loading

صواريخ الشمال: هل تشعل المنطقة ؟!

هيئة التحرير

رشقات صاروخية وقذائف هاون أُطلقت عصر اليوم من الجنوب اللبناني باتجاه الشمال الفلسطيني المحتل، رشقات تبعها قرارًا إسرائيليًا بالرد في غزة ولبنان، عقب تحميل الاحتلال حركة حماس المسؤولية المباشرة عن هذا القصف وأيضاً تحميل الدولة اللبنانية المسؤولية أيضاً،  فهل سيتحول هذا الرد إلى حرب ومواجهة شاملة؟

وحول ذلك يقول الباحث في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي في حديث ل” بالغراف” أنه في آخر التطورات تم إطلاق ثلاثة قذائف هاون  باتجاه منطقة المطلة المحاذية للحدود اللبنانية، وطُلِبَ من المستوطنين الدخول للملاجئ في هذه المنطقة، مضيفاً أنه هذا الحدث وفي ظل التوتر وإطلاق الصواريخ كان مفاجئ أيضاً، وربما يُساعد في زيادة حجم التوتر.

وأضاف البرغوثي أنه على الناحية الديبلوماسية فإن إسرائيل أبلغت سفرائها في دول العالم بأنها تستعد لتوجيه ضربة للبنان، وعلى السفراء أن يستعدوا لحملة تفسير لسبب هذه الضربة، مبينًا أنه وبحسب هيئة البث الإسرائيلية وبناء على التقديرات فإن إسرائيل سَتُوجه ضربة مزدوجة للبنان وغزة وأنها تستعد لعدة أيام من القتال، مؤكداً أن كل هذه تقديرات وما سيخرج به اجتماع الكابينت هو الذي سيحدد اتجاه اسرائيل،  ولكن الضغوط متصاعدة من كافة الأطراف بضرورة الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة خلال الأيام الماضية، وعملية إطلاق رشقات الصواريخ من جنوب لبنان اليوم.

بدوره يقول المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان في حديث ل” بالغراف” أن الكل ينتظر اجتماع الكابينت الإسرائيلي، وتم اجتماع تقدير موقف للقيادة العسكرية لدى الاحتلال، مبينًا أن الجميع في انتظار قرارات هذا الاجتماع للرد على الصواريخ التي أُطلقت من لبنان، مضيفاً أن الرد سيكون موجودًا ولكن لغاية الآن مَعالِمَه ليست واضحة خاصة بعد اتهام الاحتلال بشكل رسمي لحماس بالوقوف خلف إطلاق الصواريخ من لبنان، فبالتالي فمن الممكن أن يُدخِل غزة في دائرة الرد الإسرائيلي.

دلالة هذا القصف

 وحول دلالات هذا القصف أكد محمد أبو علان أنه يدل في البداية على تآكل نظرية الردع الإسرائيلية، بمعنى أن إسرائيل لم تعد تلك الجهة التي ترتعب منها الجهات الأخرى وليس لديها استعداد لضربها، وهذا مؤشر على تآكل نظرية الردع الإسرائيلية.

وأضاف أبو علان أن الممارسات الإسرائيلية أصبح لديها ثمن، بمعنى أنه لم يعد اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين والمصلين مسألة من الممكن أن تمر بسهولة فأصبح لها ثمن، حيث أُطلقت قذائف من غزة ولبنان فبالتالي وضع الاحتلال الإسرائيلي أمام معادلة جديدة حيث لكل ممارسة رد مقابل لها.

وتابع أبو علان بأن إطلاق الصواريخ من لبنان لا يجب فصلها عن مجمل الساحات فليس فقط المسجد الأقصى السبب بها، وإنما ربما القصف الإسرائيلي لسوريا خلال الأسبوع الماضي حيث قتل في هذا القصف عدد من الخبراء العسكريين الإيرانيين فيها، فلربما تكون هذه الصواريخ جزء من رسالة إيرانية للاحتلال لكونه من الصعب عليهم الرد من داخل الأراضي السورية، وذلك بسبب موقف النظام السوري وبسبب موقف الروسيين.

من جانبه يقول خلدون البرغوثي إن وزير الخارجية الأردني وفي حديث له أكد فيه أن الصواريخ التي أُطلِقت من لبنان مرتبطة بما حدث في الأقصى، حيث الاعتداء على المصلين في شهر رمضان، فإن ما حدث يبدو استفز الجميع وأدى إلى هذا التصعيد، ولذلك كان هناك إطلاق للصواريخ من قطاع غزة، إضافة إلى أن الاتهام حول رشقات الصواريخ اليوم كان في البداية للجهاد الإسلامي أو حماس ولكن الجيش الإسرائيلي وجه  الاتهام لحماس بشكل رسمي مع إمكانية فحص تورط حزب الله بذلك.

 وأوضح البرغوثي بأنه على ما يبدو أن إسرائيل حسمت موقفها وتحاول الربط من خلال ربط الساحات بدل تفكيكها وهذا في غير فائدة إسرائيل، حيث ربط الساحة الداخلية الفلسطينية بالساحة الخارجية بالشتات واللاجئين الفلسطينيين، حيث إنها في السابق كانت تحاول الفصل ولكن الآن جبهة جديدة فتحت الآن ضد إسرائيل كما يبدو وتستعد لرد لا أحد يعلم مآلاته.

حرب أم رد

وحول ذلك يقول خلدون البرغوثي إن بعض المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن الدولة اللبنانية هي التي تتحمل مسؤولية هذا القصف، وهذه الجملة عادة تأتي لتبرير استهداف ربما مواقع تابعة للدولة اللبنانية مثل ” المطار، ومحطات الكهرباء، وبنى استراتيجية لبنانية وغيرها” وليس استهداف مثلاً من قاموا بشكل مباشر بهذه العمليات.

وأضاف البرغوثي أن إسرائيل قالت إنه لم يكن لديها معلومات استخبارية عن العملية اليوم لذلك كانت مفاجأة، ولذلك طبيعة الرد حتى الآن غير واضحة ولكن كل المعطيات تُشير حسب ما قال ” وزير الجيش الإسرائيلي” بأنهم يستعدون لتعزيز إمكانيات الرد، وهذا مؤشر على إمكانية توجيه ضربة قوية قد تؤدي إلى تدخل حزب الله مثلاً وتدحرج الأمور، ولكن من الصعب تحديد السيناريو بالضبط ولكن الرد والرد عليه هو الذي سيحدد اتجاه تصاعد الأحداث.

بدوره يستبعد محمد أبو علان ذهاب الاحتلال لمواجهة شاملة وذلك بسبب اتهامها لحماس واستبعاد حزب الله من المعادلة، فهذا مؤشر قوي على أن الاحتلال غير راغب في الذهاب لمواجهة واسعة مع حزب الله، وبالتالي ربما يكون الرد الإسرائيلي قصف على غزة أو ربما قصف بعض المواقع في لبنان، ولكن تحت كافة الظروف لن تذهب الأمور لمواجهة شاملة، وذلك لأنها تعيش حالياً أزمة سياسية داخلية والظروف غير مهيأة للاحتلال بأن يذهب لمواجهة شاملة، واتهامها لحماس مباشرة هو لتجنب مواجهة وإحراج موقفها أمام حزب الله، وذلك لأن إمكانيات حزب الله في عام ٢٠٢٣ ليس كإمكانياته في ٢٠٠٦، مستبعداً أن يكون هناك مواجهة شاملة خلال هذه المرحلة على الأقل.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة