loading
انتخابات بيرزيت

مناظرة بيرزيت: أن أعيش في جلباب أبي

هيئة التحرير:

تعدُ مناظرة الأطر الطلابية في جامعة بيرزيت وجبةً دسمةً للمتابعين والمراقبين، كونها تأتي قبل يوم واحد من انتخابات يجمع النقاد والمحللين على اعتبارها مقياساً لرأي الشارع الفلسطيني وردة فعله على أداء الفصائل الفلسطينية، وبخاصة أنها تجري بعد عامين من الغياب بفعل فايروس كورونا.

وبين حضور الحجة السياسية وغياب الحجة النقابية في معظم إجابات مناظري الكتل على الأسئلة، يبقى السؤال كبيرا حول تأثير هذه المحاججة التي يغلب عليها الصياح، على تحقيق نتائج طيبة ونجاح، ورأي الطلبة في إصرار أطرهم على: “أن أعيش في جلباب أبي”.

وقال عميد شؤون طلبة بيرزيت السابق منير قزاز لـبال غراف”، “إن تأثير المناظرة بسيطا وليس كبيرا، ومن خبرتي كعميد لشؤون الطلبة، فان المناظرة مهمة وكل طرف يحاول ان يظهر مساوئ الطرف الاخر وليس محاسنه”.

وأشار قزاز إلى أن “الطلبة غالبا ما يكونون مؤطرين وجاهزين قبل الدخول الى المناظرة، ولديهم قرار حول وجهته قبل المناظرة، ولذلك فإن المناظرة تؤثر بأقل من 5 % من الطلاب الذين نقول عنهم “غير ملونين”، كما يمكن ان تكون المناظرة مؤثرة إذا شهدت احداثا غير عادية كصدور كلمات نابية من أحدهم، او اظهار امر خطير من قبل طرف ضد الطرف الاخر، لكن بشكل عام تأثيرها قليل.

ولفت أن الانتخابات تكتسب هذه المرة خاصية استثنائية كونها تأتي بعد عامين لم تجري بهما الانتخابات بسبب كورونا، لذلك من غير المعروف حجم الطلبة غير المؤطرين، ولذلك فان نتائج بيرزيت هذه المرة من الصعب توقعها.

ثلاثة أفواج من الطلبة (أكثر من ثلي طلبة الجامعة) الجدد الذين لم يسبق لهما المشاركة في الانتخابات، ولم يكون واضح لهم من قبل العملية الانتخابية ودور المجلس الحقيقي وما يتعلق بالانتخابات.

من ناحيته قال الإعلامي عبد السلام أبو عسكر: “تقديري أنا ما حصل اليوم في المناظرة في جامعة بيرزيت لم يؤثر على اراء الطلاب للكتل التي سينتخبونها، الواضح من المناظرة التي كانت أنها تلائم انتخابات سياسية أكثر من انتخابات طلابية، لو كنت كطالب لا يهمني المواقف السياسية للكتل المتنافسة بقدر ما يهمني البرنامج الانتخابي للكتل، البرنامج ماذا سيحقق للطالب في جامعة بيرزيت”.

وأضاف: “جميع الكتل الطلابية فشلت في تقديم برنامج انتخابي يخدم مصالح الطلاب، ما حصل هو استعراض بين طرفي الانقسام الشبيبة والكتلة الاسلامية، كل واحد منهم تبنى وجهة نظر فصيله بنفس الاسلوب بكيل الاتهامات والردح الاعلامي، كأن الطلاب لم يسمعوا ولن يشاهدوا هذا التهجم الاعلامي الذي حصل طوال ١٥ سنة بين حماس وفتح”.

الكتل الطلابية في هذه الحالة ترتكب خطأ جسيما، يجب أن يفهموا أولا وأخيرا إنها انتخابات نقابية، وانتخابات لمجلس طلابي يكون قادرا على مساندة الطلاب وتقديم الخدمات لهم ومساعدة الطلبة المحتاجين وتوفير السكنات، وتقيمي للكتل باستثناء قائمة الحزب الشيوعي الكل يأخذ درجة أقل من خمسة، وكتلة اتحاد الطلبة التقدمية هم الوحيدون من استعرضوا برنامجهم الانتخابي بين الكتل الباقية، كل هذا ناتج عن الانقسام الموجود.

صوت عبد السلام أبو عسكر
انتخابات بيرزيت

الإعلامي والأسير المحرر عصمت منصور قال: “أعتقد أن المناظرات تكاد أن تؤثر، واليوم تأثيرها قل وتراجع لأنه غابت عنها هموم الطلاب وغابت عنها القضايا التي تخص بشكل مباشر الطلاب، وأصبحت حلبة صراع وتنافس بين الفصيلين وهذه أصبحت للتعبئة أكثر منها استقطاب الأصوات، تعبئة المؤيدين وتعبئة الجمهور الذي يؤيد القائمة ويصوت لها ويهاجم الطرف الاخر، لم تعد  تقوم على الحجج والبرامج وما ستقدمه الكتلة وكشف وجرد حساب لما قدمته وأين قصرت الكتلة الأخرى  حتى تخاطب عقل الطالب وتطلعاته وهمومه كطالب جامعة، وهذا أثر على مستواها وزاد من حالة التشنج والتعصب داخل الجامعة وزاد من الهوة بين الطلاب وحول صراعهم لصراع سياسي لا علاقة لجامعة فيه بأي شكل.

صوت عصمت منصور

بدوره قال الصحفي أيهم أبو غوش: “في أي انتخابات سواء كانت سياسية عامة أو محلية، أو نقابية أو طلابية، الجمهور المستهدف من القاعدة الانتخابية، عبر أي كتلة أو حزب يقسم إلى خمسة أقسام؛ القسم الأول هو القسم المؤيد بشدة، القسم الثاني المؤيد، القسم الثالث المعارض، الرابع هو المعارض بشدة والخامس هو المحايد.

ولذلك أعتقد أن الفئات الأربعة سواء المؤيدة أو المعارضة لا تؤثر فيها كثيرا موضوع المناظرة لأنها تكون قد حسمت أمرها مسبقا سواء بناء على برامج سياسية كما في فلسطين منطلقات فصائلية وحزبية ومواقف سياسية نتيجة ممارسات أحد الأحزاب السياسية سواء معارضة أو مؤيدة وبالتالي يبقى هامش المناورة في موضوع الدعاية الانتخابية والمناظرة تحديدا ضمن فئة الفئة المحايدة.

وأضاف أبو غوش: “في فلسطين في الفترات الاخيرة هذه الفئة نتيجة ممارسات الأحزاب وطرفي الانقسام سواء في الضفة أو في غزة زادت نسبة الفئة المحايدة التي يعني ترى بأن هؤلاء الأحزاب في فلسطين شابهوا كثير من المغالطات سواء المتعلق في الانقسام أو الفساد وعدم وجود مشروع وطني تحرري واضح المعالم سواء عند هذا الطرف أو الطرف الاخر، وبالتالي هذه الفئة المحايدة تنظر إلى المناظرة بعين الاهتمام وهذه الفئة لا تشكل بالدرجة الأولى أكثر من ١٠ ل١٥%  كحد أقصى.”

وخلص للقول: “المناظرة تؤثر على جمهور الناخبين في حدها الأقصى ل١٥% جمهور الناخبين الذي يصنف بانه ضمن الفئة المحايدة وهذه الفئة يؤثر عليها موضوع الدعاية الانتخابية في درجة أو أخرى وكذلك يؤثر عليها تحديدا موضوع المناظرة بما تعرضه الكتل الطلابية من برامج سياسية أو حزبية أو فصائلية”.

أحيانا بعض الفئات الطلابية ربما تذهب لموضوع ليس فقط المحتوى الذي تتضمنه المناظرة وإن كان له أهمية كبيرة فيما تعرضه الكتل من محتوى انتخابي ولكن بعض التفاصيل الصغيرة تتأثر بها بعض الفئات التي تصنف بأنها محايدة، يعني أحيانا أسلوب الالقاء له علاقة بذلك ربما وسامة المناظر أو طريقة ارتداءه اللباس قد تلعب دورا في ذلك وبالتالي لا يمكن اغفال بأن المناظرة مهمة ولكن لا تؤثر على فئات كبيرة وإنما على الفئة الخامسة التي ذكرناها هي المحايدة هي التي تنظر للحظة الأخيرة بتقرر لمن تعكي صوتها، وبالتالي فرصة للطرف الذي يكون أكثر اقناعا سواء في موضوع تقديم برنامج انتخابي واضح أو في نقد منافسه السياسي  والطلابي بشكل واضح وسجل نقاط أكثر ممكن أن يحصل بعض الأصوات في هذه الانتخابات نتحدث هنا عن ٥١ مقعد ربما يكون هناك ٥ مقاعد يمكن تحديدها كأصوات من خلال المناظرة الطلابية

صوت أيهم أبو غوش
انتخابات بيرزيت

بيرزيت: نموذج للشارع

تحظى انتخابات جامعة بيرزيت، باهتمام عال وكبير لدى الشارع الفلسطيني، لتكون محط أنظار الجميع الذي يتابع بشغف وترقب كبيرين انتخابات الجامعة بكافة مراحلها من الدعاية الانتخابية للمناظرة الانتخابية وصولاً إلى يوم الاقتراع ونتائجه.

 يقول أستاذ الإعلام نشأت الأقطش الاهتمام الكبير لانتخابات جامعة بيرزيت يعود لكونها المؤسسة الوحيدة التي تلتزم بانتخابات دورية شفافة ومراقبة في فلسطين، مضيفًا إلى كونها تعتبر مؤشرًا على اتجاهات الرأي العام الفلسطيني، وذلك لأن جامعة بيرزيت بها كافة الانواع والأصناف والأديان والأفكار والأحزاب، ولذلك ينظر لها على أنها مؤشر على اتجاهات الرأي.

 واضاف أن جامعة بيت لحم يمكن اعتبارها أيضاً مؤشرا على ذلك ولذلك حظيت انتخاباتها ببعض الاهتمام، ولكن في مقابل ذلك لا يمكن اعتبار انتخابات جامعة النجاح والجامعة الإسلامية بغزة مؤشرا، كون الأولى تحكمها السلطة الفلسطينية ولم تجري فيها انتخابات منذ سنين، والثانية تحكمها حركة حماس بالجمر والنار ولذلك لا يمكن اعتبارهما مؤشراً، وهنا يكون الاهتمام في جامعة بيرزيت لأنها مؤشر على نبض الشارع وتوجهات الرأي العام

وأشار الأقطش إلى أن نتيجة الانتخابات تمكن الفصائل من معرفة حجمها ووزنها في الشارع الفلسطيني، فالطلبة الشباب هم من القرى والمدن المختلفة وهم يمثلون قراهم ومدنهم واتجاهاتهم السياسية، وهم عينة عشوائية تمثل إلى حد بعيد المجتمع الفلسطيني.

اهتمام الناس بهذه الانتخابات يدلل على أنهم تواقين لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس ووطني، وذلك لكي تعاقب الجماهير الطرفين لاستحواذهم وإهمالهم لهذا المطلب، ولذلك كان هناك إلغاء للانتخابات التي تقررت عام 2021، جازمًا أن إلغاء الانتخابات كان باتفاق بين الطرفين، لأنها لو أجريت لكشفت عن حجم حماس في غزة وفتح في الضفة، ولظهرت كتل جديدة لا تخطر ببال أحد.

وتوقع الأقطش أن يكون هناك إقبال من الطلبة على الانتخابات في الغد، في ظل الحشد والاستقطاب من قبل الحزبين الكبيرين فتح وحماس مع تواجد اليسار ولكن بنسبة أقل من حيث الزخم، مشيرًا إلى أن النتائج شبه معروفة فهي سجال بين فتح وحماس وهذا مؤشر على التنافس الكبير بين الحزبين وعلى مدى الاهتمام الكبير بالشارع الفلسطيني بالانتخابات والاستقطاب العالي بينهما، متسائلا هل ستشهد غزة مثل هذه التنافس والحدية إذا حدثت انتخابات، والإجابة ستعرف إذا أجريت بها انتخابات.

بدورها تقول أستاذة الإعلام انعام العبيدي أنها ما زالت تتابع بشغف أجواء المناظرة لانتخابات جامعة بيرزيت كما منذ سنوات طويلة، مرجعة ذلك لكونه وجود أي حراك شيء جيد أما الشيء السيء أن يكون هناك مواد وعدم اهتمام ولا مبالاة، لأن طالما الطلاب يتحركون ويعبرون عن رأيهم فهذا يبث الأمل

وأشارت إلى أن ذلك يُمَكِن الطلبة من التعلم من التجارب وأن يستطيعوا أن يبثوا الوعي لغيرهم، وأن تصبح ذكرى لهم في المستقبل ليتراجعوا عنها ويصححوها وربما يضحكون عليها، وهذا شيء مهم في وضع الطلبة والجيل، إضافة إلى أن اهتمام الطلبة وحماسهم وحتى وتعصبهم شيء جميل لأن السيء هو فقدان الاهتمام، أما اهتمام الناس بموضوع واحد فهو شيء رائع

وأكدت العبيدي أن اهتمام الناس بانتخابات الجامعة يعود إلى القِدم وحتى قبل مجيء السلطة الفلسطينية، فالاحتلال كان يعتبر بيرزيت هي منظمة التحرير الصغيرة، إضافة إلى أن الناس تعتبرها مؤشر على ما هو الوضع السياسي وما هي الأيديولوجيا والبرامج الموجودة في الساحة، إضافة إلى أن الناس تعتبرها مؤشر لقياس حجم الفصائل الكبيرة.

المناظرة الانتخابية

وفي وقت متأخر من يوم المناظرة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناظر الكتلة الإسلامية ومساعده وحشد من كوادر الكتلة في بلدة دورا القرع شرق مدينة رام الله واقتادتهم لجهة مجهولة

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة