مجزة نابلس: صفعة في وجه التفاهمات مع السلطة

حلوة عاروري

مجزرة جديدة في نابلس وفي وَضَحِ النهار، أحد عشر شهيداً، ارتقوا وما يقرب من ١٠٠ جريح، تلك كانت حصيلة اقتحام نابلس الذي استمر لأكثر من أربع ساعات، جريمة جديدة تأتي بعد آخر تفاهمات مع السلطة الفلسطينية وكان من ضمنها تقليل اقتحامات المدن الفلسطينية..

ويقول المحلل السياسي جهاد حرب في حديث ل” بالغراف” إن الاحتلال أراد أن يوصل رسالة بأن الأرض الفلسطينية مستباحة لجيش الاحتلال، وأن الإطار العملياتي للجيش يستمر في كل الأوقات سواء في الليل أو في النهار، وذلك وِفقًا للحاجة الأمنية التي يفرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، كما أنه أراد إيصال رسالة بأن إسرائيل لا تلتزم بأي تعهدات أو التزامات أو اتفاقيات، سواء مع الجانب الفلسطيني أو مع أي طرف دولي في إطار حاجتها الأمنية.

 وأضاف أنهم أرادوا أيضاً إيصال رسالة إلى الشعب الفلسطيني في محاولة لضرب مقاومته وتثبيط عزيمته، في حال رغبوا أو أرادوا مواجهة الاحتلال، لذلك فهي تستهدف المقاومين الفلسطينيين وكذلك المواطنين السلميين الذين يكونون متواجدين في المنطقة التي يستهدفها الاحتلال، وكان أمراً واضحًا بأن هناك استهداف للمواطن الفلسطيني وذلك باقتحام السوق الشعبي شرق نابلس واستخدام القوة المفرطة ضد المواطنين وإطلاق النار بشكل كثيف عليهم سواء بما يتعلق بعدد الشهداء أو الإصابات التي تجاوزت المئة إصابة.

بدوره يرى  المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور في حديث ل” بالغراف” أن ارتكاب الجرائم في وضح النهار بها جانب استعراضي حيث استعراض للقوة واستعراض لجرائمهم، ولكن في المقابل من الواضح أن هناك جانب استخباراتي حيث إنه على ما يبدو أن الإجراءات الأمنية التي يتخذها المطلوبين تكون أقل، فهكذا يمكن تفسيرها استخباراتيًا، إضافة إلى عدم استبعاد العنصر الاستعراضي في الموضوع حيث أنها تريد استعراض قوتها وأنها غير مبالية، كما أنها تريد إيصال رسائل رادعة للمقاومين وتوجه لهم ضربات موجعة، وهذا جزء من عملية الردع التي تمارسها.

ضربة للتفاهمات

وكان قبل أيام قد أُعلن عن توقيع السلطة تفاهمات مع قوات الاحتلال وبرعاية أمريكية، مقابل التراجع عن طرح مشروع قرا يطالب بوقف الاستيطان الفوري، وكان من ضمن هذه التفاهمات تقليل اقتحامات المدن الفلسطينية وتجميد الاستيطان لستة أشهر وغيرها من التفاهمات.

وحول ذلك يقول منصور إن هذه الجريمة وبعد هذه التفاهمات هي بمثابة صفعة لأمريكا وصفعة للسلطة وصفعة لكل من أشرف عليها، إضافة إلى أنه ومن الواضح ومن خلال هذه الجريمة وهذه المجزرة أنها هي الترجمة الإسرائيلية للتفاهمات التي قيل أنه تم التوصل إليها، ومن الواضح أن إسرائيل تفهم التفاهمات أنها من طرف واحد، وهذا يفسر هذا التصعيد وبأن الهدوء هو من طرف واحد وهو الطرف الفلسطيني.

وتابع أن إسرائيل تُبقي يدها طليقة في ارتكاب جرائم ضد أبناء شعبنا واقتحام مناطق مكتظة في وضح النهار وفي قلب المدن التي تسيطر عليها السلطة، ولذلك تعتبر اسرائيل نفسها غير ملزمة ولا يوجد شيء يردعها عن المُضي في هذه الجرائم، مبينًا أن هذه التفاهمات كانت فضفاضة ولم تنص على الوقف الكلي للجرائم الإسرائيلية.

فيما أكد حرب أن اسرائيل لا تلتزم بأية اتفاقيات أو تعهدات مع الجانب الفلسطيني أو حتى مع الإدارة الأمريكية، وهي تحاول استنزاف جميع المراحل في إطار تثبيت قوتها تجاه الفلسطينيين أو إجراءاتها التعسفية تجاههم، واستمرارها بعمليات القتل.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة
الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعة