loading

تقرير الاحصاء: الشباب حائرون

هيئة التحرير

أشار تداول تقرير جهاز الإحصاء الفلسطيني حول مؤشر نسبة رضا الشباب عن ظروفهم الحياتية، موجة واسعة من ردود الأفعال المستغربة والمستهجنة لهذا المؤشر، إذا بلغ مؤشر الرضا في الضفة الغربية 72% مقابل 47% في قطاع غزة

وحول ذلك يقول محمد الجريدي مدير عام الإحصاءات الاجتماعية والسكانية في جهاز الإحصاء الفلسطيني أنه تم فهم النسبة بشكل خاطئ، وأن هذا مؤشر مستوى الحياة وليس الراضين بناء على استطلاع رأي وليس نسبة، وأضاف أن التقرير تناول انتهاكات الاحتلال ضد الشباب في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى البطالة الكبيرة في شقي الوطن.

واضاف أن الرضا عن مستوى الحياة المعيشية هو استطلاع رأي تم تنفيذه عام 2021 على فئة الشباب من عمر “18-29 عامًا” وهو مؤشر وليس نسبة، فهو مؤشر يقيس مستوى الرضا عن الحياة، وهو استطلاع رأي للشباب، يتم سؤالهم وهم يقومون بالإجابة من ” 1-10″ فالنسبة 47% في غزة تعتبر وكأنه طالب حاصل  في التوجيهي على 37%، وهذا يعتبر سيء جداً، وحتى نعتبر أن الوضع جيد يجب أن يكون المؤشر فوق ال80%،  فبهذا المؤشر نستطيع القول إن الشباب راضيين عن أوضاعهم المعيشية ولكن كان  المؤشر أقل من 60% لأن النصف لهذا المؤشر هو 60% لأنه من “1-10 وليس من 0-10″، ولذلك يعتبر المؤشر 47% في قطاع غزة سيء جدًا، أما في الضفة الغربية فكانت النتيجة 72% وهذا مؤشر مقبول لحد ما ولكنه غير ممتاز وهذا مستوى رضا متوسط. 

وأوضح أن الاستطلاع اعتمد في أسئلته للشباب على مدى رضاهم عن أوضاعهم المعيشية، فالشاب يجيب على السؤال من “1-10” فعندما تكون الإجابة من 1-5 يكون الوضع سيء وغير راضٍ، وعندما تكون 6 أو 7 يكون الوضع مقبول، أما إن كان 7 و 8 فالوضع جيد وأما حينما يكون 9 فالوضع جيد جداً، ولذلك عندما يكون المؤشر أقل من 60 فهو سيء، مضيفاً أن المؤشر تماشى مع الوضع البطالي السيء في غزة فكان المؤشر أيضاً سيء.

وأوضح أن الأسئلة المعتمدة في الاستطلاع كانت مباشرة وتمحورت حول “التعليم، والصحة، والعمل” وبهذا نستطيع معرفة الأوضاع الاجتماعية، وأيضا يُسأل الشباب عن رأيهم وذلك لمعرفة مدى ملائمة القياس مع رأيهم كشباب، حتى يتم المعرفة إن كان الشاب يستطيع تقييم نفسه كما هو الواقع أم لا، فهناك من يجيب كما هو الواقع وهناك من يجيب بالعكس بحيث يقول أن الوضع جيد وهو غير ذلك وبهذا يكون هناك حالتين إما أن هذا الشاب يتعرض للضغط ولا يريد الإجابة أو يشعر بالخوف أو إنه هو بنفسه لا يعلم واقعه، فنحن نريد أن نعلم أن الشاب يعلم بوضعه وواقعه بأنه سيء، أو أنه يتعرض للضغط ولا يرد الإجابة بالحقيقة أو أنه لا يدري بوضعه ويجب توجيهه ليدرك واقعه ويعرف حقوقه، مضيفا أن هذا الاستطلاع يحاكي الواقع، فهناك وضع سيء للشباب في غزة بالذات يقابله رأي سيء للشباب في واقعهم وهذا يتوافق مع بعضه البعض.

واضاف أن المؤشر في الضفة 72% ليس مؤشراً ورديًا وليس ممتازا، ونسبة البطالة في الضفة 14% غالبيتها من الإناث والشباب المتعلمين الذين يرفضون العمل في المهن الأولية، فهناك بطالة بفئة معينة في الضفة وبطالة عامة في غزة

وأضاف أنه تم نشر ما نتج عن التقرير بصورة خاطئة وهو ما خلق البلبلة وردة الفعل من قبل الشباب، فتم نشر الموضوع وكأنه نسبة ولكن هذا غير صحيح فهو تناول مؤشر مستوى الحياة المعيشية وليس نسبة رضا الشباب عن الحياة كما نُشِر، فالوضع في غزة سيء ونسبة الرضا سيئة والبطالة عالية، وفي الضفة الغربية فالوضع ليس ممتاز ولكنه معقول ومقبول لبعض الفئات.

بدوره يرى بدر زماعرة مدير شارك الشبابي أن استطلاعات الرأي في كثير من الأحيان تكون انطباعية وتعبر عن حالة ما في ظرف ما بوضع ما، مضيفاً أن الانعاكسات الحقيقة والواقعية تعاكس هذا الرقم، فهناك نسبة بطالة مرتفعة وهناك انتهاكات شديدة يقوم بها الاحتلال إضافة إلى استمرار الانقسام وانعدام حالة الديمقراطية، مضيفاً أنه من الواقع الذي يراه ويعايشه مع الشباب فالوضع يختلف عن الرقم الذي نُشِر.

واضاف أن لديهم الكثير من  الاستطلاعات السابقة التي تتحدث عن 52% يشعرون بخيبة أمل تجاه المستقبل نتاجاً للظروف المعيشية، مضيفا أن الفئة العمرية بهذه الاستطلاعات يقولون إنهم لم يقوموا بالمشاركة بأي عملية ديمقراطية، ولم يشاركوا بأي إنتخابات ولم يشعروا بأنهم يعيشون ببلد بها استقرار، مضيفاً أنه باعتقاده أن هذا الرقم بحاجة إلى إعادة قراءة ومراجعة لأن الشباب بردة فعلهم حول هذا الرقم يقولون أنهم لم يُستشاروا ولم يُسألوا ولم يشاركوا بأي استطلاع من هذا النوع

واضاف أن واقع الضفة الغربية واقع صعب جداً فهناك الحواجز والانتهاكات اليومية والحالة النفسية التي يعيشها الشباب إضافة إلى عمليات الهدم اليومية، ولذلك تصوير أن الضفة تعيش حالة من الرفاهية غير صحيح، مشيراً إلى أنهم  كمؤسسة يعملون مع الشباب، فإنهم يرصدون انتهاكات طويلة الأمد في الضفة ونوعية في غزة ” نوعية كحرب” وانتهاكات يومية في الضفة من خلال الهدم والحواجز والاعتقالات والقتل.

وشعور الإحباط الذي يعيشه الشباب هو بسبب غياب الشعور بالأمان بسبب الانتهاكات والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال، إضافة إلى حالة الانقسام التي يعيشها الشعب، فالتعبير عن الرأي يراوح مكانه، إضافة لحالة البطالة فبعد الدراسة لوقت طويل يجد الشاب نفسه دون عمل، إضافة إلى حالة الاغتراب التي يعيشها الشباب والناتجة عن تمزق مجتمعي كبير بسبب تقسيم أوصال الوطن، وهذه تنعكس بشكل كبير عليهم بحسب زماعرة.

وأكد على ضرورة وجود عمل أكثر مقاوم، عمل يعزز الصمود من خلال سياسات اقتصادية واجتماعية مُنصفة للشباب، فالشباب هو أصحاب القضية، ويجب أن يُعطوا فُرصًا أكبر من خلال الهياكل التنظيمية للأحزاب السياسية، والتفكير بسياسات داعمة لوجود الشباب في المناطق ” ج” لمكافحة ما يقوم به الاحتلال بشكل ذكي، ولذلك يجب دعم الشباب، إضافة إلى حاجة لانتخابات لتجديد كافة الأجسام النقابية والمؤسساتية والتشريعية.

من جانبها تقول الحقوقية والناشطة الشابية فرح سلمي أن المؤشر هذا من الممكن أنه استهدف فئة معينة تحت ظروف معينة ولكنه لم يستهدف شريحة واسعة من الشباب، لأن من ينخرط مع الشباب وخاصة الفئات المهمشة والشباب العاطل عن العمل فستكون النسبة له مستهجنة وليست مبنية على معايير واضحة

وتتساءل الناشطة هل مؤشر السعادة يقاس من خلال سؤال أم من خلال عوامل أساسية يتم تحديدها بناء على ما يعيشه الشباب في العالم، فأنت تقارن بين الشباب الفلسطيني وما بين غير الفلسطيني حتى يكون هناك إمكانية للقول هل هناك مؤشر رضا أو لا يوجد، مضيفة أن من يعايش الشباب ويتعامل معهم سيرى نسبة كبيرة منهم تعاني من الإحباط، ونسبة عالية منهم تعاني من البطالة، ونسبة عالية من الاستهجان لديهم حول من أين يبدأون حياتهم وكيف يبدأون، ولذلك فالمؤشر غير صحيح ولو تم استهداف فئات مختلفة لكانت النسبة بالتأكيد مختلفة

واكدت أنه حتى 47% في غزة فهي ومع أنها سيئة إلا أن الوضع والواقع أسوأ من ذلك بكثير، مضيفة أنها وبعد تعاملها مع فئات متعلمة من غزة أظهرت أن هذه الفترة تعاني من الاكتئاب والإحباط وشريحة واسعة منهم لديهم محاولات انتحار، وهذه فئات متعلمة ومدركة للواقع فكيف بباقي الفئات، مضيفة أن 72% في الضفة والتي قد تُظِهر أنها جيدة فهي غير مدروسة  ولا تنم عن تعامل مع الشباب بشكل أو بآخر

وأضافت أنها تتعامل مع الفئة العمرية من “18-29 عام” وأكثر ما يتداوله الشباب بينهم هو الظروف الاقتصادية الصعبة، بسبب الغلاء المرتفع في ظروف المعيشية في الضفة، فيبقى الشاب في حيرة بين أن يكمل تعليمه بعد نجاحه في الثانوية أو أن يبدأ بالعمل، فالإشكالية الاقتصادية هو أكثر شيء تسمعه من الشباب، فالشاب دائما يبقى يتساءل عن كيفية إمكانية تأمين مستقبل معيشي كريم له 

واكدت أنه من واجب الدول توفير فرص عمل للشباب تكافئ نسبة خريجين كل عام، إضافة إلى حاجة الشباب للتوعية حول التخصصات بأنه ليست فقط التخصصات المطروحة للدراسة هي التي بحاجة  للبحث ولكن هناك مجالات كثيرة يستطيعون تطوير أنفسهم بها وقد تكون مصدر دخل لهم، وهناك مشكلة تقع على عاتق الجامعات أيضاً فهي تعتمد أسلوب التلقين، بحيث يكون ما يتعمله الطالب في الكتب بعيد عن السوق العملي ومتطلباته، فهناك خلل من الحكومة والمجتمع المدني والجامعات والجهات التعليمية، إضافة إلى الأفراد الذين يقصرون بحق أنفسهم، أو أنهم لا يملكون الوعي الكافي لتدبير أمورهم 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة