محمد أبو علان
المظاهرات الإسرائيلية والإضرابات وإحراق الإطارات وإغلاق الشوارع، ومحاصرة منازل الوزراء في الداخل المحتل للمطالبة بوقف الحرب على غزة من أجل إعادة ما تبقى من الأسرى الإسرائيليين أحياء ليس فقط لم تحرك ساكناً في أوساط المستوى السياسي الإسرائيلي الحاكم، بل تعرضت لسيل من الاتهامات بأنها تعمل على تقوية حركة حماس، وتبعد فرصة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وتوفر الظروف لسابع من أكتوبر آخر.
أولى المواقف لبنيامين نتنياهو التي أدار فيها ظهره لهذه الاحتجاجات كانت بالأمس وقبيل انطلاقها اليوم الأحد، وكان ذلك عندما رفض الاستماع لآراء المستوى العسكري والوفد الإسرائيلي المفاوض بأن هناك مرونة أبدتها حركة حماس في مواقفها، وإن هذه المرونة قد تقود لصفقة متدحرجة قد تطلق سراح (10) أسرى إسرائيليين أحياء.
رئيس حكومة الاحتلال رد على وجهات النظر هذه بالقول:” نوافق على صفقة شريطة الإفراج عن كل الأسرى دفعة واحدة، ووفق شروطنا لنهاية الحرب والتي تشمل، عودة الأسرى دفعة واحدة، نزع سلاح حركة حماس، ونزع سلاح غزة، وسيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة، والإتيان بجهة سلطوية إلى قطاع غزة ليست من حماس ولا من السلطة الفلسطينية، ويمكن أن تعيش سلام مع إسرائيل”.
في ذات السياق نقل الصحفي الإسرائيلي عميت سيجال عن نتنياهو قوله خلال اجتماع مجلس الوزراء: “من يدعون اليوم إلى إنهاء الحرب دون الانتصار على حماس، لا يُقوّون موقف حماس ويُؤخرون إطلاق سراح رهائننا فحسب، بل يوفرون الظروف أيضًا لتكرار فظائع السابع من أكتوبر، وأننا سنضطر إلى خوض حرب لا نهاية لها”.
وزير الأمن القومي الإسرائيلي في حكومة الاحتلال ايتمار بن جفير هاجم هو الآخر التظاهرات والمتظاهرين المطالبين بالإفراج عن الأسرى قائلاً: “الإضراب اليوم من انتاج كابلان، ويشكل استمرار لإضرابات وتشجيع رفض الخدمة العسكرية من مرحلة ما قبل السابع من أكتوبر، هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين أضعفوا إسرائيل آنذاك، ويحاولون فعل ذلك اليوم، المظاهرات اليوم تدعم حماس وتبعد فرصة إعادة المخطوفين، ولاحقاً سيتهمون حكومة إسرائيل، هذا هو الحراك السياسي الساخر على ظهر المخطوفين”.
وكذلك وزير المالية الإسرائيلي، والوزير في وزارة الحرب بتسلئيل سموتريش اتهم هو الآخر المتظاهرين بتقوية وتعزيز موقف حماس، حيث وصفها في تصريحات نقلتها القناة السابعة: بالحملة السيئة والمضرة، وتخدم حركة حماس وتضعف دولة إسرائيل، وإن غالبية الجمهور مدرك أن الضغط يجب ن يكون على حركة حماس وليس على الحكومة الإسرائيلية.
وتابع سموتريش في ذات التصريحات: “الشعب الإسرائيلي يستيقظ هذا الصباح على حملة بائسة تُسهم في دفن الأسرى داخل الأنفاق. لكن، بفضل الله، هذه الحملة تفشل في الإقلاع. دولة إسرائيل لا تتوقف عن العمل، ولن تشلّها الإضرابات”.
وإمعاناً في أن حكومة نتنياهو والمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكبنيت” ماضون في خطة احتلال غزة رغم اتساع رقعة الاحتجاجات، ذكرت القناة 14 العبرية أن إسرائيل ستبدأ بإدخال خيم لجنوب قطاع غزة كجزء من التحضيرات للعملية العسكرية لاحتلال غزة، وتهجير سكانها نحو الجنوب، ورئيس الحكومة نتنياهو يشترط عودة كل الأسرى مرة واحدة في أي اتفاق قادم ووفق الشروط الإسرائيلية الخمسة.
وأيضاً حول استمرار التحضيرات الإسرائيلية لعملية عسكرية لاحتلال مدينة غزة، كتبت القناة 12 العبرية: خطة احتلال مدينة غزة ستعرض الأحد من قبل قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي على رئيس الأركان إيال زامير، وعلى وزير الحرب يسرائيل كاتس، وجهات أمنية تقول، “ندرك حجم الضغط على قوات الاحتياط، ونعمل على مناسبة الخطط لذلك”.
الجدير ذكره أن المستوى السياسي طلب من المستوى العسكري الإسرائيلي تقصير الجدول الزمني للعملية العسكرية في مدينة غزة، والتي يفترض أت يهجر سكانها حسب القرار الأول حتى السابع من أكتوبر، وكان وزير الحرب أعلن في هذا الإطار أن الجيش الإسرائيلي قدم له الخطوط العريضة للعملية، وجاري العمل على التفاصيل.