loading

 الصحفي منذر مفلح.. الرواية التي لم ترَ النور

هيئة التحرير

في الوقت الذي كانت تنتظر روايته النور والحرية من سجن جلبوع، اقتحمت قوات الاحتلال السجن بالتزامن مع مشاركة الأسرى في الاضراب الجماعي عن الطعام عام 2004 الذي انطلق من سجن هداريم، ليتم مصادرتها؛ لكن الأسير الصحفي منذر مفلح أعاد كتابة الرواية مرة أخرى.

وتتحدث رواية الصحفي منذر المكونة من 1200 صفحة من القطع الكبير عن معاناة الشعب الفلسطيني آخر 500 عام، تتضمن قصصا حقيقية بناء على شهادات من لبنان والكويت والعراق والأردن وفلسطين.

وبعد ضياع مسودة الرواية، نجح منذر في كتابتها مرة أخرى، لكن قُدّر لها أيضا أن تضيع بين أقدام جنود الاحتلال خلال اقتحامهم سجن أريحا عام 2006، فقد نجح منذر في إرسال المسودة إلى الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات الذي كان معتقلا في أريحا آنذاك، من أجل قراءتها وكتابة تمهيد لها، ومع اقتحام سجن أريحا واختطاف سعدات ورفاقه ضاعت الرواية بين الأقدام من جديد.

لم ييأس منذر من حظ روايته المتعثر، فعاد إلى كتابتها مجددا وللمرة الثالثة، لكن قدر المسودة الجديدة لم يكن أفضل من سابقاتها، فقد صُودرت الرواية مرة أخرى بالتزامن مع اضراب الأسرى عن الطعام عام 2012، حين اقتحمت قوات الاحتلال السجون، وبعدها قرر منذر عدم كتابة الرواية نهائيا.

ولد الأسير الصحفي منذر مفلح في الكويت عام 1974، وبعد ستّ سنوات من مولده عاد إلى مسقط رأسه في قرية بيت دجن قضاء محافظة نابلس، حيث عاش فيها بضعة شهور، وقامت سلطات الاحتلال بترحيل عائلته إلى الأردن، ومنها انتقلت إلى عدة دول كالعراق ولبنان قبل أن يعود إلى فلسطين عام 1987 مع اندلاع انتفاضة الحجارة.

تعرض منذر للاعتقال أول مرة في عام 1994 قبل تقديمه امتحان الثانوية العامة بعدة أسابيع حيث حُرم منها، وبعد الإفراج عنه عاد لتقديم الثانوية العامة وقد نجح بها بامتياز، ومع بداية عام 1999 بدأ الاحتلال في مطاردة منذر، لتندلع بعد ذلك بعام انتفاضة الأقصى ليستمر منذر في عمله النضالي، إلى أن اعتقل عام 2003 وحكم عليه بالسجن لمدة 33 عاما.

 نجح منذر خلال فترة مطاردته من قبل قوات الاحتلال، في دراسة الصحافة وإدارة الأعمال في جامعة النجاح في مدينة نابلس، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 2001، ليكمل تعليمه في السجون بعد اعتقاله في 2003 ليحصل على شهادة الماجستير في الشؤون والدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس.

أصدر منذر من داخل السجون العديد من المقالات والدراسات والأبحاث التي نشرت في أكثر من موقع، وله مجموعة من القصص والقصائد، ورغم ضياع روايته البكر ثلاث مرات، إلا أن ذلك لم يمنعه من إصدار رواية قصيرة بعنوان “الخرزة” التي رأت النور وسافرت إلى مختلف دول العالم، وهو يعكف حاليا على كتابة روايته الثانية، كما يؤكد شقيقه نضال منذر لـ “بال غراف”.

شكلت تجربة تنقل العائلة قسريا بين عدد من الدول، فرصة لنضال للاطلاع على معاناة الفلسطينيين، ورأى ضرورة لإيصال تلك المعاناة إلى العالم أجمع عبر الصحافة، وهذا كان أحد الأسباب التي دفعته إلى دراسة الإعلام.

ويقول نضال ” كان منذر منذ صغره يملك شغفا بالإعلام واهتمام بالأخبار والقصص وأدب الترحال والمعلومات التاريخية، كما كان لديه إلماما بالتاريخ الفلسطيني والعربي والروايات الشعبية منذ صغره، لذلك توجه إلى دراسة الإعلام وهو مقتنع أن الظلم على الشعب الفلسطيني يجب أن يصل إلى العالم، وينتقد دائما غياب إعلام حقيقي يعمل على ذلك”.

التحق والد منذر في الثورة الفلسطينية منذ بداياتها وعمل مع الشهيد وديع حداد، وقد عمل في الكويت، وفي عام 1980 رحل منها قسريا بسبب خلافات مع رجال أعمال كويتيين، حيث عاد إلى الأرض المحتلة لعدة شهور قبل أن يهاجر بعدها إلى الأردن، ومنها انتقل منذر إلى لبنان وهناك رأى ما يعيشه الفلسطينيين من واقع صعب وأليم وما تعرض له من مجازر، كما انتقل بعدها إلى سوريا والعراق، قبل أن تعود العائلة دون الوالد إلى فلسطين، وكل ذلك جعل لدى منذر إلماما حقيقيا بكل تفاصيل حياة الفلسطيني، إضافة الى القصص التي رواها له الوالد.

وعاش والد منذر عملية تهجير وترحيل طويلة، فبعد خروجه من الكويت عام 1980، عاد إلى فلسطين بحكم امتلاك زوجته هوية (مواطنة)، لكن ذلك لم يدم طويلا حيث تم ترحيله إلى الأردن، ومن ثم توجه إلى لبنان، وبعدها إلى أوروبا ومن ثم أفريقيا ومنها إلى غواتيمالا وأمريكا ليعود إلى فلسطين في عام 1995، عن طريق تصريح سياحي لمدة شهر، لكنه قرر البقاء وعدم السفر مرة أخرى.

وعلى الرغم من عدم عمل منذر في الصحافة بأسلوبها التقليدي، إلا أنه استطاع أن يلاحق شغفه رغم الاعتقال، فقد وصلت روايته “الخرزة” الصادرة عن دار الفاروق والصادر منها قرابة ألفي نسخة إلى دول، مثل: جيبوتي وأريتريا وكندا ومعظم الدول الأوروبية، مشيرا شقيقه نضال ” العديد من الأصدقاء الأوروبيين والعرب اليساريين تبنوا نضال وينشرون مقالاته في الدول الأوروبية بعد ترجمتها، لكن هناك بعض وسائل الإعلام المحلية رفضت أن تنشر مقالاته”.

وأضاف نضال ” في مرات عديدة نجح منذر في تهريب دراسات للمشاركة في مؤتمرات محلية أو دولية، وقد تبنت رابطة الصحفيين الأوروبيين الألمانيين منذر وقامت بنشر مقالاته ودراساته في العديد من المواقع والمؤتمرات”.

لم ترَ رواية منذر الأطول والأهم بالنسبة له النور لضياعها في مناسبات عدة، لكن منذر لا يزال يتملكه الشغف ربما لكتابتها مرة أخرى، لكن دون خوف من مصادرتها أو ضياعها بين الأقدام.

اعتقال الصحفيين

وقال نادي الأسير الفلسطينيّ في بيان صدر عنه في اليوم العالميّ لحرية الصحافة[1]، والذي يُصادف يوم غد الثلاثاء الموافق الثالث من أيار/ مايو من كل عام، إنّ سلطات الاحتلال تواصل اعتقال (15) صحفيًا في سجونها من بينهم الصحفية بشرى الطويل المعتقلة إداريّا، وتفرض عليهم ظروف اعتقالية قاسية، كما كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال. 

وتهدف سلطات الاحتلال عبر عمليات اعتقال الصحفيين، محاولة تقويض دورهم في كشف وفضح جرائم الاحتلال، وتقييد حرّيّة الرأي والتعبير[2]، حيث شكّل دور الصحفيّ الفلسطينيّ وما يزال دورًا نضاليًا خاصًا نتيجة لكثافة العنف الذي يواجهه خلال عمله، ومواجهته المستمرة لسياسات الاحتلال التّنكيلية منذ عقود، سواء كان ذلك عبر الملاحقة والتهديد والاعتقال.

اليوم العالمي لحرية الصحافة

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في كانون الأول/ ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 أيار/مايو باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.
ويعود تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى مؤتمر عقدته اليونسكو في ويندهوك في عام 1991. وكان المؤتمر قد عُقد في الثالث من أيار/مايو باعتماد إعلان ويندهوك التاريخي لتطوير صحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة. وبعد مرور ثلاثين سنة على اعتماد هذا الإعلان، لا تزال العلاقة التاريخية بين حريّة التقصّي عن المعلومات ونقلها وتلقيها من جهة، وبين المنفعة العامة، من جهة أخرى،تحظى بذات القدر من الأهمية. وسوف تقام سلسلة من الاحتفالات لإحياء الذكرى الثلاثين لاعتماد الإعلان خلال المؤتمر الدولي لليوم العالمي لحرية الصحافة.
ان يوم 3 أيار/مايو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة.

اليوم العالمي لحرية الصحافة | الأمم المتحدة (un.org)

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة