loading

كيف نظر الإسرائيليون للخسارة في اليورو فيجن؟!

محمد أبو علان/ خاص بالغراف

المغنية الإسرائيلية يوفال رافائيل التي شاركت في مسابقة الأغنية الأوروبية التي كانت الأسبوع الماضي في مدينة بازل النمساوية ممثلة لدولة الاحتلال الإسرائيلي كان تصنيفها النهائي في المرتبة 15 حسب تقييم حُكام المسابقة، حيث حصلت منهم على 60 نقطة فقط، والأولى في المسابقة حسب تقييم الجمهور من مختلف أنحاء العالم وبشكل خاص من أوروبا.

ولكن في النتيجة النهائية للمسابقة حصلت المغنية الإسرائيلية على المرتبة الثانية بعد أن حصلت على (297) نقطة من الجمهور خاصة في الدول الأوروبية، وغالبية الدعم كان من فرنسا وألمانيا وإسبانيا والسويد ومن الكثير من دول من مختلف أنحاء العالم، وحسب تقيم الجمهور ممثلة الاحتلال كانت في المرتبة الأولى، ولكن تقييم الحُكام أعادها للمرتبة الثانية.

على الرغم من الاحتجاجات الشعبية على مشاركة دولة الاحتلال الإسرائيلي في مسابقة الأغنية الأوروبية التي كانت في مواقع قريبة من مكان عقد المسابقة، وعبر حملات ونشاطات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وعبر وسائل الإعلام  على مستوى العالم ضد المشاركة الإسرائيلية على خلفية جرائم الحكومة الإسرائيلية في فلسطين.

 إلا أن الرأي العام في العالم المشارك في متابعة المسابقة انتصر مع الأسف لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ودفع بها للمرتبة الثانية، بدلاً من أن يكون التصويت ضد المشاركة الإسرائيلية تعبيراً عن رفض جرائمها، وضد حرب الإبادة الجماعية في فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة.

في نقاش على شبكات التواصل الاجتماعي حول هذا الانتصار الشعبي العالمي للمشاركة الإسرائيلية في مسابقة الأغنية الأوروبية، منا من برر ذلك بعمليات تصويت منظمة قادتها جهات إسرائيلية في مختلف أنحاء العالم للدفع بالأغنية الإسرائيلية لمراتب متقدمة، وآخرون قالوا مؤامرة إسرائيلية مدفوعة الثمن مع شركات الاتصالات الخلوية في أوروبا والعالم عبر شراء باقات لدعم المشاركة الإسرائيلية في مسابقة الأغنية الأوروبية، حتى لو كان هذا التقدير صحيح فهو أمر مباح في هذه المواقف بما أن آلية التصويت تسمح بذلك.

 ولكن في المجمل الموضوع لم يحظى  هذا الدعم المُشين باهتمام الرأي العام المناهض لدولة الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسات والمنظمات الداعمة له لاستخلاص العبر منه، في الوقت الذي حظي الموضوع باهتمام وتحليل إسرائيلي معمق، وهناك من رأى بأن هذه القضية تجربة يجب استخلاص العبر منها والبناء عليها نحو سياسة إعلامية إسرائيلية فاعلة وأكثر تأثير على مستوى العالم.

في هذا السياق كتب أورن هلمان مدير عام سابق لمكتب الإعلام الحكومي، ونائب رئيس خدمات التسويق في شركة الكهرباء القطرية الإسرائيلية في صحيفة معاريف العبرية:

 حصول إسرائيل على المرتبة الأولى في تصويت الجمهور في مسابقة الأغنية الأوروبية أثبت أن الرأي العام الأوروبي غير مناوئ لإسرائيل، على الرغم من ذلك، فشلت الحكومة الإسرائيلية في حملاتها الإعلامية على مستوى العالم، وفشلت في تحويل الحقيقة القاسية لسلاح فعال في يدها على الساحة الدولية.

وتابعت معاريف العبرية: دولة إسرائيل يجب أن تبدأ في محاربة الدعاية المضادة، ومن الأفضل أن توضع سياسة إعلامية لإسرائيل بشكل موجه، وهو الشيء غير الموجود حتى الآن، مسابقة الأغنية الأوروبية أظهرت أهمية الدعاية الإعلامية، الفارق الكبير بين نتائج الحُكام ونتائج الجمهور في أوروبا دليل على الفشل الإسرائيلي في الدعاية الإعلامية في السابق، أو بالأحرى عدم وجود سياسة إعلامية إسرائيلية في العالم.

الرأي العام الأوروبي لم يتراجع عن دعم إسرائيل حتى بعد السابع من أكتوبر، بل أكثر من ذلك، الجمهور صوت لصالح أغنية يوفال رفائيل ممثلة إسرائيل، ولم يثر اهتمامه صرخات سفراء وداعمي حركة حماس في العالم ب “free free Palestine” وب “from the River to the sea Palestine will be free، وأعطوا يوفال رفائيل المرتبة الأولى في تصويت الجمهور.

وعن السياسية الإعلامية الإسرائيلية الفاشلة كتب هلمان في معاريف: السياسية الإعلامية الإسرائيلية الفاشلة نابعة من فرضية إسرائيلية خاطئة من أن الجمهور الأوروبي يكره إسرائيل، وإنه لا يوجد ما يمكن فعله في هذا الجانب، غياب استراتيجية وسياسية إعلامية قصيرة المدى، والتركيز في السياسة الإعلامية على الإسرائيليين المقتنعين، وتفضيل العمل مع الأناس المريحين، عديمي المعرفة في الحملات الإعلامية على الأشخاص العارفين والمحترفين.

في ظل غياب سياسة إعلامية ودعائية إسرائيلية، ما يجري بعد السابع من أكتوبر هو إنكار مشابه لإنكار الهولوكوست ولكن في الوقت الحقيقي، على ضوء هذه النتائج، على إسرائيل خلع القفازات والكشف للعالم عن ” الفظائع التي ارتكبتها حركة حماس”، وكان على إسرائيل نشر أشرطة المجزرة والاغتصاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

غالبية الجمهور يرى في شبكة التلغرام الوسيلة الأهم للحصول على المعلومات المهمة، على الحكومة أن تفهم وتعمل بذلك، وألا تستخدم ذلك فقط للقضايا السياسية الداخلية في إسرائيل، واعتبرت معاريف نشر أشرطة وصور ما سمته الفظائع المرتكبة وسيلة مهمة لكي يفهم العالم ما يجري هنا.

وعن مواجهة دعاية حركة حماس كتبت الصحفية العبرية: دعاية حركة حماس المعادية للسامية لا يمكن مواجهتها إلا بالحقائق البصرية، كما يجب إطلاق حملات إعلامية داعمة للإدارة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى أمام جمهورها الذي يتعرض هو الآخر لدعاية معادية للسامية، جزء منها من فلسطينيين وإسلاميين مؤيدين لحماس.

الصمت الرسمي الإسرائيلي أمام كل تلك المظاهرات هو صمت صارخ وخطير، كما إنه يترك أثره في أوساط مستثمرين أجانب، سواء كان ذلك حول سؤال استقرار إسرائيل في المنطقة، أو حتى في عدالة الطريق الإسرائيلية، ومن أجل تحسين صورة إسرائيل الدعائية في العالم، وصد الحملات الدعائية ضد إسرائيل يجب التنفيذ فوراً لثلاث خطوات، النشر الفوري لكل الأشرطة والصور الخطرة والصعبة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل القضاء على ظاهرة إنكار المذبحة، وحالات القتل والاغتصاب، ونشر الحقيقة المروعة للعالم أجمع حسب وصف الكاتب الإسرائيلي.

إلى جانب النشر، الإقامة فوراً لغرفة عمليات إعلامية مع كل مكاتب الدعاية الإعلامية في إسرائيل وإعطائهم كل المواد الإعلامية التي يحتاجونها من أجل بناء وتركيز حملات إعلامية، حملات إعلامية دولية مكثفة غير حكومية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي الجانب المتعلق بالمستثمرين الأجانب، يجب إقامة غرفة عمليات وطاقم عمل حكومي يبدأ بإدارة المخاطر الاقتصادية، ويبدأ شرح الموقف الإسرائيلي للشركات الاستثمارية، في إسرائيل يوجد عدد كبير من مكاتب الدعاية والإعلام المهنيين، والإبداعين والأهم صهيونيين، والذين يعنيهم وضع إسرائيل ومكانتها العالمية.

هذه المكاتب الدعائية والإعلامية تجندت منذ السابع من أكتوبر وبالمجان في الحملات الإعلامية في العالم أجمع، بالتالي يجب إعطائها كل الأدوات والمواد وتشجيعهم للعمل بالتطوع، ومن المهم أن تكون سياسة إعلامية إسرائيلية والتي هي غير موجودة حتى الآن.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة