محمد أبو علان
مكونات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، جيش وجهاز شاباك ووحدة اليمام الخاصة يدعون العثور على صواريخ صنعت في منطقة رام الله، وانهم اعتقلوا ثلاثة أشخاص على علاقة بالقضية، ومن ثم قاموا بتدمير الصواريخ والمواد المتفجرة التي عثر عليها في المبنى.
القضية الأولى التي تضع الادعاء الإسرائيلي في دائرة الشك، لو أن قوات الاحتلال الإسرائيلي عثرت على صواريخ مصنعة في الضفة الغربية لما قامت بتدميرها، بل كانت ستقوم بعمل معرض إعلامي تدعو له كل وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية، ولو عثرت على صواريخ لما دمرتها، بل كان نتنياهو معنياً بحملها معه إلى اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة كدليل على “المخاطر الأمنية” التي تواجه إسرائيل.
والقضية الثانية التي يمكن وصفها بالمثيرة للسخرية، هو حديث جهات إسرائيلية عن أن الحديث يدور عن “أسلحة تكسر التوازن الإقليمي”، وحتى لو سلمنا بادعاء الاحتلال العثور على صواريخ مصنعة في الضفة، عن أي أسلحة كاسرة للتوازن تتحدث عنها دولة الاحتلال التي تعتبر من الدول القوية عسكرياً على مستوى العالم.
حول الخبر نفسه، نقلت القناة السابعة العبرية على موقعها الإلكتروني: الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك ووحدة اليمام الخاصة اعتقلوا خلية ليلة الخميس الجمعة كانت على علاقة بتصنيع صواريخ لتطلق على المستوطنات في الضفة الغربية، وخلال عملية التفتيش تم العثور على صواريخ أخرى، والخلية أيضاً حسب الرواية الإسرائيلية على علاقة بصاروخين تم إطلاقها من قرية كفر نعمة الأسبوع الماضي.
القوات الإسرائيلية أطلقوا النار على مبنى كان فيه المتهمون، في أعقاب عملية إطلاق النار خرج ثلاثة أشخاص من المبنى وقاموا بتسيلم أنفسهم، وتدعي القوات الإسرائيلية العثور على صواريخ، اثنان منها معدة للإطلاق، وتم العثور على عشرات العبوات الناسفة والمواد المتفجرة، وأدلة تثبت علاقتهم في تصنيع ومحاولة إطلاق صواريخ.
وفي ذات السياق يدعي الاحتلال الإسرائيلي العثور على مخرطة معدة لإنتاج الصواريخ في منطقة رام الله، في نهاية العملية قامت القوات الإسرائيلية بتفجير الصواريخ والمواد المتفجرة، والمتهمون نقلوا للتحقيق في مراكز اعتقال جهاز الشاباك.
وقالت القناة السابعة العبرية أن هذه هي المرّة الأولى التي يتم فيها اعتقال خلية على علاقة مباشرة بإنتاج صواريخ في الضفة الغربية، ما يثير القلق حسب الادعاء الإسرائيلي باحتمال التصعيد في الوسائل القتالية من خلال استخدام الصواريخ من قبل جهات وصفتها القناة بالمعادية، وما يثير القلق في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أيضاً، هذه هي الحالة الأولى التي يصل فيها صاروخ في الضفة الغربية بهذا القدر من النضج العملياتي.
كما تزامن الحديث عن الكشف عن عملية تصنيع صواريخ في الضفة الغربية لحالة من التهويل عن الأوضاع في الضفة الغربية، آفي اشكنازي مراسل معاريف للشؤون العسكرية كتب: “الخطر يقرع باب منطقة الشارون والعيمق، الضفة الغربية على حافة تصعيد خطر”.
وتابع اشكنازي: إسرائيل تحارب في غزة ولبنان وسوريا، وتواجه تهديدات الحوثيين، لكن الضفة الغربية تظهر علامات استخدام أسلحة تكسر التوازن الإقليمي، وهو ما من شأنه أن يُبقي كل رؤساء المؤسسة الأمنية مستيقظين في الليل، وكل سكان خط التماس.
بعيداً ما نقله الإعلام الإسرائيلي من ادعاءات، لا يمكن فصل الادعاء الإسرائيلي بالعثور على صواريخ مصنعة في الضفة الغربية عن الدوافع السياسية الإسرائيلية وبهذا التوقيت بالذات، خاصة في ظل اقتراب اجتماع الأمم المتحدة الذي سيكون ساحة لسلسة من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، وارتفاع وتيرة المطالبات الإسرائيلية بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يؤكد هذه الرؤية، حيث اعتبر جدعون ساعر أن العثور على صواريخ مصنعة في الضفة الغربية مؤشر إضافي لخطورة قيام دولة فلسطينية، ولم يفوت ساعر الفرصة للهجوم على السلطة الفلسطينية، وإنها لا تقوم بما يكفي ل “محاربة الإرهاب” حسب تعبيره، مع أن قضية التصنيع التي يدعيها الاحتلال في مناطق تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وإن وجدت فالاحتلال يتحمل مسؤوليتها.
في ذات الاتجاه كانت تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي الذي هاجم هو الآخر السلطة الفلسطينية قائلاً:” السلطة الفلسطينية هي جسم إرهابي، تتدرب لتنفيذ 7/10 في الضفة الغربية، وهي تدفع رواتب لمن يقتل اليهود، وتٌعلم في مدارسها على ذبح اليهود، وتحرض على الإرهاب في وسائل إعلامها، إن لم نفككها في الوقت المناسب، نصحوا متأخرين كما كان الحال في غزة”.
وزير المالية الإسرائيلي سموتريش هو الآخر اعتبر القضية نتاج للدعوات لإقامة دولة فلسطينية، وقال سموتريتش “ماكرون أعطى أمل للإرهاب، ونحن علينا اجتثاثه، وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وفق خطتي المعلنة هي الطريق الوحيد لمنع إقامة دولة فلسطينية، وتؤدي لانهيار السلطة الفلسطينية، التي تسعى لدولة فلسطينية، وهدم دولة إسرائيل”، وكذلك مجلس المستوطنات دعى لاستغلال الادعاء الإسرائيلي بالعثور على صواريخ في الضفة الغربية لفرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية.