loading

نتنياهو نزل عن الشجرة!!

حلوة عاروري

مظاهرات واحتجاجات وإضراب من قبل المعارضة الاسرائيلية  تشهدها المدن منذ أيام، وذلك احتجاجاً على التعديلات القضائية التي طرحتها الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، احتجاجات أدت إلى انضمام النقابات العمالية التي أعلنت الإضراب قبل أن يخرج نتنياهو ويعلن وقف إجراءات هذه التعديلات القضائية واللجوء للحوار في سبيل الوصول لصيغة يتفق عليها الجميع الإسرائيلي.

ويقول المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور في حديث ل” بالغراف” إن ذروة الاحتجاجات كانت عندما أقال نتنياهو وزير الأمن على خلفية مطالبته بوقف التشريعات وإعطاء فرصة لصياغتها بشكل جماعي، بسبب  انعكاسها على أمن اسرائيل والجيش وعلى الوضع الاجتماعي الاقتصادي لدى الاحتلال، واليوم وبعد خطاب نتنياهو بدأت الانفراجة عقب إعلانه تجميد سن التعديلات القضائية وفتح الحوار في منزل رئيس إسرائيل، إضافة إلى أن لابيد وغانتس أعلنوا موافقتهم، ما يقلل من حالة الاحتقان ويفتح مجال أمام للحوار.

وأضاف أنه في ذات الوقت هناك عدم ثقة كبيرة موجودة ولا زالت بنتنياهو، فالتجربة بالتعامل معه أنه رجل ذو ألاعيب وكذب ولديه محاولة التفاف دائمًا، ولذلك ستكون الأيام القادمة والآلية التي ستُدار بها الحوار هي التي ستحكم وهي الامتحان الحقيقي لهذه الاحتجاجات، فهل ستعود بقوة أكبر إذا ما تبين بأن نتنياهو غير جدي، أم أنه سيكون هناك توافقات تُنهي هذه الأزمة.

بدوره يقول الباحث والمختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي في حديث ل” بالغراف” أنه بإعلان نتنياهو وقف سن القوانين  تكون المعارضة قد حققت جزءًا من مطالبها ولكن هي تطالب بإنهاء كافة فكرة الإصلاحات القضائية والذهاب إلى حوار يؤدي إلى تعديلات قضائية بما لا يحول إسرائيل إلى دولة ديمقراطية ” من منظورهم” إلى دولة ديكتاتورية كما تريد الحكومة الحالية، مضيفاً أن نتنياهو في أزمة كبيرة داخل الائتلاف وفي الشارع الإسرائيلي أيضاً، وسيلجأ إلى مبادرة الاجتماع في بيت الرئيس الإسرائيلي من أجل المحاولة للتوصل لصيغة وسط، ولكن الفجوة كبيرة جداً بين ما تطالب به المعارضة وما يطرحه الائتلاف الحكومي.

وأضاف البرغوثي أن ما يحدث الآن قد يكون تأجيل للأزمة، أو قد يؤدي ذلك إلى حدوث انشقاقات ربما في معسكر اليمين “الليكود” رغم استقراره لغاية الآن، ولكن السيناريوهات بالمجمل صعبة ويصعب توقعها، فربما يُؤتى باقتراح أن يخرج نتنياهو من الحياة السياسية في صفقة مقابل عدم الاستمرار في محاكمته وانهاءها، وأن يأتي زعيم جديد لل “الليكود” قد يكون من السهل على معسكر اليسار التحالف معه، مضيفاً أن المشكلة في شخصية نتنياهو عند بعض الأطراف المعارضة المحسوبة على اليمين والوسط، وقد يكون هذا أحد الإقتراحات ولكن من الصعب تقدير قبول نتنياهو له من عدمه.

مصير الاحتجاجات

وحول توقف الاحتجاجات من عدمها أكد عصمت منصور أنه لُوحِظ من خلال كلمات المعارضة أنه لم يدع إلى وقف المظاهرات، ولكن لابيد ألمح إنه إذا اكتشف أنه سيكون هناك تلاعب فإنهم جاهزون للعودة، فمن الواضح أن هذا يقلل من حالة الاحتقان، إضافة إلى إعلان إنتهاء الإضراب فهذا يُعيد الاقتصاد إلى الحياة، والشوارع ستهدأ، ومن الممكن أن يُشهد حالة من الهدوء.

بدوره يقول خلدون البرغوثي أن لابيد قال أنهم لن يوقفوا الاحتجاجات حتى يتم وضع دستور لإسرائيل، حيث  إسرائيل لا يوجد بها دستور ويوجد بها قوانين أساس توازي الدستور في الدول الأخرى وتنظم مؤسسات الحكم في اسرائيل، وبالتالي الذهاب لوضع دستور قد يكون جزء من الحلول للأزمة ولكن هل سيتم التوافق على هذا الأمر أم لا، فمن الصعب فالأمور لا تزال ساخنة ومن الصعب تقدير اتجاهاتها.

خيارات نتنياهو

وحول خيارات نتنياهو يقول منصور أنه جرب العديد من الخيارات حيث إنه جرب الذهاب إلى الإصلاحات والانقلاب على القضاء بدون توافقات وحاول فرضها بالقوة فشاهد النتيجة، لذلك سيكون حَذِرًا في المرات القادمة فربما يُقدم على إصلاحات بشكل تدريجي وربما على المدى الطويل، وربما يعود وبتحريض من الأحزاب اليمين الشريكة معه بالانقلاب إلى طرحها مرة أخرى، وعندها ستنفجر الأزمة مرة جديدة وهذه المرة فإنه أخذ الفرصة ولكن إذا ما انفجرت الأمور مرة أخرى فلن يكون هناك فرصة ثانية، فسيكون هناك نوع من الحسم ولن يخرج المتظاهرين إلا بحسم مصير الحكومة.

من جانبه يرى خلدون البرغوثي أن الخيارات لدى نتنياهو صعبة فإنه إما يستمر ويشل إسرائيل كما حصل اليوم أو أن يتراجع ويفشلوا في التوصل لصيغة مع المعارضة، وإن فشلوا فسيعودون لقضية الضغط عليه من قبل الائتلاف لحله، أو الاستمرار في عملية سن هذه القوانين ما يعني العودة للمواجهة داخل إسرائيل أو أن يصبح هناك أزمة دستورية وتدفع بالنهاية لجولة انتخابات جديدة.

انتخابات جديدة

ولفت عصمت منصور أن خيار العودة إلى انتخابات جديدة وارد إذا ما فشل الحوار، فإن الأمور ستتجه إلى خيار مسدود وعندها سيصبح مطلب المعارضة هو إسقاط الحكومة، وليس إسقاط أو التراجع عن التعديلات وعندها يمكن الوصول إلى مرحلة إنهيار الحكومة، ويتم الذهاب إلى انتخابات جديدة، ولكن هذا سابق لأوانه فهناك أشهر للوصول لهذه المرحلة

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة