loading

في رام الله.. عرض ازياء من البحر والفضاء !!

هيئة التحرير
عرض أزياء تحدى التقاليد، وتصاميمه “غريبة”، فتارة تجسد فراشات نادرة، وأخرى فنجان قهوة، ومرة أبشع أنواع الأسماك، ومنها مستوحاة من الفضاء، لكنها وفق منظمو عرض أزياء نظم بمدينة رام الله أمس الإثنين، تحمل رسائل، ولكنها لاقت انتقادات واسعة وتساؤلات حول مغزى هذا العرض.

عرض أزياء أقيم أمس الإثنين في مدينة رام الله، تم بإشراف أكاديمية “أدمون أكاديمي” لتعليم تصميم الأزياء، وهي ملابس صممت وأنتجت من قبل طلبة الأكاديمية بإشراف “أدمون امسيح، وشريكه بالأكاديمية يوسف عليوي”.

عرض تعبيري

“ليس شرطاً أن تلبس هذه الملابس، وهي تكفي أن تكون لوحة وتعبر عن رمزية معينة، ونوصل بها رسالة، هذا القطاع مهم، خاصة أن له اهتمام عالمي”، يقول أحد المشرفين على العرض أدمون امسيح لـ”بالغراف”.

ووفق امسيح، فإنه يدرك أن هنالك الكثير من الانتقادات على هذه الأزياء بتصاميمها، لكنه يدرك كذلك وجود الكثير ممن يقدرون هذا الفن، ويقول: “بالنسبة للكثيرين ينتقدون العرض، كونه شيئًا غريبًا، لكن الكثيرين استوعبوا فكرته، هذا العام هو الأول للعرض، وسنجريه كل سنة، لطلبة الأكاديمية، بأفكار أخرى جديدة”.

ويرى مصمم الأزياء والشريك في الأكاديمية يوسف عليوي في حديث لـ”بالغراف”، أن تدريس تصميم الأزياء يجب أن يتم عملياً وبتطبيق الأفكار، وأن يكون التصميم مبتكرًا، وأن كل طالب يجب أن يكون لديه مصدر استلهام.

اختار الطلبة أن يكون استلهام تصاميمهم من أبشع أنواع الأسماك، ولوحات فنية، ومن الشهب والطيور والفراشات، ومن الورد الصناعي، وكل هذا ليقولوا للعالم أنهم يستطيعون أن يخرجوا بمصممي أزياء، ولتغيير نظرة المجتمع والتأكيد على وجود مصممي أزياء قادرين على استخراج تصاميم من أعماق أفكارهم، فيما ظهرت تصاميم عصرية لاقت استغرابًا وعلامات استفهامية كثيرة، فحملت بعض التصاميم شكل فنجان القهوة وآخر شكل الجريدة.

يبين عليوي، أن الرسالة واضحة من خلال التصاميم بأن “لدينا قدرة على تخريج طلاب مصممين خلال فترة قصيرة جداً، استغرقت أربعة شهور، نحن من هذه البلد فتصميم فستان فنجان قهوة كان رسالة للمجتمع (يكفي القتل والدم الذي يحصل وينتهي بفنجان قهوة)”.

زي يمثل فلسطين

ختمت لورين امسيح وهي أحد القائمين والمشرفين على عرض الأزياء وملكة جمال فلسطين عرض الأمسن بارتداء زي الأسرى، حيث تقول لـ”بالغراف”: “هذا الزي من فكرتي وتصميم الأكاديمية والطلاب، بكل مسابقة أشارك بفقرة الزي الوطني، بأن يكون شيئًا مستوحى فلسطين والمعاناة التي يمر بها الشعب”.

توضح لورين، “كانت هناك عدة أفكار، ولكن شعرت أن زي الأسرى ووجود كتابات فيه سيكون معبرًا ويسلط الضوء على الأسرى، وبنفس الوقت يمثل كل فلسطيني، فنحن مأسورون في أرضنا فعلياً”.

أما بالنسبة للانتقادات التي قوبل بها العرض، فإن لورين تؤكد أنها موجودة دائماً، ما يدل على النجاح، وتقول: “نحن إيجابيون، وننظر للجزء الممتلئ من الكأس، والفكرة الرئيسية وصلت لأناس خارج فلسطين وهذا الأهم”.

فستان من أبشع الأسماك!

الشابة آية سرابتة (29 عاماً) صممت وأنتجت سبعة فساتين على مدار أربعة أشهر، حيث استلهمت آية مجموعتها من تصنيفات عدة وصولًا لأبشع أنواع السمك، عبرت من خلاله عن استيائها لنظرة المجتمع للجمال الخارجي واهتمامه المبالغ فيه لمنظرنا ورأي الناس فينا، غاضين النظر عن أن الجمال الحقيقي والفعلي هو “أرواحنا، ضحكتنا، وطريقة تعاملنا مع الناس، والأهم أخلاقنا”.

تقول آية لـ”بالغراف”: “لأجل ذلك استوحيت تصميمي من أبشع الأسماك فأخذت لونه من لون جلد السمكة، والطبقات كانت عبارة عن نتوءات بارزة كما في السمكة، وحتى العارضة وهي تمشي كانت تظهر حزينة ومشمئزة”، مشيرة إلى أن المصمم يرى الأشياء بالطريقة التي يحب “حتى لو لم تكن لائقة سوف ترى الجمال رغم القباحة المجمع عليها”.

ووفق آية، فإن تصاميمها تعبر بشكل أساسي عن نظرتها للناس والحياة، وأن الناس دائماً ترى بعينها وليس بقلبها، ونحكم على الآخرين دون أدنى شفقة أو تكبيدهم معاناة يعيشونها بسبب كلامنا.

 آية التي تشجع هذا التنوع الثقافي والفني كتصميم الأزياء والفن، ترى أنه يجب على المجتمع أن يكون أكثر مرونة في تلقي الحدث أو الصورة، وتقول آية: “نحن أبناء شعب واحد يجب أن ندعم بعضنا دون أن نقلل من جهد وتعب أي شخص، فكل شخص لديه أمل أن يصنع لنفسه مستقبلًا”.

ليس مجرد قطعة قماش

بالنسبة لليلى شنارة وهي خريجة إعلام من جامعة بيرزيت، فإن الأزياء والموضة كانت محط اهتمامها منذ صغرها، توصل من خلالها أية رسالة للناس، والأزياء ليست مجرد قطعة قماش مخيطة بطريقة معينة، بل هي لوحة فنية ترمز لشيء معين، فكل مصمم تكون له فكرة يحب أن يوصلها، تؤكد ليلى في حديث لـ”بالغراف”.

شاركت ليلى بتصميمين في عرض الأزياء، استوحتهم من الملوك اليونانيين، وعكست عظمة زيهم بتصاميم راقية وأنيقةوهي تعطي المرأة قوة وعظمة وفخامة، ولكن بطريقة بسيطة وعصرية، فركزت في تصاميمها على اللون الأبيض والذهبي، وهي ألوان الملوك اليونان القدامى.

حلم نحو دور الأزياء العالمية!

دارين ورني من بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، تؤكد في حديثها لـ”بالغراف” أنها شاركت بالعرض لأن حلمها دخول عالم الأزياء، وخوض تجربة قريبة على دور الأزياء العالمية، وتعتبر عرض الأزياء مساحة تستطيع أن تعبر فيها عن نفسها، وأن تظهر للعالم تصاميمها دون أن تتقيد بأفكار محددة‏.

استلهمت دارين تصاميمها من السدم الموجودة بالفضاء، والتي تكون على شكل غازات ملونة بالفضاء، فهي ترى أنها تعبر عنها، لذلك اختارت هذا النوع من الاستلهام في تصاميمها.

لوحات مستوحاة

خمسة تصاميم أزياء شارك بها الشاب أحمد عبد الله بعرض أمس، استوحاها من أشهر اللوحات الفنية، وهي لوحة القبلة للفنان النمساوي غوستاف كليمت، ولوحة الطفل الباكي للفنان الإيطالي جيوفاني براغولين، ولوحة زهرة اللوز للفنان الهولندي فان خوخ.

ويقول عبد الله لـ”بالغراف”: “إن استلهامي للفساتين كان من ثلاث لوحات فنية من العصور القديمة، فقمت بتصميم فستانين من كل لوحة، فأحد الفساتين كان يعبر عن العلاقة الزوجية وأي اثنين تربط بينهما علاقة حب، فجسدت الفساتين بلونين تعبر عن الذكر والأنثى وكأنها لون واحد، واللوحة الأخرى كانت فساتينها باللون الأبيض كلون الزهر ولون البني الذي يدل على سيقان شجرة اللوز، وهذا التصميم يرمز للحياة الجديدة والمستقبل والنمط الجديد، أما الفستان المستوحى من لوحة الكفل الباكي فهو طفل عاش حياة تعيسة ويبكي ولكني أخذت الفكرة من الجانب الآخر فأخذت لون عيونه فاستوحيت تصميم فستاني من جمال عيون الطفل”.

أحمد عبد الله مهندس طيران لكنه اتجه نحو الفن والرسم والتصميم، فترك بصمته في عرض الأزياء لينقل اللوحات الفنية غلى الواقع بتصاميم عصرية.

فراشات محمية

استوحت الشابة غدير شهاب تصاميمها من فراشات موجودة بمنطقة محمية بنيكاراغوا بأمريكا اللاتينية، وهذا ما اعتبرته تحديًا لها، لأنها أضافت الطابع العصري للتصميم، وهو بالأصل مستوحى من الطبيعة، تؤكد غدير في حديث لـ”بالغراف”.

تعتبر غدير شغفها وتصاميمها رسالة تصل فيها لكل من يشعر أن لديه موهبة ولكن لا يعلم كيف يستثمر فيها أنه يستطيع، وتقول: “مهما نرى أنفسنا أننا محبطين ولا نعلم نحن أين، هي فقط خطوة واحدة بان يضع الإنسان الهدف أمامه، وبعدها يستطيع أن يكمل وبسرعة بأي مجال يجد ذاته فيه، الخطوة الأولى صعبة لكن المتبقي سهل”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة