هيئة التحرير
الدعوة الفرنسية لأكبر عدد من الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ونية فرنسا مع السعودية عقد مؤتمر في الأمم المتحدة في نيويورك من 17-20 من حزيران الحالي لغاية دعوة المجتمع الدولي الاعتراف بالدولة الفلسطينية أثار غضب الحكومة الإسرائيلية، وهدد المستوى السياسي الإسرائيلي من خلال وزير الحرب ووزير الخارجية بضم الضفة الغربية وفرض القانون الإسرائيلي عليها إن أقدمت فرنسا ودول أخرى على الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد.
في هذا السياق كتب الصحفي الإسرائيلي من معاريف العبرية بيلد أربيل:” في ظل الضغوطات غير المسبوقة على إسرائيل، يستغل الرئيس الفرنسي هذه الفرصة ويدعم خطوة من شأنها أن تزيد المخاطر على إسرائيل بشكل كبير، وتخلق تطورات سياسية عالمية ستؤدي لإعلان الفلسطينيين من جانب واحد عن دولة فلسطينية في أكتوبر القادم”.”.
في المقابل استطلع الصحفي الإسرائيلي بيلد أربيل رأي العقيد الإسرائيلي المتقاعد موشه العاد، المستشرق والمحاضر رفيع المستوى في كلية الجليل الغربي حول المؤتمرات التي تخطط فرنسا لعقدها خلال هذا الشهر لدعم فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية:
قال العقيد احتياط موشه العاد: “الفلسطينيون في حالة من النشوة، محللون ومستشرقون يدعون أن التسونامي السياسي الذي لم نتوقعه في الطريق، المؤتمر الذي سيكون في باريس في 13 حزيران 2025 بمبادرة من “منتدى السلام في باريس”، والمؤتمر الأممي الذي سيكون في نيويورك ما بين 17-20 حزيران 2025 والذي بلا شك سيدعو لدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، هما التجنيد الدولي غير المسبوق لصالح الفلسطينيين”.
وتابع العقيد احتياط العاد:” ومن الذي يقف من خلف هذه المبادرة، فرنسا إيمانويل ماكرون، كيف تتحرك العجلة، الدولة التي كانت من أول الدول التي ساهمت في تسليح إسرائيل في العام 1956 خشية أن تباد على يد الدول العربية، تروج اليوم لقضايا تعرض إسرائيل للخطر”.



“بدون أي شك بأن المبادر لعقد مؤتمر هي استغلال ماكرون لضعف إسرائيل على المستوى الدولي، (147) دولة دعت للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو يريد استغلال موجة النجاح لتمجيد اسمه”.
وعن المؤتمر الدولي الذي ستعقده لجنة الأمم المتحدة قال العاد:” المؤتمر الفرنسي الذي ستعقده لجنة الأمم المتحدة، والذي سيضم مئات الممثلين العرب واليهود وآخرون، يهدف لضمان اعتراف أكبر عدد من الدول بالدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، ومتوقع خطوات عملية من رؤساء الدول مثل فتح سفارات فلسطينية، أو قنصليات لهم في الضفة الغربية”.
واستدرك العاد قائلاً: لمبادرة ماكرون أربعة شروط لإقامة دولة فلسطينية، وقال في هذا الإطار:” إن أردنا الحكم على تصريحاته خلال زيارته الأخيرة لسنغافورة، هو يأمل إقامة دولة فلسطينية تحت أربعة شروط، حل حركة حماس، تحرير المخطوفين، إصلاحات في السلطة الفلسطينية، والاعتراف بإسرائيل، يوجد كثر في إسرائيل يشترون هذه البضاعة وبعيون مغلقة”.
وحول موضوع الدوافع للخطوة الفرنسية قال العاد: دوافع ماكرون دوافع تتعلق بالداخل الفرنسي أكثر منها دواعي جيو سياسية: لماذا الرئيس الفرنسي يقف على رأس المبادرة، وانضمت السعودية كوصيفة؟، الضغوطات العربية والإسلامية في فرنسا دفعت فرنسا لمجاملة مواطنيها العرب والمسلمين، ووضع الرئيس الفرنسي على رأس المنتدى المؤيد للفلسطينيين والذي تحول لشعار جذاب.
وأضاف العاد: “ماكرون يحاول استغلال الحرب من أجل الدعوة لتطبيق حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ووقف القتل، هدف لن يختلف معه أحد عليه، وبين الفينة والأخرى سيطلب الإفراج عن المخطوفين وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة”.
وعن الموقف الإسرائيلي قال موشه العاد لمعاريف:” لإسرائيل ما يكفي من الأسباب لمهاجمة المبادرة الفرنسية، إن جاء ممثل إسرائيلي لهذه المؤتمرات، والادعاء الأول الذي سيقدم أن دولة فلسطينية تكون فقط من خلال المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ودولة فلسطينية عادية ستشكل خطر على إسرائيل، مباشرة سيقومون بطرده من المؤتمر، ويقولون أن إسرائيل غير معنية في السلام، الممثل الإسرائيلي سيسمع الأسماء سموتريش وبن جفير كثيراً، والممثل الإسرائيلي سيزود نفسه بمزيد من الحجج، ولكن كلها لن تنفع، وسيحظى مكرون بتصفيق حار”.



وتابع العاد حديثه في ذات الإطار:” الممثل الإسرائيلي سيدعي أن السلطة الفلسطينية لا تستحق جائزة كونها ملتزمة بتدمير إسرائيل وباستخدام العنف من أجل تحقيق هذا الهدف، وإن ضباط من السلطة الفلسطينية نفذوا عشرات “العمليات الإرهابية” ضد إسرائيل، وأبو مازن لازال يدعم مالياً عائلات فلسطينيين قتلوا، وأسرى حكموا في السجون الإسرائيلية على تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، ولكن كل التفاصيل لن تهم كل القائمين على المبادرة، كل دول العالم تريد إقامة دولة فلسطينية، وتعتقد أن الظروف الحالية هي الأنسب”.
واعتبر العقيد المتقاعد العاد مثل هذه المبادرات شكلية تهتم بالعناوين ولا تغوص في التفاصيل، ونصح المستوى الرسمي الإسرائيلي بتطبيق صفقة القرن التي أعلنها الرئيس ترمب، فهي تبقي في يد إسرائيل 30% من الضفة الغربية، وتبقي في يدها القدس الشرقية، وتمنع دخول اللاجئين، ولا تحدد الحدود النهائية، وتمنع إقامة جيش فلسطيني وتمنع سيطرة السلطة الفلسطينية على المعابر.
وعن نتائج المؤتمرات في باريس ونيويورك قال: ستكون نتائج سطحية، ولن تناقش أربع قضايا جوهرية، اللاجئون والمستوطنات والقدس والحدود، ولن تصل لمستوى حلول اتفاقيات أوسلو، وحال كانت عملية سياسية بعد تلك المؤتمرات، السلطة الفلسطينية ستعلن دولة فلسطينية من طرف واحد، وفي التاريخ الرمزي للكارثة الإسرائيلية.
بذلك يكون قد أحرز الفلسطينيون تقدم، ولكن تبقى أمامهم خطوات كثيرة، التوصية بإقامة دولة فلسطينية في مجلس الأمن تتطلب موافقة تسع دول بما فيها الخمسة دائمة العضوية، والخطوة المتوقعة بعد ذلك التصويت في الأمم المتحدة، ويتطلب الأمر موافقة الثلثين، وحال نجح الفلسطينيين سيكون هذا احتفالهم الحقيقي.
في ختام حديثه مع معاريف حذر العقيد العاد من التراخي السياسي الإسرائيلي وقال في هذا السياق:” خوفي أن تتجاهل حكومة نتنياهو المؤتمرين، وتنتظر الولايات المتحدة لإسقاط المشروعين في الأمم المتحدة، وإن هي لم تسقطها؟، أو لم يكون هناك من يصلي من أجل سقوط مشاريع ماكرون؟”.