باسم والأمل الذي نحياه

كنت في عمر العشر سنوات، وكان هو في الواحد والعشرين، طالباً جامعياً، جميلاً ومثقفاً، يدرس الصحافة، يحب القهوة كثيراً وعصبا أحياناً، كان يستشيرني ماذا يرتدي للجامعة، هذا القميص أم ذاك، أذكر ذات يوم كنت أمام المرآة وأرقص وقال لي ”رح اخليك تسجلي بالباليه، مين أحلى هاد ولا هاد“ وقلت له هذا، لا أذكر ما الذي كان يحمله بيديه قميص أم بلوز ولكن أتذكر هذا الحوار، وفرحت وشعرت بقيمة الأخ الكبير يسأل أخته آخر العنقود ماذا يرتدي، كنت أذهب معه إلى جامعته، ألتقي بأصدقائه وصديقاته، يعرفني عليهم ويعرفهم عليّ، وذات يوم كان يقرأ في غرفته وطلب مني قدح قهوة، فرحت كثيراً، فلا أحد يثق بقهوة مصنوعة من قبل طفلة في العاشرة من عمرها. هذه هي الذكريات العالقة معي، وبعدها أصبحت الذكريات مختلفة تماماً، بعيدة وباردة، وقريبة ودافئة، ذهب باسم إلى الزنازين، ولم أذهب أنا إلى دروس الباليه… بل بقيت إلى الآن الطفلة التي عمرها عشر سنوات.. تنتظر أخاها.

امنه خندقجي

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة
الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعة