loading
تيك توك انتفاضة النابلسي

اسرائيل تحرض على “انتفاضة التيك توك”

هيئة التحرير

لم تدع قوات الاحتلال الإسرائيلي مواقع التواصل الاجتماعي بحالها، وحرضت الشركات المالكة لها على المحتوى الفلسطيني، حتى بات مستهدفًا بشكل حصري من بين المحتوى الرقمي العالمي، لكن “إسرائيل” يقلقها الآن، لجوء الفلسطينيين إلى تطبيق “تيكتوك” المملوك لشركة صينية، وتحاول التحريض على ذلك التطبيق، في محاولة للتأثير على سياسة الشركة تجاه الفلسطينيين، الذين تحارب “إسرائيل” نقل روايتهم إلى العالم.

وتصاعد التحريض على “تيكتوك” كون سلطات الاحتلال لا تملك أي تأثير على الشركة الصينية، خاصة مع كل عملية أو استشهاد ناشط أو مطارد، وشنت هجوماً غير مسبوق على التطبيق الصيني خلال مطاردتها الشاب إبراهيم النابلسي الذي اغتالته قوات الاحتلال في التاسع من أغسطس\ آب الماضي في قلب البلدة القديمة من نابلس، والذي كان يستخدم التطبيق، فما علاقة النابلسي؟

“إرهاب التيكتوك”!!.. ما علاقة الشهيد النابلسي؟

خلال فترة مطاردته، انتشرت فيديوهات على تطبيق “تيكتوك” للشهيد النابلسي، لكن قوات الاحتلال لم يرق لها ذلك، وشن الإعلام الإسرائيلي حملة تحريض واسعة على التطبيق الصيني وبدأت وسائل الإعلام الإسرائيلي بتداول مصطلح “إرهاب التيكتوك”.

يقول الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي لـ”بالغراف”: “لقد استفزت إسرائيل من حضور الشهيد النابلسي خلال فترة مطاردته على تطبيق (تيكتوك)، ووصفت ذلك بأنه (إرهاب التيكتوك)، في محاولة منها للضغط على الشركة الصينية من أجل استهداف المحتوى الفلسطيني، كما فعلت مع تطبيقات شركة (ميتا) الأميركية، لكنها لم تنجح بإرضاخ (تيكتوك) لها حتى الآن”.

والنابلسي ناشط فلسطيني ينشر فيديوهات ورسائل له، كغيره من الشبان، لكن إسرائيل خشيت، بحسب البرغوثي، أن يكون له جمهور على (تيكتوك) ومتابعين، وأن يقلده الآخرين بأفعاله، “لذا وصفت إسرائيل حضوره بأنه (إرهاب التيكتوك)، في خشية منها لأن يصبح النابلسي ظاهرة يقلدها الشباب الفلسطيني، فشنت حربًا تحريضية على التطبيق الصيني”.

“تيكتوك” الفلسطيني.. محاولات للاستهداف

خلال السنوات الماضية، تمكنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من بالضغط واستهداف المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي في “فيسبوك”، وتويتر”، و”انستغرام”، و”يوتيوب”، كون تلك التطبيقات أميركية، لكنها لم تفلح حتى اللحظة بالضغط لاستهداف المحتوى الفلسطيني على “تيكتوك”، كونه تطبيق لشركة صينية.

يقول الصحفي خلدون البرغوثي: “صحيح أنه تم استهداف المحتوى الفلسطيني ببعض حسابات (تيكتوك)، لكن ليس الأمر بظاهرة، وربما تحاول إسرائيل الضغط من خلال علاقاتها على (تيكتوك)، خاصة أنه كانت هنالك محاولات لحظر التطبيق في الولايات المتحدة، والشركة الصينية تخشى بالنهاية حظرها في الدول الغربية، وقد تتشدد بإجراءاتها على المحتوى الفلسطيني”.

ووفق البرغوثي، فإن التحريض الإسرائيلي لا يشمل فقط المحتوى الفلسطيني، بل الشركة الصينية نفسها المالكة لـ”تيكتوك”، لكن بالإمكان عدم السماح لإسرائيل بالنفوذ على “تيكتوك”، من خلال طبيعة العلاقات الفلسطينية الصينية وتعزيزها، بعكس شركة “ميتا” الأميركية والتي تضم مسؤولين إسرائيليين بالشركة.

انحياز الشركات الأميركية

لم يعد يخفَ على أحد الانحياز الواضح لتلك الشركات الأميركية المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن شركة “ميتا” لها مركز أبحاث وتطوير لـ”فيسبوك” في أميركا، ومركزان مماثلان في العالم أحدهما في لندن والآخر في إسرائيل، وهو ما يبن بكل وضوح حجم التأثير الإسرائيلي عليها، لكن في مقابل ضعف إسرائيلي بالتأثير على “تيكتوك”، وفق الصحفي البرغوثي.

لكن البرغوثي، يؤكد أن إمكانية نجاح التأثير الإسرائيلي على “تيكتوك” أمر وارد، حيث إن الجهد الإسرائيلي بهذا الشأن لم يتوقف، وإسرائيل معنية بالتأثير على مواقع التواصل بشكل عام، فهي لا تريد أن لا يكون هنالك تأثير للفلسطينيين على مواقع “التواصل”.

وما يؤكد انحياز تلك الشركات، بكل وضوح أن “إسرائيل” فيها مكتب ممثل لـ”فيسبوك” في بلد واحد ويعمل به 200 شخص، بينما  23 دولة عربية يمثلها مكتب واحد في دبي ويعمل به 20 موظفًا، وهذا يدلل على الفرق الواضح، بحسب ما يؤكده المستشار في “النمو الرقمي” خالد الأحمد في حديث لـ”بالغراف”.

ويؤكد الأحمد ان إسرائيل تمكنت من الضغط على “فيسبوك” والتأثير على المحتوى الفلسطيني، من خلال “اللوبي اليهودي” لكن في الصين لا يوجد لديها ضغط على شركة تقنية، والقضية لا يمكن لها في “تيكتوك” أن تذهب باتجاه استهداف المحتوى الفلسطيني.

ووثق مركز “صدى سوشال” أكثر من 360 حالة انتهاكٍ للمحتوى الفلسطيني في شهر أغسطس\ آب 2022، تضمنت حسابات الصحفيين والنشطاء في عدد انتهاكات هو الأكبر منذ بداية هذا العام، والتي تصاعدت مع زخم الأحداث في الساحة الفلسطينية، وتركزت هذه الانتهاكات مع الاعتداءات الإسرائيلية الواسعة في العدوان الأخير على قطاع غزة، تبعها الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة نابلس في 9 أغسطس\ آب 2022.

وكانت المنصات التي تديرها شركة “ميتا” في أعلى المنصات ارتكابًا للانتهاكات، إضافة إلى 40 انتهاكًا على منصة تويتر، و9 انتهاكات عبر “تيكتوك” تضمنت حذف حسابات بشكل كامل، أما منصة “يوتيوب” فتم توثيق 4 انتهاكات على القنوات الإخبارية والفلسطينية.

إسرائيل تستغل تهمة “الإرهاب”

دأب الاحتلال الإسرائيلي على اتهام الآخرين بالتحريض، وهو ما تخشاه الشركات في الدول الغربية، كي تبقى خارج وصمها بالإرهاب وأن لا تحاكم بناء على ذلك، أو يتم حظرها، فيما تستغل “إسرائيل” أية فرصة وأية أحداث تجري للتحريض على تلك الشركات التقنية، وفق الصحفي خلدون البرغوثي.

ومن طرق التحريض على تلك الشركات وفق البرغوثي، استخدام مصطلح “إرهاب التيكتوك”، بأنه يحرض على وقوع عمليات تصفها “إسرائيل” بأنها “إرهابية”، لتستخدم رافعة ضغط على الشركة لتنفيذ جزء من المطالب الإسرائيلية باستهداف المحتوى الفلسطيني، و”التكيتوك” بات المنصة الاجتماعية التي يلجأ إليها الناشطون الفلسطينيون لبث رسائلهم، فيما تتصاعد الضغوط الإسرائيلية على الصين للضغط عليها باستهداف المحتوى الفلسطيني.

المستشار في “النمو الرقمي” خالد الأحمد، يؤكد أن “إسرائيل” استغلت قضية “الخوارزمية” للمنصات الرقمية، وأن هنالك أشخاص فلسطينون لديهم نفس الاهتمامات، وتم التحريض على شركة “فيسبوك” في البداية أنها تشجع “فكر المقامة الفلسطينية”، ومساعدة الفلسطينيين بالهجوم عليها، ثم استغلت وجود قتيل يهودي أميركي بإحدى العمليات فتم رفع قضية من قبل عائلته بمحاكم نيورك ضد “فيسبوك” بأنه السبب بقتل أبنائها.

ووفق الأحمد، فإن هنالك علم يسمى “التحاليل التنبئية” استخدم في الولايات المتحدة الأميركية، بحيث يتم التنبؤ بالجريمة قبل حدوثها، من خلال رصد البيانات الضخمة لجريمة معينة ويتم بعدها التتبع العكسي لأنماط وسلوكيات الأشخاص، ورصد حساب ينشر كلمات محددة لفترة معينة بأن هنالك إمكانية أن يرتكب الجريمة بنسبة عالية، ونفس الفكرة استخدمتها “إسرائيل” بأن شخص ما سيقوم بعملية ضدها، ثم كان هناك تطبيق لمحتوى الكراهية في منصات التواصل الاجتماعي.

الإعلام الإسرائيلي بوق أجهزة الأمن!

يعد الإعلام الإسريلي بحسب الصحفي خلدون البرغوثي، ناطقًا باسم المنظومة الأمنية الإسرائيلية بما يتعلق بادعاء التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، فمثلاً تم تبني مصطلح “إرهاب التيكتوك” من قبل معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وتتبنى وسائل الإعلام الإسرائيلية غالبًا، الرواية الأمنية الرسمية، لكن بالمقابل بما يتعلق برواية فيها إدانة للأمن الإسرائيلي، كما حدث مع قضية الشهيد محمد سباعنة الذي قتل وهو يبث ما يجري عبر تطبيق “تيكتوك” خلال اقتحام مدينة جنين قبل أيام، وحال الإعلام الإسرائيلي الترويج بأنه قتل أثناء اشتباك مسلح، في تجاهل واضح لما جرى مع الشهيد سباعنة، وفق ما يؤكده الصحفي البرغوثي.

ويشير البرغوثي إلى أنه حتى في قضية استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة تجندت وسائل الإعلام الإسرائيلية لصالح الرواية الرسمية، بينما امتنع مراسلو القنوات الإسرائيلية الذين عادة يغطون الأحداث الفلسطينية، إعداد تقرير عن حقيقة ما حدث في قضية قتل شيرين، لأنهم بكل بساطة سيصلون إلى ما وصل إليه الإعلام الأجنبي، وبالتالي خوفهم من تبني الرواية الفلسطينية، بينما برر صحافيون آخرون قتلها واستهداف نعشها، مدعين أن شيرين تعمل بقناة منحازة وتؤيد المقاومين.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة