ترجمة خاصة/ بالغراف
كتبت هيئة التحرير لصحيفة هآرتس العبرية: أعلن يوم الاحد 23-2-2025 عن أن أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية شمال الضفة الغربية تهجير السكان في شمال الضفة الغربيةـ ففي الوقت الذي يسعى الجانب الإسرائيلي تهجير سكان غزة، في الضفة الغربية بدأ التنفيذ الفعلي، وفي ذات السياق أضاف وزير الحرب الإسرائيلي:” ال 40 ألف الذين تم تهجيرهم من مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم لن يسمح لهم العودة قبل عام”.
تصريحات وزير الحرب كاتس عن تهجير السكان المحليين تتنافى مع أقول الجيش الإسرائيلي إنه لا يوجد عمليات تهجير للسكان من مخيمات شمال الضفة الغربية، سكان المخيمات الذين تم تهجيرهم وجدوا ملجأ في القرى والمدن المجاورة، جزء منهم ينامون على أرض مكان ملجأهم، التي تدار من متطوعين محليين، جزء منهم أجبروا على ترك منازلهم حتى بدون أخذ ملابسهم، ولا أدويتهم ولا أموالهم، ومنذ أسابيع الأطفال المهجرين بدون إطار تعليمي.
الجيش الذي يهدم المباني في المخيمات من أجل توسعة الطرق، قرر تشديد الإجراءات وتوتير الأجواء أكثر في أعقاب التفجيرات الأسبوع الماضي في بات يام وحولون، كان ذلك عبر إدخال المدرعات لمخيم جنين للمرة الأولى منذ 20 عاماً، وهذه الخطوات تشكل نجاح لحملات المستوطنين المطالبين بهذه العمليات منذ أكثر من عام، وبذلك يكون نجح المستوطنون في تحويل الضفة الغربية لساحة حرب بكل ما تعني الكلمة من معنى.
وعن موضوع المهجرين كتبت هيئة تحرير هآرتس: جزء من المهجرين من المخيمات قالوا إنهم خرجوا خوفاً من ممارسات جنود الجيش الإسرائيلي، وجزء آخر قال خرجوا من المخيمات بعد طردهم من قبل جنود الجيش الإسرائيلي، فتى من المهجرين قال إنهم استخدموه درع بشري، ومن ثم طلبوا منه مغادرة المخيم، ومسن فلسطيني فاقد للبصر روى كيف استولى الجيش الإسرائيلي على أحد المباني واحتجزوه مع عائلة أخرى في غرفة واحدة ليومين، دون أن يمنحه القدرة للتواصل مع أحد.
وعن سكان المخيمات كتبت هيئة التحرير: جزء من سكان المخيمات كانوا قبل الحرب يعملون داخل إسرائيل، عمليات الاقتحام العسكرية للجيش الإسرائيلي تحولت لجزء من نمط حياتهم في العام الأخير، نمط حياة فيه تدمير للمنازل وتهجير وقتل، عملية التصعيد الأخيرة في شمال الضفة الغربية جاءت لإرضاء اليمين الإسرائيلي عن خيبة أمله ورفضة لصفقة وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى من غزة، ودفعت بالسكان الفلسطينيين لحالة من اليأس والخوف من المستقبل.
وختمت هيئة تحرير صحيفة هآرتس مقالها حول العملية العسكرية الإسرائيلية وعمليات الهدم والتهجير في مخيمات شمال الضفة الغربية: دولة إسرائيل كعادتها، بدلاً من حل مشكلة الصراع من جذروه، تثبت إنها لا تفهم إلا القوة، وتفكر فقط للمدى القصير، بعد 23 عاماً من عملية السور الواقي لازالت إسرائيل تواجه نفس المأزق، ما الذي يمكن أن ينتجه العنف والعقاب الجماعي والتنكيل بالسكان المحليين، وعمليات عسكرية بدون أفق سياسيي؟، لا شيء غير موجة جديدة من العنف وإراقة الدماء وإدانة إسرائيل في العالم.