ترجمة خاصة/ بالغراف
المؤكد أن عملية طوفان الأقصى في منطقة غلاف غزة في أكتوبر 2023، وحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة غيرتا أولويات المنطقة، وأعادت جدولة تلك الأولويات، فاتفاق التطبيع السعودي الإسرائيلي الذي ادعى البعض إنه كان أقرب ما يكون قبيل السابع من أكتوبر 2023، بات اليوم في قاع أولويات دولة الاحتلال الإسرائيلي خاصة في ظل إصرار السعودية ربط أي اتفاق تطبيع بالموافقة على دولة فلسطينية كحل للصراع، كذلك باتت أهداف الحرب على غزة من أولويات حكومة الاحتلال، إلى جانب المشروع النووي الإيراني.
وعن أولويات الحكومة الإسرائيلية في المرحلة الحالية، وخيار تلاشي التطبيع الإسرائيلي مع السعودية، كتبت المراسلة السياسية لمعاريف العبرية آنا بارسكي: في اجتماع عقد مساء الأحد 16-2-2025 بين وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس وأعضاء من الكونغرس الأمريكي ومن الحزبين الجمهوري والديموقراطي حدد كاتس في اللقاء أولويات الحكومة الإسرائيلية:” منع إيران من امتلال السلاح النووي، واستعادة كل المخطوفين الإسرائيليين من قطاع غزة، والقضاء على حركة حماس في غزة، وبعد ذلك اتفاق تطبيع مع السعودية”.
كما تطرق وزير الحرب الإسرائيلي للقضية الفلسطينية خلال اللقاء، وقال في هذا الإطار:” إسرائيل لن توافق مطلقاً على قيام دولة فلسطينية التي ستشكل خطر على وجود دولة إسرائيل”، وحول خطة ترمب لتهجير قطاع غزة قال كاتس:” خطة ترمب تجاه سكان قطاع غزة هي الخطة الوحيدة التي يمكن أن تضمن أمن سكان الجنوب وأمن دولة إسرائيل بعد العبر من السابع من أكتوبر”.
موقف وزير الحرب الإسرائيلي يأتي على خلفية إعلان سعودي رفض تهجير سكان قطاع غزة، وجاء أيضاً في الإعلان السعودي أن لا علاقات مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية، وجاء في بيان وزارة الخارجية السعودية أيضاً:” موقفنا من الفلسطينيين غير خاضع للتفاوض”.
وتابعت معاريف العبرية: الجنرال الإسرائيلي أودي ديكل أحد مؤسسي: “ائتلاف الأمن الإقليمي” قال في لقاء سابق له مع إذاعة 103FM:” ترمب يدخل البيت الأبيض في إعلان إنه سيغير قواعد اللعبة العالمية، لكنه في الموضوع الإيراني واضح إنه يرغب في العودة لاتفاق ولكن مُحسن، مما سيبعد إيران عن الحصول على سلاح نووي، في المقابل يدفع باتجاه صفقة بقيمة تريليون دولار مع السعودية، والتي هدفها تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، والسعوديون مستعدون لاتفاق تطبيع مع إسرائيل مقابل عزل إيران، وذلك على خلفية تراجع تأثير إيران في أعقاب الحرب الحالية”.
ويرى الجنرال ديكل إنه من الصعب حتى نقاش مسألة التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب على قطاع غزة، وقال في هذا السياق:” لا يمكنني فهم تحركات نتنياهو بالكامل، ولكن إذا حللنا القرار الحالي على ما يبدو أن المقترح يتعدى حدود صفقة إعادة المخطوفين، المرحلة القادمة ستقود لوقف الحرب والبحث عن حل سياسي، القضية التي امتنعت إسرائيل عن التقدم فيها حتى الآن اتفاق مع السعودية، حيث من غير الممكن التقدم في التطبيع في ظل الحرب، ودون معرفة ماذا سيكون الترتيب في غزة”.