هيئة التحرير
مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، أعلن الاحتلال صباح أمس إغلاق كافة معابر قطاع غزة ووقف إدخال المساعدات للقطاع.
مساء أول أمس أعلن نتنياهو قبول مقترح ويتكوف باستمرار الهدنة في القطاع خلال شهر رمضان مع إطلاق نصف الأسرى الأحياء والأموات خلال اليوم الأول وما تبقى خلال اليوم الأخير، الأمر الذي رفضته الفصائل الفلسطينية مؤكدة التزامها بالاتفاق الذي وُقِع خلال شهر يناير بمراحله الثلاث، فما المترتب على هذه التطورات وهل ستعود الحرب مُجددًا؟!
محاولة لإخضاع فصائل المقاومة
المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد أوضح في حديث ل “بالغراف” أن الإعلام العبري تعامل مع هذا القرار بأنه صائب وفي مكانه ودعمه، مؤكدًا أن الإعلام هو جزء من ماكنة الحرب على غزة.
وبين شديد أن الاحتلال استطاع خداع حركة حماس والوسطاء بالذهاب للمرحلة الأولى، إلا أنه لا يريد استكمالها ولا يريد وقف إطلاق النار، فهو يريد الحرب أولًا ثم أسراه.
من جانبه يرى المحلل السياسي جهاد حرب في حديث ل ” بالغراف” أن قرار الاحتلال هذا يدلل على خرق لاتفاق الهدنة الذي وُقِعَ لثلاثة مراحل فإسرائيل نقضت هذا الاتفاق. مفيدًا بأنها محاولة للضغط على حركة حماس والمقاومة لإخضاعها للمطالب الإسرائيلية دون الذهاب إلى المرحلة الثانية والتي يتواجد بها قضايا رئيسية وأساسية تتعلق بالإنسحاب الشامل من قطاع غزة ووقف إطلاق نار مستدام.
وتابع بأن هذا يعني أن إسرائيل لا تريد أن تدفع الاستحقاقات السياسية الموجودة في الاتفاق الذي وُقِع في التاسع عشر من يناير المنصرم، وهي في ذات الوقت تريد الحصول على جميع الأسرى الإسرائيليين دون أن يكون هناك وقفًا للحرب وإطلاق النار.
حرب أكد بأن هناك عوامل ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية وبشكل رئيسي بما يتعلق بعائلات الأسرى، مضيفًا أنه إذا ما توسعت الاحتجاجات الإسرائيلية ودخلت فئات مختلفة من المجتمع الإسرائيلي للضغط على الحكومة الإسرائيلية ربما نتنياهو يذهب لهذا الخيار، ولكن حتى الآن لا يوجد ضغط جوهري كبير على الحكومة الإسرائيلية.
وأشار إلى أنه قد نرى تهديدًا من حزب “ساش” للضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية للوصول إلى المرحلة الثانية، لأنه الوحيد من الأحزاب الموجودة في الحكومة ويمكنه التأثير عليها باتجاه الذهاب للمرحلة الثانية، فيما غيره من الأحزاب تعتبر مؤيدة لنتنياهو ولعدم الذهاب للمرحلة الثانية. مفيدًا بأنه كان هناك محاولة للإضراب في الموانئ والمطارات ولم تنفذ إلا جزئيًا واليوم ربما فئات مختلفة أو منظمات أصحاب العمل والعمال قد تخلق تأثيرًا على الأرض في مواجهة قرار نتنياهو بوقف الالتزام بالاتفاق.
مقترح ويتكوف مقترح إسرائيلي
وحول مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بين أن هذا المُقترح يخالف الضمانات التي قدمتها أمريكا في توقيعها على الاتفاق وكونها الضامن في تنفيذ الاتفاق في مراحله الثلاث، مضيفًا أن هذا المقترح لم يأت في إطار مرحلة انتقالية تساعد على الوصول إلى تفاصيل المرحلة الثانية، بل هو يريد استبدال ما يتعلق بالمرحلة الثانية بتمديد المرحلة الأولى. مؤكدًا على أن هذا ابتزاز إسرائيلي أمريكي من جهة، ومن جهة أخرى فهو محاولة للتلاعب على ما جرى الاتفاق عليه فيما يتعلق بالاتفاق على ثلاثة مراحل.
ويعتقد حرب أن حركة حماس لن توافق على الصيغة التي كانت في المرحلة الأولى، وهي قد توافق على المقترح المصري ولكن بصيغة جديدة فيما يتعلق بمعادلة تبادل الأسرى وفي آلية احترام إسرائيل لالتزاماتها المُوَقِعَة عليها في الاتفاق لمدة محدودة قد تكون أسبوعين، على أن يتم إجراء مباحثات لمفاوضات المرحلة الثانية بشكل مكثف للاتفاق على التفاصيل المتعلقة بالمرحلة الثانية.
الأسرى عنصر القوة لدى حماس
حرب يرى أنه منذ اللحظة الأولى كان الحديث يدور حول أن إسرائيل لا تحترم التزاماتها في أي اتفاق وهي تخرق الاتفاقيات، وهي خرقت هذا الاتفاق بشكل متواصل وخاصة في اليوم السادس عشر الذي كان ينبغي أن تبدأ فيه المفاوضات للاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية. وبالتالي فلا أحد يُلزم إسرائيل إلا بالقوة كما شاهدنا عبر التاريخ.
وأوضح أن عنصر القوة الرئيسي لدى حركة حماس اليوم هم الأسرى لديها ويمكن أن يكون التأثير على المجتمع الإسرائيلي من خلالهم فهم العنصر الوحيد الذي تمتلكه حماس في هذه المعركة التفاوضية. معتقدًا أن حماس لن تُضِعِف هذه الورقة من خلال الموافقة على مقترح ويتكوف أو غيره من المقترحات التي تُسَوِغ لإسرائيل إمكانية مستقبلاً للحديث عن مراحل مختلفة عما تم الاتفاق عليه.
عودة الحرب
وحول إمكانية عودة الحرب مجددًا على قطاع غزة، أشار شديد إلى وجود احتمال كبير بعودة الحرب والتي قد تكون أكثر صعوبة من فترة الحرب الأولى. مُفيدًا بأن أصوات الإسرائيليين لم تعد تؤثر على نتنياهو متوقعًا أن تكون المرحلة القادمة صعبة.
بدوره يرى جهاد أنه لن تكون هناك عودة للحرب كما كانت سابقًا ولكن قد يكون هناك عمل عسكو واقتحامات واغتيالات من الجو وإعادة تمركز في مناطق مختلفة قريبة من الحدود، دون الدخول المباشر في معارك كما كانت خلال الفترة الأولى في قطاع غزة.
وبين أن الحصار هو أحد أدوات اسرائيل، فهي لم تلتزم بالاتفاق فقط بل خرقت القانون الدولي الإنساني الذي يمنع تجويع المدنيين ويمنع فرض الحصار على المدنيين، فإسرائيل خرقت القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واستمرار قتل المدنيين هو خرق واضح للقوانين والمواثيق الدولية.
وأكد أن إسرائيل ستُحاول استخدام كافة الأدوات التي تمتلكها في محاولة للضغط على المقاومة وعلى حركة حماس بشكل رئيسي، وذلك لإخضاعها لتمديد المرحلة الأولى وفقًا لما تحدثت عنه إسرائيل أو ما جاء به ويتكوف. فيما يرى أن هذا المقترح هو مشروع إسرائيلي قدمه وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر للمبعوث الأمريكي في الزيارة الأخيرة.
أمريكا تنسق مع حكومة الاحتلال
وأضاف حرب أن الولايات المتحدة الأمريكية تُنسق بشكل تام وملتزمة بشكل تام مع الحكومة الإسرائيلية، وهو ما صرح به ترامب الذي منح إسرائيل حرية اتخاذ القرار وهو ما يعني التحلل من الالتزامات التي وقعت عليها أمريكا وإسرائيل في الاتفاق.
وحول المرحلة القادمة توقع حرب بأنه قد نشهد توترًا وعمليات عسكرية محدودة، إضافة إلى الحصار خلال الأيام القادمة، ولكن في نهاية الأمر سيعود الطرفان للمفاوضات للوصول لاتفاق أو ربما لاستكمال المراحل المُتفق عليها في الاتفاق الذي وُقُع في شهر يناير الماضي.