loading

رحلة ريم:  مشروع للتفريغ النفسي وصقل شخصيات طلبة الجامعات والأطفال

هيئة التحرير

ضغوطات نفسية هائلة يعاني منها الأطفال والشبان في فلسطين، خاصة مع تصاعد اعتداءات الاحتلال على مختلف المناطق، فكان لا بد من إيجاد طريقة للتفريغ النفسي وصقل شخصياتهم، وهو ما عملت عليه حاضنة فلسطين الثقافية في مسرح وسينماتيك القصبة بالشراكة مع مؤسسة “دروسوس” بتنفيذ مشروع ” رحلة ريم”.

مديرة حاضنة فلسطين الثقافية روان مرقة بينت أن مشروع ” رحلة ريم” يستهدف في طياته عدد من الفئات منها “طلبة الجامعات، والأطفال”، مشيرة إلى أن هذا المشروع وهو  “التمكين من خلال الدراما” بدأ بفئة طلبة الجامعات في العام 2020، بهدف إيجاد نوع آخر من التدريبات بشكل يختلف عن التدريبات النمطية التي اعتادوا عليها تحت عناوين منها ” الإتصال والتواصل، وكسر الحواجز، وطريقة التعبير عن النفس أمام الجمهور”. 

وأفادت بأن هذه التدريبات التي اعتادها الطلبة تعتبر تلقينية بغض النظر عن قيمتها التي لا يُمكن الشك بها، فكان التفكير يدور حول كيفية مساعدة  الطالب بطريقة مختلفة عن التدريبات النظرية التلقينية، وذلك من خلال الدراما حيث كيف يمكن للدراما مساعدة الطلبة على أن يكون لديهم القدرة على “الاتصال والتواصل، والقدرة على تقوية الشخصية، والتعبير عن الذات، والتفريغ النفسي، وكسر حاجز الخوف من التحدث أمام الجمهور”. وهذه التدريبات تتم من خلال الدراما التي تساعد على كسب هذه المهارات من خلال فتح باب أمامه للإبداع الفعلي والإبداع الفكري.

التعبير من خلال الدراما

مرقة تابعت بأن هذه التدريبات تساعدهم على حل مشاكلهم من خلال التعبير عنها من خلال الدراما، وتساعدهم على الحد من استخدام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يمكنهم التواصل مع بعضهم من خلال الحواس التي نعلمها جميعًا حيث التواصل مع الآخر والتواصل اللفظي وغيرها. ومن هنا أتت فكرة المشروع حيث الفكرة ليست صنع ممثلين إنما أن يكون لدى الطلبة مهارات مختلفة في التعبير عن الذات وكسر حاجز الخوف بالحديث أمام الجمهور.

وأوضحت أن من مُخرجات ونتائج هذه التدريبات الخروج بإنتاجات مسرحية، تتنافس بها المجموعات من الجامعات. فالمشروع في بدايته كان عبارة عن خمسة جامعات يتم اختيار خمسة متدربين عقب اجتيازهم كافة التدريبات ويقومون بعمل مسرحي واحد، إلا أن الفكرة تطورت ليصبح بإمكان كل جامعة القيام بعمل مسرحي مختلف عن بقية الجامعات وتتنافس مع بعضها، وذلك لأن المنافسة تُشَكّل حافزًا لدى الطلبة بحيث يكون هناك عروض مسرحية في مسرح جامعي وأمام جماهير. مشيرة إلى أنه لسنوات طويلة لم يكن هناك مسارح في البلد حيث تفتقر البلد لمشاركة الطلبة الجامعيين في المسابقات الدولية. 

إقبال كبير من الطلبة

مرقة أفادت بأن المشروع يتواجد اليوم في ستة جامعات وهي ” بيرزيت، النجاح، فلسطين، القدس، بيت لحم، الخليل، فلسطين الأهلية” وهم يحاولون الوصول لأكبر عدد من الطلبة. حيث التدريبات تكون طيلة الفصل إضافة للعروض المسرحية التي ستُنافس في المهرجان الجامعي الذي سيُقام في شهر أغسطس القادم، مؤكدة أن الجامعات كان لها الدور الإيجابي في تأسيس نواة أندية ثقافية بعد رؤيتهم لحاجة وجودها داخل الجامعات. 

وحول كيفية اختيار الطلبة أفادت مرقة بأنه لا يوجد أسس معينة إنما يقومون بنشر إعلان في الجامعات للطلبة لمن يشعرون أن لديهم الحاجة للتفريغ والتعبير عن الذات، مشيرة إلى أن الطلبة يكتشفون أهمية هذه التدريبات وما تضيفها لهم، كما أنهم يستعملون هذه التدريبات في حياتهم وأعمالهم على اختلاف تخصصاتهم، فكان من أهداف المشروع فتح أبواب جديدة للطلبة وأيضًا حصولهم على تدريبات مختلفة بعيدة عن الحفظ والتلقين بحيث يكون الطالب في هذه التدريبات أكثر فاعلية، مبينة أن الخطة هي الوصول لأكبر قدر من الجامعات في جنين وطولكرم ولكن الوضع السياسي لم يسمح بذلك.

وعبرت عن تفاجأها من رغبة الطلبة بهذه التدريبات، حيث لديهم تعطش لهذا النوع من التدريبات والمسارح والفكر الدرامي،  ورغبة للتفريغ النفسي عند الكثيرين وذلك نتيجة الضغط النفسي الكبير الذي يتعرض له الشعب، مبينة أنه وبناء على دراسات أظهرت مدى مساعدة الدراما في التفريغ النفسي فهي تعتبر أداة من أدوات التفريغ النفسي حيث يُعَبِرون عن أنفسهم وذواتهم من خلال العروض المسرحية.

وأكدت أن الإقبال كبير ولكنه يتفاوت من جامعة لأخرى كما أنه يجمع بين تخصصات مختلفة وهو ما يساعد الطلبة بطريقة إيجابية، ولكن الصعوبات التي تواجههم التوفيق بين مواعيد المحاضرات والتدريبات وأيضًا إغلاق الطرق وعدم القدرة على الوصول. 

وتابعت مرقة بأنهم أقاموا أول مهرجان جامعي في العام 2022، بالشراكة مع مؤسسة دروسس وسُمِيَ على اسم “ريم” وهي إحدى مؤسسات حاضنة فلسطين الثقافية في مسرح وسينماتيك القصبة، وهي التي آمنت بالفكرة والتمكين من خلال الدراما والحاضنة الثقافية، وهي توفيت خلال الرحلة فكان المهرجان بمثابة الشكر لها على مجهودها.

 موضحة أنه حظي بصدى فعال في وقتها، كما أنه كان من المتوقع عقد مهرجان آخر في العام 2023 ولكن الوضع السياسي لم يكن يسمح بانعقاده ولكن التدريبات استمرت، كما قاموا بتعاون مع وزارة التعليم العالي بحيث يتم المشروع تحت ظل الوزارة بالجامعات.

حاجة ماسة للتفريغ من الأطفال

وعن تدريبات الأطفال قالت مرقة أن تدريبات طلبة الجامعات جعلتهم يذهبون للأطفال وطلبة المدارس حيث بدأوا مع طلبة الجامعات ولكن كان الاطفال بالنسبة لهم أولوية، حيث حاجة الطلبة الجامعيين لهذا النوع من التدريبات أظهرت حاجة الأطفال لذلك أيضًا، مفيدة بأنهم بدأوا بتجربة صغيرة مع الاطفال كان الهدف الرئيسي منها هي التفريغ النفسي للأطفال نتيجة الضغوطات الكبيرة الناجمة عن الحرب.

وأوضحت أنهم بدأوا بتدريبات للتفريغ النفسي لطلبة المدارس من خلال الدراما حيث يقومون بتنفيذ أفكارهم من خلال عروض مسرحية وكانت بمثابة الإنجاز، مشيرة إلى أنهم توجهوا في المدارس لأكثر الطلبة حاجة للتفريغ النفسي، وهذه التدريبات أظهرت حاجة الطلبة وإبداعهم في ذات الوقت وهو ما جعلهم يستمرون في ذلك مقدمين لهم التمكين من خلال الدراما.

 مرقة زادت بأنهم يدربون 19 مجموعة من كافة المحافظات  حيث تم تنفيذه في “مخيم الدهيشة بالتعاون مع مؤسسة الشروق، وأيضاً في أبو ديس بالقدس، وهناك خطة للذهاب إلى قلقيلية إذا سمحت الظروف بذلك وأيضًا في مسافر يطا وفي رام الله”، بحيث تكون المُخرجات عبارة عن عروض دون منافسة لأن الهدف الرئيسي هو التفريغ النفسي للأطفال أكثر منه صقل للشخصية.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة