loading
جامعة بيرزيت

طُب الجره ع ثمها .. بتتخرج البنت مع إمها

هيئة التحرير

لا تمر أيام التخرجِ من جامعة بيزريت، دون قصص مميزة في يومٍ تلو الآخر، ينتزع الفلسطينيون مساحة للفرح، تعلو الزغاريد وتنثر الورود، فلكل خريج حكاية، وحكاية اليوم لخريجتين أم وابنتها، قصة فيها من المثابرة ما يستحق الثناء، لأمٍ تفرغت للتعليم بعد أن صار أبناؤها شباباً وتخرجت مع ابنتها في يوم واحد، لينطبق المثل الشعبي مع تحويل بسيط، طب الجرة على ثمها بتتخرج البنت مع إمها.

نسرين حسين ٤٥ عاماً، أم لستة أبناء، حبها للعلم وطموحها للوصول لأعلى درجات جعلها تكمل مسيرتها التعليمية، وحول هذا تقول حسين لموقع “بالغراف”، :” جاءت فكرة دراسة الماجستير من حبي لإكمال تعليمي، وكنت قد أنهيت درجة البكالوريوس في تخصص أساليب اللغة الإنجليزية، وبعدها كبر حلمي، وأكملت وحصلت على دبلوم تربية”.

وتتابع حسين:” زاد الحلم والشغف في عقلي من أجل أن أكمل دراسة الماجستير، في الوقت الذي كانت ابنتي نوال تدرس تخصص اقتصاد أعمال، بدأت دراستي للماجستير، وأنهينا مع بعضنا البعض، علماً أنني درست البكالوريوس مع ابنتي أنوار وهي تدرس البكالوريوس ولكن في جامعات مختلفة”.

وعن تميز قصتها هذه المرة مع ابنتها نوال تروي حسين:”  قصتي أنا ونوال ابنتي غير لأنه كنا معاً في نفس الجامعة”.

وحول الصعوبات التي صادفتها تحدثنا حسين:”  واجهتنا صعوبات وخاصة في فترة الكورونا، ودراسة الأونلاين عبر موقع زوم، كوني كنت محتاجة لمساعدة تقنية وتكنلوجية خاصة على موقع زوم عند أهذ المحاضرات، فكانت ابنتي نوال داعمة لي كثيراً”.

في دراستها في الجامعة مع ابنتها تقول حسين، هذه المرحلة حاولت إيصال رسالة لكل أم ولكل امرأة، ورسالتي أن الأم الفلسطينية قادرة على تحقيق كل أمانيها، ولا يوجد شيء يعيقها لأنها امرأة معطاءة، تعكس قوتها وصمودها على غيرها، فنحن شعب يستحق الحياة وشعب ارادة عظيمة”.

وعن شعور ابنتها بهذا الفخر، تروي لنا نوال حسين طالبة اقتصاد أعمال في جامعة بيرزيت :” بداية بدي احكي أمي كانت الداعم الأول إلي، وهي اللي نصحتني أن أسجل في جامعة بيرزيت كونها من افضل الجامعات”.

وتضيف نوال:” شعور حلو أنه الأم وبنتها يكونوا مع بعض بنفس الجامعة ويتخرجوا مع بعض من نفس الجامعة، أمي كانت تساعدني وتنصحني وتدعمني، وتعطيني من خبرتها العملية والعلمية”.

وتكمل:” كنت أشوفها كيف بتتعب على حالها لتوصل هذا النجاح، وكيف توازن بين شغلها وعائلتها وتعليمها، ومنها تعلمت الارادة والعزيمة والمثابرة، رغم كل العقبات اللي كانت بتواجهها إلا أنها كانت مصممة على اكمال مسيرتها العلمية”.

وحاولت نوال أن توصل رسالة لوالدتها وتقول لها بأنها فخورة وترغب بأن ترى والدتها من نجاح لآخر لأنها سندها ودعمها وقدوتها في الحياة.

” ها قد انطوت صفحة من صفحات الحياة ،صفحة كان فيها الجد والأجتهاد رفيقاً على الدوام .الحمد لله أولاً وأخيراً لرب العالمين ،أيام مضت من عمرنا بدأناها بخطوة وها نحن اليوم نقطف ثمار مسيرة أعوام كان هدفنا فيها واضحاً وكنا نسعى في كل يوم لتحقيقه والوصول إليه مهما كان صعباً.ومن هنا اود ان اقدم التهنئة للمرأة المثابرة المجتهدة الداعمة ، ذات الاصرار والقوة والارادة ، من علمتني ان امضي نحو النجاح ، زميلتي في المقاعد الدراسية.. امي الغالية مبارك لكِ حصولك على درجة الماجستير في الادارة التربوية في جامعة بيرزيت وهنيئًا لكِ على نيل ثمرة المثابرة والإجتهاد والجهود الجمة التي بذلتيها لنيل المراد والوصول إلى أسمى الدرجاتها نحن قد وصلنا لنهاية مشوارنا في جامعة بيرزيت الأبية، ففيها كانت أولى خطواتي للمضي قدما نحو تحقيق أحلامي ، فالشكر إلى كوكبة أساتذتها اللذين سخروا كل إمكانياتهم وطاقتهم لأن أكون ذو علم وتأثير أينما كنت وحللت.وختاما ما كانت هذه النهاية بعد اربع سنوات سوى البداية لمرحلة جديدة سيكون عنوانها التقدم والتميز، وحتمًا سيكون موطنها بيرزيت، لهذا ستكون “أنت منذ بيرزيت غيرك”معهد العِلم المفدى دُمت بعزٍ وسلام ”

واصلت جامعة بيرزيت اليوم السبت 2 تموز 2022 احتفالاتها بتخريج الفوج الـ 47 من طلبتها من كليات التربية، والفنون والموسيقى والتصميم، والآداب، وذلك بحضور رئيس الجامعة د. بشارة دوماني، وأعضاء مجلس الأمناء والجامعة والهيئة التدريسية، وعدد من الشخصيات الفلسطينية، بالإضافة للطلبة الخريجين وأهاليهم.


وقدم نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. طلال شهوان كلمة الجامعة، والتي هنأ بها الطلبة وذويهم على تخرجهم، وقال: “هذا العام نفخر بتخريجِ الفوجِ الأولِ من برنامج بكالوريوس التصميم، وبرنامج بكالوريوس العلوم المالية الاكتوارية، وبرنامج ماجستير تمريض الأورام، وبرنامج ماجستير الهندسة المدنية، كما تم طرحُ عددٍ من البرامجِ الجديدةِ وهي: بكالوريوس الجيومعلوماتية، وبكالوريوس التعليم الجامع والتربية الخاصة، وبكالوريوس التصميم الداخلي، وماجستير المحاسبة والتدقيق، وماجستير إدارة سلسلة التوريد، وماجستير صحة المرأة، وبرنامج الدكتوراة في علم الحاسوب، وسيتمُ طرح برنامج الدكتوراة في الرياضيات بدايةَ العام القادم. “


وأضاف: “واصلت جامعة بيرزيت خلال هذا العام الأكاديمي عملها في تعزيز حضورها كجامعة رائدةٍ محلياً وعربياً ودولياً، من خلال تطوير برامجِها الأكاديمية، واستحداث تخصصات، وتطويرِ بنيتِها التحتية، واستحدثت تخصصاتٍ جديدةٍ جنباً إلى جنب مع العملِ الحثيثِ على تطويرِ قدراتِ طلبتِنا، الأمرُ الذي شهدناه في عددٍ كبيرٍ من المجالات، حيث حصد طلبتُنا الجوائزَ في مسابقاتٍ تنافسيةٍ على المستويين العربي والدولي.”


ومنحت الجامعة جائزة التميز في البحث العلمي للعام 2021/2022، لـ د. عبد الرحيم الشيخ من دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية، وذلك لإنجازاته البحثية الكبيرة في السنوات الأخيرة. أما جائزة التميز في التدريس فحصل عليها الأستاذ في كلية التربية وائل كشك، فيما حصل على كل من سوسن حمارشة من دائرة التسجيل والقبول ومحمود أبو عرفة من دائرة تكنولوجيا المعلومات على لقب الموظف المتميز وذلك لجهودهم التي ساهمت في استمرار تميز الجامعة.
وفي كلمة الخريجين، قالت وعد حسان “تخصص اللغة الألمانية”، أن سعادة الخريجين اليوم ممزوجة بحزن على فراق الجامعة، وفراق الأصدقاء والأساتذة. وأضافت: “ما بين الدمع والابتسام يقين بأن الحياة درب لا يجب أن نمر به مرور الكرام، فمع كل خطوة نخطوها يجب علينا أن نكون أناس فاعلين لا تستوقفنا الصعاب، ولا نغلق في وجه الأمل أي باب”.


وفي نهاية الحفل، وزعت الشهادات على خريجي الكليات المختلفة، بعد موافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه رئيس الجامعة.
يذكر أنه سيتم يوم غد الأحد تخريج طلبة كليات: العلوم، الصيدلة والتمريض والمهن الصحية، والهندسة والتكنولوجيا.
 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة