ترجمة خاصة-بالغراف
عملية المقاومة الفلسطينية في مفترق رموت في القدس يوم الاثنين 8-9-2025 والتي أدت لمقتل ستة إسرائيليين واستشهاد المنفذين أثارت الجدل من جديد حول جدوى جدار الفصل العنصري في منع عمليات المقاومة في الداخل الفلسطيني، وأثارت اتهامات بقصور مكونات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في منع عمليات تسلل آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية للعمل في الداخل المحتل، والذين يكون من بينهم أحياناً من خطط لتنفيذ عملية مقاومة مثل العملية الأخيرة في القدس.
في سياق هذا النقاش، كتب ألون هاشمون مراسل الشؤون الشُرطية في صحيفة معاريف العبرية: “العملية القاتلة” في منطقة رموت في القدس كشفت مرّة أخرى عن الثغرات في الجدار، وعمليات التسلل الجماعية لمواطنين من الضفة الغربية بدون تصاريح، قائد منطقة غلاف القدس في حرس الحدود الإسرائيلي عيران ليفي قال في حديث لمعاريف:” نستعد لكل السيناريوهات، مع وجود تحذيرات أو بدون”.
وتابع المراسل الشُرطي لمعاريف: “العملية القاتلة” في مفترق رموت يوم الاثنين الماضي التي قتل فيها ستة إسرائيليين، والمنفذان اللذان هم مواطنين في الضفة الغربية من قرى قطنة وقببية دخلوا بدون تصاريح، تسللوا بمساعدة عربي يحمل الجنسية الإسرائيلية من أجل تنفيذ العملية.
عامان تقريباً في القدس بدون عمليات، وعامان من الصراع اليومي طوال الحرب لمنع عمليات، العملية أعادت الجميع للتفكير في العملية القادمة، والذي يمكن أن تفاجئ الجميع في أي يوم، خاصة في ظل المشاهد التي تُرى يومياً، عشرات الفلسطينيين من الضفة الغربية، بدون تصاريح يبحثون عن أي طريق للوصول إلى إسرائيل، سواء من فتحات في الجدار، أو في أمكان هم يصنعون فتحتات، أو من خلال التسلق على سلالم أو حبال من على الجدار الفاصل.
صحيح أن الجزء الأكبر من هؤلاء المتسللين عبر فتحات الجدار يبحثون عن عمل، ولكن وجود أشخاص يدخلون لغايات أخرى توجب العمل على منع الجميع من الدخول، الخوف يكتنف كل إسرائيلي خاصة في منطقة القدس حسب وصف المراسل الصحفي لمعاريف، هذا الخوف يفترض أن يقلق منام كل من هو جزء من المنظومة الأمنية الإسرائيلية، سواء كان جهاز الشاباك الذي عليه توفير المعلومة الأمنية المسبقة، أو الجيش الإسرائيلي الذي عليه منع عمليات التسلل عبر فتحات ومنطقة الجدار بشكل عام، أو الشرطة وحرس الحدود المطلوب منهم العثور على المتسللين واعتقالهم، وفي منطقة مثل غلاف القدس يجب القبض عليهم في الطريق.
وتابعت معاريف: علت مطالبات كثيرة في السنوات الأخيرة من أجل تحسين أحوال الجدار، وضرورة تركيب كاميرات مراقبة من أجل مساعدة القوات، شخصية رفيعة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قالت:” ليس من الممكن وضع شرطي أو جندي في كل متر”، بما في ذلك القوى البشرية والوسائل التكنولوجية المتطورة للمساعدة في الصراع التي يشبه لعبة “القط والفأر”، فبينما تُحول القوات لمنطقة معينة ينتقل الفلسطينيين لمنطقة أخرى على طول مسار يبلغ (176) كم في غلاف القدس لوحده.
حول موضوع المعابر كتبت معاريف: المعابر في إسرائيل في الجنوب البعيد، والشمال القريب من العفولة، وفي منطقة الضفة الغربية ومنطقة هشارون مثل بيت حيفر، التقديرات أنه يومياً يدخل آلاف الفلسطينيين بدون تصاريح إلى البلاد، مئات منهم فقط يتم القبض عليهم، وإعادتهم إلى الضفة الغربية.
في غلاف القدس الذي يشكل المنطقة الساخنة يدخل عدد ليس قليل من مواطني الضفة الغربية، مئات منهم يلقى عليهم القبض، ولكن لا يمكن تجاهل أن منفذ واحد ينجح في التسلل يمكن أن ينفذ عملية قاتلة، وهذا ما يخشاه كل الإسرائيليين.
وتابع المراسل الشُرطي لمعاريف العبرية: على الرغم من أن الإصبع على الزناد والعين تراقب، يوجد عدد ليس قليل من الأسباب للقلق من وقوع العملية القادمة، هذا ما يقوله كل من هو في مكونات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية قال لمعاريف:” إن لم نكن نفكر هكذا، لا يجب أن نكون في مواقعنا، يوجد فتحات في الجدار مركبات يمكن أن تدحل منها، ومواقع يصل لها الفلسطينيين مع مقصات حديد ويصنعون فتحات في الجدار، وفي ذات اللحظة يدخل العشرات أو المئات، ولا يتم القبض عليهم، بالتالي تتعامل معهم الشرطة كواقع، وتعمل من أجل الوصول لهم واعتقالهم، واتخاذ خطوات ضد من ينقلهم ويشغلهم ويوفر لهم المبيت، وتصدر أوامر إدارية لإغلاق محلات من يشغلهم.
خط التماس منطقة معقدة للغاية:
قائد منطقة غلاف القدس في حرس الحدود الإسرائيلي قال في حديث مع معاريف أنه ليس لديه رقم عن عدد من يجتازون الجدار يومياً، ولكن التقديرات أنه مقابل المئات الذين يتم القبض عليهم، هناك مئات آخرين ينجحون في التسلل.
وتابع الضابط في حرس الحدود:” هناك أشياء أريد توضيحها، عشرات الجنود والمجندات والضباط يعملون يوماً وليلة في غلاف القدس للحفاظ على أمن الدولة، يبذلون كل جهدهم وأنفسهم، من أجل مهمة الدفاع عن الدولة، ونفس الدور يقوم فيه كل شرطة إسرائيل وعناصر حرس الحدود”.
طوال السنين منطقة غلاف القدس بشكل خاص، ومنطقة الخط الفاصل بشكل عام داخل إسرائيل منطقة جداً معقدة، غير إنه منطقة طويلة جداً، يوجد فيه العديد من التحديات منها البناء الذي تم عبر سنوات بالقرب من الجدار مما خلق صعوبات عملية، وكل فتحه يتم العثور عليها يتم إبلاغ الجيش من أجل إصلاحها، في النهاية هناك تعاون بين كل الجهات الأمنية، ومسؤولية مشتركة بين الشرطة والجيش وجهاز الشاباك، ودور المؤسسة الأمنية منع وقوع العمليات.
وعن المعابر في غلاف القدس قال ضابط حرس الحدود:” في غلاف القدس يوجد (16) معبراً، يوجد عليها قوات من الشرطة والجيش الإسرائيلي وحرس الحدود، وكلهم تابعون لي يعملون على توفير الأمن لكل من يستخدم هذه المعابر، وعن عدد مستخدمي هه المعابر في غلاف القدس قال:” (100) مليون مستخدم لهذه المعابر في العام، وهناك يتواجد ضباط وجنود يعملون من أجل إزالة العوائق والمخاطر على مدار الساعة”.
عن عدد المواطنين الفلسطينيين الذين يتسللون من الضفة الغربية قال الضابط المسؤول عن غلاف القدس في حرس الحدود:” يمكنني القول أننا نمنع يومياً المئات من التسلل لإسرائيل، محاولات التسلل موجودة بشكل دائم، يوجد معطيات يقوم الجيش الإسرائيلي بتتبعها، نحن نتجاوز عن الأرقام، ولكننا نمنع يومياً المئات من التسلل، وهذا ليس أقل أهمية، نعتقل ونحبط علميات بشكل أو بآخر، عن العدد، لا أريد أن أقدم لك أرقام عبثية”، في ذات الوقت نفى الضابط في حرس الحدود دخول عشرات آلاف يومياً لإسرائيل في اليوم، ممكن آلاف، ومن يقول غير ذلك منفصل عن الواقع.
وعن القلق من العملية القادمة قال:” كل يوم نحن موجودين في الصباح، ولا ننام في الليل، ونستعد لكل احتمالات وقوع عمليات، سواء كان يوجد تحذير من عمليات أو لم يكن، سواء في المعابر أو ضد المدنيين، نقوم كل صباح من أجل منع أن تكون عملية.
وعن الخلاصة من العملية الأخيرة التي كانت في منطقة رموت قال:” لا أريد الخوض بهذه القضية حتى يتم الانتهاء من التحقيقات التي لازالت جارية، ولكن في ذات الوقت هناك الكثير من القضايا التي تعلمناها منها”.