محمد أبو علان/ خاص بالغراف
مراسل يديعوت أحرنوت في الضفة الغربية إليشع بن كيمون يدعي في تقرير له أن هناك قلق في المستوى العسكري الإسرائيلي من انتشار عمليات المقاومة الفردية (رهاب المنفردين) في الضفة الغربية، وتحدث في تقريره عما سماه عن التحريض، وخطط الردع التي يعمل عليها للجيش الإسرائيلي.
وكتب في هذا السياق: عملية القدس في مفترق رموت، التفجير في معبر نتسان عوز بالقرب من طولكرم، وعملية الطعن في الفندق في كيبوتس تسوفا بالتزامن مع العملية البرية في غزة، الجيش الإسرائيلي يلحظون ارتفاع في العمليات الفردية، ويستعدون للعمل من أجل مواجهتها..
في الأيام الأخيرة، وبالتزامن مع العملية البرية في مدينة غزة التي بدأت الثلاثاء، واجهت قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي سلسلة عمليات تميز “إرهاب المنفردين”، عملية إطلاق النار التي كانت في مفترق رموت في القدس وأدت لمقتل ستة إسرائيليين، وعملية إلقاء العبوة الناسفة في ممر نتسان عوز قرب طولكرم، وعملية الطعن التي كامت في فندق في كيبوتس تسوفا، لم توجد علاقة بينها، لكنها تتميز بسمات “إرهاب المنفردين”.
مصدر أمني إسرائيلي قال:” في أقل من ساعة كنا في منازل عائلات منفذي عملية القدس، هناك سلسلة إجراءات إن نفذت بسرعة تكون أكثر فاعلية، فرض الإغلاق على القرية، استعادة مسار التنفيذ، والوصول بسرعة لكل من له علاقة، وتكريس فكرة أن الضرر سيصيب كل القرية التي خرج منها المنفذ، بعد تفكيك البنية التحتية للمنظمات في المخيمات، الخوق من موجة عمليات لمنفذين منفردين، هذا ما يبدو، ويجب منع ذلك بسرعة ومن البداية”.
وتابع المصدر الأمني:” مؤشرات الإرهاب في الضفة الغربية في تراجع ملموس، التنظيمات في مخيمات شمال الضفة الغربية فُككت، قوات الجيش الإسرائيلي لازالت هناك، التغيير في تشكيل مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس خلقت نوع من الردع في مخيمات أخرى مثل مخيم عقبة جبر بالقرب من أريحا، ومخيم عسكر بالقرب من نابلس ومخيم الأمعري قرب رام الله.
“دائماً سيكون هناك بني تحتية مطلوب إحباطها، هذا دفع لتغيير “شكل الإرهاب” في الضفة الغربية، والخوف من موجة عمليات فردية، أحد العناصر التي تسبب “العدوى” بين المنفذين هو “نجاح” العمليات”، عندما تنتهي العمليات بمصابين هذا يحفز الآخرين لتنفيذ عمليات أخرى”.
وعن كيفية إحباط عمليات المنفردين كتب مراسل يديعوت أحرنوت في الضفة الغربية: من أجل القضاء على المنفذين المنفردين في قيادة المنطقة الوسطى التي يقف على رأسها آفي بلوط يتحدثون عن إغلاق الدائرة والإحباط السريع، ففي حالة عدم النجاح في احباط العملية قبل التنفيذ، على الأقل الوصول للمنفذ ومعاونيه وجباية الثمن منهم، مما يؤدي لرفع مستوى الردع، منها هدم منزل العائلة، وكانت الجهات الأمنية الإسرائيلية عبرت عن امتعاضها من طول الفترة الزمنية من تنفيذ العملية حتى عملية الهدم بسبب الإجراءات القضائية، والتي قد تستغرق شهور في بعض الحالات.
لزيادة مستوى الردع حسب وصف يديعوت أحرنوت: قائد فرقة الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي قرر إغلاق منزل عائلة منفذ العملية لحين وضوح مصير عملية الهدم، وقال إن الفهم القانوني هو أن هناك صلة بين الجاني ومنزله، ومنذ عملية إطلاق النار في قرية المغير قبل حوالي شهر، انتهج الجيش الإسرائيلي سياسة الإضرار في التكوين المكاني للمنطقة التي يخرج منها منفذ العملية، “سكان القرية عليهم أن يعلموا إن خرج منفذ عملية من قريتهم، الجيش الإسرائيلي سيسلط الضوء عليهم، وسيكونون على سلم الأولويات في مجال الجريمة والبناء غير المرخص وقضايا أخرى”.
الكشف عن مؤشرات التحريض:
أهم وسائل محاربة توجه العمليات الفردية هو محاربة التحريض والدعوات المؤيدة لعمليات المقاومة، منذ بداية الحرب على غزة تعمل الشرطة الإسرائيلية والجيش على محاربة التحريض، ولكن في الشهور الأخيرة هناك جهود متواصلة حسب المؤسسة الأمنية لتنظيف الميدان من كل المحرضين، قبيل اندلاع موجة عمليات خلال الأيام القادمة الحساسة، ومع بداية العملية البرية في قطاع غزة في إطار عملية “عربات جدعون 2”.
وتابع مراسل يديعوت أحرنوت: وصل ليديعوت أحرنوت معطيات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول التحريض في العام 2025، قدمت (255) لائحة اتهام بتهمة التحريض وتأييد تنظيمات المقاومة، هذا من أصل (433) ملف فتحت في لواء الضفة الغربية في الشرطة الإسرائيلية، (343) شخص اعتقلوا على خلفية التحريض على المقاومة، (294) منهم اعتقلوا حتى نهاية الإجراءات القانونية ضدهم، في لوائح الاتهام تظهر المنشورات والمشاركات لمحتوى التحريض على المقاومة ضد الجنود والمواطنين الإسرائيليين، إلى جانب تمجيد تنظيمات مقاومة مختلفة.
في منطقة الخليل على سبيل المثال، اعتقل في شهر آب الماضي ثمانية أشخاص بتهمة التحريض وتمجيد منظمات المقاومة، جمعت أدلة خلال التحقيق من قبل ثلاثة محققين من محطة شرطة الخليل، المتهمون نشروا في شبكات التواصل محتوى تمجيد وتأييد لمنظمات معادية، ودعوا لتنفيذ عمليات ضد الجنود والمواطنين الإسرائيليين، من بين المعتقلين مدرس في مدرسة.
لوائح الاتهام التي تقدم ضد الفلسطينيين في موضوع التحريض تشمل محتوى تحريضي صريح بالدعوة لتنفيذ عمليات مقاومة، نشر رموز منظمات مقاومة، وشعارات مثل “حيّا على الجهاد، تحيّا الحرية، اقتلاع الكيان اليهودي وتطهيره، رفع راية الجهاد وتحرير الأقصى، الأرض تحرر بالدم”.
الاستعداد للاعتراف بالدولة الفلسطينية:
في ساحة الضفة الغربية تبذل جهوداً من أجل الحفاظ على قدرة الجيش الإسرائيلي العمل في القرى وفي مخيمات اللاجئين، مصدر أمني إسرائيلي رفيع قال:” ما كنت احتاج لفعله بقوة لواء قبل أشهر، أفعله اليوم بقوة كتيبة، أجرينا عمليات عدوانية للغاية، وحرية الحركة الذي وصلنا لها لا ننوي التخلي عنه”.
وجاء في رد الشخصية الأمنية عن التوقف عن استخدام القصف من الجو في الضفة الغربية: الخروج لعملية عسكرية في الضفة الغربية بات موضوع قرار فقط، عدة تلفونات ومعلومات استخبارية جيدة، لا توجد حاجة لاتخاذ كثير من القضايا بعين الاعتبار كما كان الأمر في السابق، بسبب فعالية عامل حرية الحركة، حيث تم توسعة مسارات الحركة، توجد ملاحقة مستمرة، والقوات موجودة في الميدان على مدار الساعة، كل هذه القضايا تجعل القصف من الجو مستحيلاً”.
وتابع المصدر الأمني:” أصل إلى الشيء والمسه خلال دقائق، لماذا إذن عليّ إطلاق طائرة إلى الجو، الردع قائم، أين كنا نرى مسيرات المسلحين؟، في قلب المدن، وهذه يمكنها العودة، ولكن حجم الظاهرة تراجع بشكل كبير، كلنا تألمنا لمقتل تسالا جال وابنها، الحدث محبط، والتحقيق أظهر أن المنفذ كان في الميدان، ونفذ عمليتان قبل ذلك دون القبض عليه، هذا قضية لا تتركنا، ولن نترك أمر كهذا يتكرر، يوجد عمليات تَعلم في قيادة المنطقة، والعملية سواء كان فيها مصابين أو لم يكن، تتطلب منا تفكير”.
وختمت يديعوت أحرنوت تقريرها عن الواقع الأمني في الضفة الغربية: قضايا أخرى قد تترك أثرها على الواقع الأمني في الضفة الغربية هي إعلان إسرائيل ضم الضفة الغربية، والإعلان عن اعترافات دولية بالدولة الفلسطينية، لمواجهة نتائج هذه القضايا المتوقعة الجيش الإسرائيلي بنى خطط لاحتمال حدوث حالة تحول سياسي، والهدف الأعلى محاولة الحفاظ على الهدوء في الميدان.
ويدركون في الجيش الإسرائيلي أن الحرب في غزة ستدفع لموجة احتجاجات وعمليات للمقاومة، وهذا من شأنه دفع السكان لدائرة المقاومة، “دائماً يكون ضجيج تحت السطح في الضفة الغربية، القلق الأكبر هو أن يتبلور شيء الآن، وأنت حتى الآن لا تراه”.