه الأراضي المحتلة، حيث قُصِفَت صباح أمس مدينة يافا بصاروخ فرط صوتي، مؤكدين أن هذا يأتي في إطار الإسناد للشعب الفلسطيني بغزة.
وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن رفع حالة التأهب تحسبًا لرد محتمل من الحوثيين عقب هذا القصف، فإلى أين تتجه الأمور، وهل سنشهد مزيدًا من الضربات المتبادلة خلال الأيام المقبلة؟!
المحلل السياسي نهاد أبو غوش بين في حديث ل” بالغراف”
إن تصاعد ضربات الحوثيين يعود لتصاعد ضربات إسرائيل أيضًا، حيث أغارت أربع مرات على اليمن عدا عن الغارات الأمريكية البريطانية، مفيدًا بأن أنصار الله يؤكدون أن ضرباتهم تأتي في إطار الإسناد للشعب الفلسطيني وغزة وهم يربطون وقف ضرباتهم بوقف الحرب على غزة.
وتابع بأن الجديد في هذه الضربات هو أنه وبعد وقف إطلاق النار في لبنان ما زالت جبهة اليمن مُشتعلة، وهو ما يؤكد أن إسرائيل حتى الآن غير قادرة على الحد من هذه الهجمات أو القضاء على القدرات اليمنية.
ولفت أبو غوش إلى أن تصاعد ضربات الحوثيين خلال الأيام الماضية يأتي في إطار السياق الإقليمي الواسع حيث إسرائيل هاجمت اليمن عدة مرات، مستهدفة منشآت مدنية وموانئ ومحطات طاقة، فهي أرادت أن توجه ضربة قاضية على القدرات اليمنية لكنها لم تنجح في ذلك، مشددًا على أن جماعة أنصار الله يُبثتوا بأنهم لا زالوا يتمتعون بقدرات غير متوقعة.
وأفاد بأن إحدى المسائل التي كُشِفَ النقاب عنها في القصف اليمني الأخير هو طبيعة الصاروخ المطور الذي قاموا باستخدامه، فكان ذو رأس قابل للإنفصال في مرحلة معينة من الصاروخ وقدرة هذا الرأس على المناورة، إضافة لسرعته الهائلة، وبالتالي فإن القدرة على التنبؤ بالمنطقة التي يستهدفها الصاروخ تكون صعبة جدًا، وهو ما ظهر من خلال إنطلاق صفارات الإنذار من النقب حتى شمال ” تل أبيب” ومن أطراف الضفة الغربية حتى البحر حيث ما يقرب من نصف مساحة فلسطين المحتلة شهدت إنطلاق صفارات الإنذار، مفيدًا بفشل منظومة القبة الحديدية ومنظومة الدفاع الجوية الأخرى وخاصة منظومة السهم.
وأكد أبو غوش بأن هذا من الواضح أنه يرتبط بحجم التحدي وأيضًا بالتطوير الذي جرى لهذا الصاروخ، مبينًا أن إسرائيل تحاول أن تقول أن الهجمات على اليمن هي رسالة لإيران بأن يد إسرائيل قادرة على الوصول إلى إيران، مؤكدًا أنه يمكن القول بأن ما كشفته قدرات أنصار الله يكشف إلى حد ما عن جزء من قدرات إيران التي هي من تدعم الحوثيين وتسلحهم، وهي من ساهمت في تطوير أسلحتهم.
وأوضح أننا أمام مواجهة مفتوحة فإسرائيل لا تريد أن تحل القضية الأساسية وهي قضية غزة، فطالما أن إسرائيل تتمنع وتعارض إنهاء الحرب في غزة فإنه بلا شك متوقع مزيدًا من الضربات المتبادلة خلال الأيام المقبلة، حيث العديد من المحللين السياسيين الإسرائيليين يتحدثون عن صعوبة القضاء على قدرات الحوثيين في المدى القريب بسبب افتقاد إسرائيل للمعلومات الاستخباراتية، إضافة لعجزها عن بناء تحالف سياسي يُمَكِّنها من تحقيق أهدافها.
المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان نقل عن المحلل العسكري لمعاريف آفي أشكنازي قوله بأنه على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية القلق على ثلاثة مستويات، وأن تجري حساباتها في كيفية التعامل مع الحوثيين وإيران التي تقف خلفهم، وذلك على إثر الصاروخ الذي ضرب مدينة يافا.
أشكنازي بين أن المستوى الأول الذي يجب أن يُقلق إسرائيل هو سباق التعلم في الشرق الأوسط، حيث نفذت إيران ضربتان على إسرائيل، وأُسقطت فيهما الصواريخ، وهو ما دفع إيران للبحث عن مسار جديد ولذلك يجب على سلاح الجو فحص إن كانت إيران قد أحدثت تغييرًا على الصواريخ التي سلحت بها اليمين قبل سنوات، مفيدًا بأنه ربما إيران تستخدم اليمين من أجل إجراء تجارب على تطوير الصواريخ وذلك في إطار سباق التعلم أمام إسرائيل.
وأشار إلى أن الحوثيين لا يمتلكون صواريخ “فرط صوتي” وهم يقومون بالتلاعب في نسبة المحروقات والرأس الحربي للصاروخ، وبهذا يمكنهم التأثير على سرعة ومدى الصاروخ، وهو ما يشكل تحديًا لمنظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، في سلاح الجو، مؤكدًا أنهم يحققون في أسباب فشل عملية الاعتراض، وعليهم معرفة الخلل الموجود في دوائر الدفاعات الجوية، حيث يُمنع أن تخترق مئات الصواريخ الإيرانية الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وأفاد أشكنازي أن المستوى الثاني يكمن في عدم قدرة إسرائيل على جمع معلومات استخبارية نوعية عن الحوثيين، حيث لم يشكلوا دائرة اهتمام قبل الحرب على غزة، مبينًا أن بناء القدرات الاستخبارية الإسرائيلية ضد الحوثيين عملية طويلة تأخذ سنوات، وقد يكلف إسرائيل أضراراً كبيرة، مفيدًا بأنه وبغض النظر عن حجم فعالية الدفاعات الجوية الإسرائيلية، إلا أنه ما زال هناك اختراقات لهذه الدفاعات بحيث يكفي أن تضرب مُسيرة واحدة هدفًا استراتيجيًا، حينها ستجد إسرائيل نفسها في مكان آخر، ولذلك يجب على إسرائيل جمع معلومات دقيقة عن قيادات الحوثين، وعن مواقع تخزين الأسلحة لهم من أجل توجيه ضربات لهم.
وأوضح أن المستوى الثالث الذي يجب أن يُقلق إسرائيل هو عدم قدرتها على بلورة سياسة تغيير في الإقليم، ولذلك عليها بناء تحالف مع كل الدول السنية المعتدلة لذات الهدف، حيث تتكبد مصر خسارة (6) مليار دولار بسبب إغلاق البحر الأحمر، وعدم مرور السفن عبر قناة السويس، كما أن الأردن هي الدولة القادمة في مخطط إيران، إضافة إلى أن الكويت والسعودية تعانيان منذ سنوات من الحوثيين ومن إيران أيضاً.
وختم حديثه بأن إسرائيل فشلت في تشكيل أسطول بحري يزيل الخطر الذي يواجه الملاحة البحرية، وتفعيل نشاط عملياتي ضد ما تبقى من “الهلال الشيعي”، كما أنه عندما عمل جيش الاحتلال في سوريا لم يرى من خلفه ولا بجانبه لا الأمريكيين ولا الأردنيين، ولا الخليجين، وذلك على الرغم من أن تسرب الأسلحة السورية يعرض الجميع للخطر.