loading

كركر ومتر وأدوات قياس: 27 بوابة حديدية جديدة في أسبوعين

محمد عبد الله

كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات نصب بوابات حديدية جديدة على مداخل ومفارق المدن والقرى الفلسطينية في إطار سياسة الخنق والتضييق التي تتبعها منذ فترة في إطار العقاب الجماعي.

شهود عيان أفادوا أن جنود الاحتلال الذين اقتحموا اليوم الثلاثاء مفرق طرقٍ شمال مدينة رام الله، كانوا يقومون بعمليات قياس للطريق باستخدام أدوات القياس المعروفة، كانوا يحملون سلاحاً ويتسلحون بمترٍ تمهيدا ربما لبوابة جديدة.

12 بوابة حديدية، نصبها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مداخل قرى وبلدات فلسطينية بالضفة الغربية خلال آخر يومين، ليصل مجموع البوابات الحديدية التي جرى نصبها في آخر أسبوعين، إلى 27 بوابة.

هذه الأرقام والمعطيات وثقتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، والتي أشارت في بيانات حصل موقع “بال غراف” على نسخة منها، إلى ارتفاع مجموع الحواجز بالضفة الغربية إلى 905 حواجز، بينها 247 حاجزاً تم وضعها بعد السابع من أكتوبر 2023، و82 بوابة حديدية وحاجز منذ مطلع العام 2025.

وفي حوار خاص مع “بالغراف”، قال مدير دائرة النشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أمير داوود، إن كل بلدات وقرى ومدن الضفة الغربية مستهدفة بالحواجز والبوابات الحديدية بلا استثناء.

وبيّن داوود أن الاحتلال أنجز في السنوات الماضية جزءاً كبيراً من وضع البوابات الحديدية على مداخل القرى المؤدية إلى الشوارع الالتفافية، أما اليوم فإن ما يحاول الاحتلال أن يفعله هو فصل كل تجمع فلسطيني عن التجمع الآخر، كما جرى بين دار صلاح العبيدية وفصلها عن بيت ساحور وبيت لحم، وبين قرى غرب مدينة رام الله، فالبوابات أصبحت تفصل القرية عن القرية الثانية.

أما حول الهدف من هذه البوابات الحديدية، فقال داوود إن الاحتلال يهدف إلى خلق حيز جغرافي بديل وموازٍ للحيز الجغرافي الذي يعرفه الفلسطينيون، وتريد دولة الاحتلال أن تصمم حياة الفلسطينيين، بحيث تكون حياة الفلسطينيين حدودها هي الحواجز وليست الآفاق المفتوحة.

وأكد داوود أن هذا الأمر سوف يعدم حلم الدولة الفلسطينية، باعتبار أنه لا يمكن أن تقوم دولة فلسطينية على جغرافيا محاطة بالحواجز.

وأضاف أن الحواجز آلية لا تستهدف فقط السيطرة على حياة المواطنين، بل هي آلية لإخضاع حياة الفلسطينيين ونمط معيشتهم، بمعنى أن الحاجز لا يسيطر فقط على الحركة، بل يحدد النمط التعليمي والاقتصادي والصحي للمواطنين الفلسطينيين.

وقال داوود إن دولة الاحتلال في الآونة الأخيرة باتت تستبدل الأنماط المؤقتة من الحواجز العسكرية والسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية بأنماط أكثر ديمومة، وهي البوابات الحديدية، واللافت أن البوابة الحديدية لا تحتاج إلى جنود من أجل مراقبتها، على عكس الأنماط السابقة التي تحتاج إلى تواجد جنود، أما اليوم فهي بلا جنود وتتولى عملية المراقبة الكاميرات.

بالتالي، نتحدث اليوم عن منظومة رقابة وتحكم تم تصميمها على مدار سنوات الاحتلال الطويلة – بحسب داوود – الذي تابع قائلاً: “نعيش اليوم في ذروة الإغلاق باعتباره عقوبة جماعية وطبقة من طبقات الأبارتهايد، وتتكثف اليوم لنصل إلى ذروة من ذروات السيطرة والإخضاع لحياة المواطنين الفلسطينيين”

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني