هيئة التحرير
“أن يأتي الليل دونك” رواية جديدة لدكتور الإعلام والروائي الفلسطيني وليد الشرفا، صدرت عن الدار الأهلية في عمان وبيروت.. لتكون هذه روايته الخامسة عقب رباعية الشواهد.
الدكتور وليد الشرفا في حديث ل”بالغراف” بين أن الرواية ربما تكون تحولًا في طريقته الكتابية، لأنها ربما للمرة الأولى تجعل الحب هو الذي يحاكم القضايا السياسية والاجتماعية وحتى الأخلاقية والدينية.
الشرفا يتابع بأن الرواية تدور حول ثلاثة مناضلين من مدينة نابلس وستجمع قصة حب عنيفة بين أحدهم وإحدى المناضلات من جامعة النجاح، ومع تطورات الأحداث يتآكل هذا الحب ليس فقط بسبب الاحتلال إنما بسبب الانقسام الفلسطيني والخيبة والفساد. إضافة لشعور هائل باغتراب لحالة النضالية.
الرواية تتنوع بين أصوات متعددة “البسيط، الشعبي، والعادل”، وبين أصوات ذات طرح ثقافي عالٍ وهي بطلة الرواية لماء التي تدرس تخصص أدب الانجليزي في جامعة النجاح، وتقيم محاكات أسطورية في الرواية، وفق ما يقوله الشرفا. الذي يؤكد أن نهاية الرواية مُربكة جدًا حول مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وبها نوع من الطرح التراجيدي الذي ربما لا يروق للكثيرين وهي أن الشعب الفلسطيني كشعب ربما لم يعد بطلاً إنما به أبطال أفراد وهم مخلصون لأسطورتهم الشخصية ولتراجيدتهم وهم لا يريدون الانكسار دون رهان على حالة عامة أو محيط عربي أو ايدولوجيا.
ولفت إلى أن هذه الرواية قد تطرح موضوع التعايش الفلسطيني الفلسطيني بعد حالة الانقسام أولًا، فيما الصراع مع الاحتلال سيبقى هو السمة الغالبة وربما تكون مغامرة الرواية الذهنية في العلاقة مع الآخر. حيث الطرح يقول بأن القوة لا تنتصر دائمًا عندما يكون هناك إنسان يريد أن يضحي بحياته وهم الأبطال الفلسطينيون الذين تحدث عنهم في الرواية.
وحول خروجه من قلبه الكتابي في رباعية الشواهد، أوضح بأن الرباعية كانت مستندة ربما طرح متماسك وحكاية متنوعة ولكنها متوحدة في القالب، ولكن هذه الرواية تتداخل فيها الأمكنة لأن فترة روايتها قصيرة وأمكنتها محددة بين الجامعة والبيت وثلاجة الموتى، إضافة لأن فترة السرد قصيرة جدًا لا تتعدى الأسبوع فكان لا بد من اللجوء إلى أسلوب التداعي الهائل في طرح الأفكار.
وأردف بأن السرد يتداخل مع الأمكنة والأزمنة والأصوات كان واضح وحتمية سردية وهنا تتجلى المغامرة. مؤكدًا أنها مغامرة في كل ما كَتب، مشيرًا إلى أن الدكتور فيصل دراغمة اعتبره نموذج هائل للتجديد في الأدب الفلسطيني بكل رواياته.
وشدد الشرفا على الرسالة التي أراد إيصالها هي بأن الشعوب بقدر ما تنهزم سياسيًا وأيدلوجيًا في مؤسساتها وإدارتها وهذه قناعة لدى الفلسطيني بأنه مهزوم إداريًا وأيضاً سياسيًا بعد الانقسام إلا أن هناك يبقى أفراد دائمًا تراجيديون وأبطال يمنعون حالة التلاشي وهم من يقدروا وهذه هي الحالة التراجيدية التي قصدها الآن.
يذكر أن الشرفا أصدر رباعية الشواهد في الأعوام السابقة والتي بدأت برواية “القادم من القيامة” عام 2008، ورواية “وارث الشواهد” والتي فازت بالقائمة القصيرة لجائزة البوكر، ورواية “ليتني كنت أعمى” عام 2019، لتكمل الرواية “أرجوحة من عظام” عام 2022 الرباعية، لتحظى هذه الرواية بجائزة الدولة التقديرية للآداب