loading

هل كانت الضربة الإسرائيلية لإيران متوقعة؟!

محمد عبد الله

رغم حجم التعبئة المُسبقة لمثل هذه الضربة الكبيرة، إلا أن توقيتها كان مُفاجئًا، إذ شنت تل أبيب فجرًا هجومًا غير مسبوق على إيران، استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية وقيادات عسكرية بارزة وعلماء.

الجيش الإسرائيلي قال إنه “أطلق، وبتوجيهات من المستوى السياسي، هجومًا استباقيًا دقيقًا ومتكاملًا لضرب البرنامج النووي الإيراني”. فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطلاق تسمية “شعب كالأسد” على هذه الضربة، مؤكدًا أنها استهدفت كبار القادة والعلماء الإيرانيين، وأنها سوف تستمر لعدة أيام حسب الحاجة.

في المقابل، توعّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي – برسالة وجهها إلى شعبه – إسرائيل بـ”عقاب صارم”، ردًا على هذه الهجمات.

رد فعل إيراني 

وبعد ساعات من الضربة، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن الدفاعات الجوية اعترضت “عددًا كبيرًا من الطائرات المسيّرة المعادية”، فيما تحدثت مصادر عن إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة من إيران باتجاه أهداف في إسرائيل قالت تل أبيب إنها اعترضتها، في ما وصفته طهران برد أولي محدود، مع التأكيد على أن الرد الكامل قادم.

الهجوم الإسرائيلي كان مؤثرًا

وفي معرض تعليقه على الضربة الإسرائيلية، يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن حجم الخسائر، وبعد مرور 12 ساعة وأكثر على عدم رد إيران، يؤكد أن الضربة كانت مؤثرة وأثّرت على قدرة طهران على الرد، وربما على أدائها المستقبلي.

واستدرك منصور في حوار مع “بالغراف”، أن هذا لا يعني القضاء على كل شيء، وإنما يؤكد أن هناك خسائر، على الأقل في المشروع النووي والعلماء وفي القيادات العسكرية والصواريخ والمنظومات.

وتابع منصور أن هذا الهجوم وتكراره على عدة مراحل أثبتا السهولة التي تتحرك بها إسرائيل في أجواء إيران، وبشكل غير مسبوق فعلًا، وأثبتا أن إيران لا تمتلك قدرات دفاعية لصد الهجوم الإسرائيلي.

إسرائيل خططت لهذه الضربة بشكل جيد

وأكد منصور أن إسرائيل، ومن الواضح أنها خططت لهذه الضربة جيداً وعلى مدار سنوات، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر عن تأييده العلني لهذه الضربات، رغم أنه في السابق كان يمنع إسرائيل منها، ولكن من الواضح أنه منحها الضوء الأخضر.

أما حول سبب تغير موقف ترامب، قال منصور إن الرئيس الأمريكي شعر أن المفاوضات غير المباشرة مع طهران حول برنامجها النووي غير مّجدية، وربما غير مثمرة، واعتقد أن هذه الضربة ستُضعِف إيران أكثر، وربما سيصبح من الأسهل التوصل إلى اتفاق معها، أو على الأقل تحييدها بشكل كامل.

ونوّه منصور إلى أن واشنطن لم تنضم إلى القتال بشكل مباشر حتى الآن، لكن هذا السيناريو غير مستبعد لاحقًا.

الموقف الأمريكي والدولي

ورغم نفي البيت الأبيض تورط الولايات المتحدة في الهجوم، إلا أن مسؤولين إيرانيين وجهوا اتهامات مباشرة لواشنطن بالتورط غير المباشر. في المقابل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وحلف شمال الأطلسي، الطرفين إلى ضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة.

من جهتها، عبّرت دول عربية كالعراق عن قلقها العميق من “العدوان العسكري”، وأكدت أن تصعيدًا من هذا النوع سيزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

تداعيات إقليمية مباشرة

الضربة المفاجئة تسببت بإغلاق فوري للمجال الجوي في إيران والعراق والأردن أمام الطيران المدني، وسط تحذيرات دولية من توسع دائرة التصعيد. 

كما شهدت أسواق النفط ارتفاعًا حادًا بلغ أكثر من 7% خلال الساعات الأولى من الهجوم، بسبب المخاوف من تعطل الإمدادات في المنطقة

السيناريوهات المتوقعة

أما حول السيناريوهات المتوقعة، قال منصور إن التطور سوف يتوقف على طبيعة الرد الإيراني، حيث إن إسرائيل سوف تواصل توجيه الضربات وذاهبة إلى تحقيق أهداف كبيرة، وفي المقابل، إيران سوف ترد لا محالة، والسؤال هو: كيف سيكون الرد الإيراني؟ هل سيتم التركيز على أهداف في إسرائيل؟ وكيف سترد إسرائيل على الرد الإيراني أيضاً؟ وهل سيركز الرد الإيراني فقط على المنشآت العسكرية الإسرائيلية، أم أنه سيطال منشآت مدنية واقتصادية، أو أهدافاً أمريكية في المنطقة أيضاً؟

ولكن منصور عاد وأكد بأنه من الواضح أن إيران مكبّلة بشكل كبير، وإسرائيل بهذه المفاجأة والمباغتة امتلكت زمام المبادرة.

حجم الخسائر في إيران

أما حول أهداف الضربات الجوية الإسرائيلية، حتى منتصف يوم الجمعة 13 حزيران، فقد طالت – بحسب تقارير – مفاعل نطنز النووي، إذ تم تأكيد استهداف مجمع التخصيب، بالإضافة إلى عدة مواقع في العاصمة طهران، شملت: شارع نوبنياد، منطقة لويزان، برج جهان كودك، أحياء فرحزاد، أمير آباد، أندرزگو، شارع لنغري، شارع باتريس لومومبا، ومجمع الأساتيد في سَرو.

اغتيال قادة كبار

أما حول أبرز القادة الإيرانيين الذين طالتهم الضربات وتأكد اغتيالهم رسمياً، فهم: محمد باقري رئيس هيئة الأركان الإيرانية، حسين سلامي قائد الحرس الثوري، غلام علي رشيد قائد مقر خاتم الأنبياء، بالإضافة إلى مقتل علماء نوويين بارزين، بينهم فريدون عباسي رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق، محمد مهدي طهرانشي رئيس جامعة آزاد الإسلامية، فيما لم تؤكد التقارير إصابة علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى، بجروح خطيرة.

بالإضافة إلى ذلك، تعرضت مناطق أخرى في إيران للهجمات وسمعت فيها أصوات انفجارات، من بينها محافظات قُم، مركزي، كرمانشاه، وهمدان.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة