loading

زمن الذكاء الاصطناعي…ملتقى تونسي بمشاركة فلسطينية

تسنيم قشوع

اختتمت في تونس فعاليات “الملتقى العلمي الدولي لعلوم الإعلام والاتصال، “زمن الذكاء الاصطناعي الواقع والآفاق”، والذي عُقِدَ بتنظيم من معهد الصحافة وعلوم الإخبار في تونس بالشراكة مع كونراد ادينارة ستيفتونج، وبحضور مجموعة من أساتذة المعهد وبمشاركة نخبة من الباحثين العرب وطلبة الدراسات العليا في معهد الصحافة وعلوم الإخبار.

وحظيت فلسطين في هذا المُلتقى بمشاركة باحثين فلسطينيين، حيث قدمت الإعلامية والباحثة نداء يونس ورقة بحثية بعنوان “ولادة السجن الرقمي: نفاذية المؤثرين الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي وحراس البوابة الرقميون”، إضافة إلى الصحفي والباحث بكر عبد الحق بورقته “استخدام مدققي المعلومات في فلسطين لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الحد من المعلومات المضللة والخاطئة في البيئة الرقمية للاتصال”، إضافة إلى مشاركة الدكتور أحمد حمودة أستاذ الإعلام والاتصال الرقمي بجامعة غزة عن بُعد بورقة بحثية بعنوان “أي مبادرات رقمية للمؤسسات الإعلامية الفلسطينية في التصدي لظاهرة إضطراب المعلومات زمن الذكاء الاصطناعي؟”

وهدف الملتقى إلى تكوين إطار نظري مرجعي يرتكز على دراسات علمية قادرة على تفسير رهانات الذكاء الاصطناعي، وآفاقه على المستويين الإعلامي والاتصال ورصد الممارسات الجديدة للذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة والاتصال، وتحليل تأثير الذكاء الاصطناعي على سلوكيات المستخدمين، إضافة إلى تأثير منظومات الذكاء الاصطناعي وأجهزته في علاقة التواصل بين الإنسان والآلة، وأيضًا تحليل تأثير الذكاء الاصطناعي على الممارسات الصحفية من حيث الأخلاقيات والتعديل.

وقالت مديرة معهد الصحافة وعلوم الإخبار ورئيسة الملتقى الدكتورة حميدة البور في حديث ل” بالغراف”

 أن هذا المُلتقى هو بحثي بالأساس لجمع الباحثين والباحثات في علوم الإتصال من أجل مناقشة مسائل لها علاقة بالذكاء الاصطناعي، إضافة لإبراز المقاربات النظرية وتفكيك الممارسات الميدانية والمهنية في هذا المجال، وأيضًا كيفية تفاعل الصحفي والاتصالي مع هذه التطورات الجديدة وما هي المحاذير والاستخدامات الخاطئة في هذا الجانب.

وأكدت البور على أهمية التطرق لهذه المواضيع من جوانب مختلفة كالإتصال المنظماتي حول كيفية تعامل المنظمات والمؤسسات والعلاقات العامة بهذا الموضوع، خاصة وأنها تقوم بصناعة إعلانات تستخدم الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى  موضوع التصدي للأخبار الزائفة واستراتيجيات التعامل معها، مبينة أن الملتقى ناقش أيضًا المخاوف التي تواجه الاتصاليين من الذكاء الاصطناعي وتفكيك الخطاب الذي يمجد الذكاء الاصطناعي وكيفية التأقلم مع التطور التكنولوجي.

 وشددت على ضرورة أن يعمل الإتصالي بشكل دائم من أجل تطوير ذاته بما يتناسب مع هذا التطور للتمكن من استخدام التقنيات بطريقة مثلى، إضافة إلى كون هذا الملتقى فرصة للباحثين الشبان في معهد الصحافة للاحتكاك بباحثين لهم تجارب وممارسات معمقة في مجال البحث للاستفادة في بحوثهم المقبلة.

من جانبها قالت الباحثة الفلسطينية وطالبة الدكتوراة في معهد الصحافة وعلوم الإخبار نداء يونس إن استخدام الخوارزميات يعتبر تقييدًا لوصول المؤثرين الفلسطينيين السياسيين تحديدًا، إذ إن ذلك يمثل مشكلة ليس فقط على صعيد التحكم بما يمكنهم نشره وقدرتهم على التأثير فقط بل ولإنكار الفيسبوك المتواصل لوجود هذه الظاهرة، والترويج لها كجزء من سياسات تحسين المحتوى وتغليفها بطابع من الشافية التي تتميز بعدم الكشف، ونشرها في إطار ما يسمى المعايير المجتمعية أو سياسات المحتوى.

وأكدت على وجود تفرقة في سياسات الحذف بين المحتوى بالعربية والآخر بالعبرية، حيث أظهرت دراسة بحثية أجرتها “BSR” تعرٌّضَ المحتوى العربي إلى النفاذ المفرط، أي إلى إزالة المحتوى والعقوبات على الحسابات بشكل أكبر مقابل نسبة إنفاذ ضعيف مقارنة بالمحتوى العبري، وأيضاً ارتفاعاً مُفرِطًا في معدلات الكشف الاستباقية عن المحتوى الانتهاكي المحتمل باللغة العربية عنه بالنسبة إلى المحتوى الانتهاكي المحتمل باللغة العبرية، إضافة لوجود مصنّف للكلام العدائي باللغة العربية وعدم وجوده فيما يتعلق بالكلام العدائي باللغة العبرية.

وبينت يونس خلال ورقتها البحثية أنه أضحى من الأهمية بمكان فهم النزاع القائم بين ميتا-فيسبوك والمؤثرين الفلسطينيين تحديداً السياسيين، في ظل إنكار ميتا أو تبرير لتقييد المحتوى الفلسطيني، من خلال فهم كيفية تصميمها لمواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وذلك لحراسة بوابتها الرقمية وانتهاج سياسات الطابع الوقائي للفرد الانضباطي المرتبط بسياسات المحتوى المعلنة لهذه المنصات، وتطبيق العقوبات وتكرارها والأهداف التي يرمي إليها.

 وشددت على أهمية هذه الدراسة والتي تمثل إشكالية بحثية لم يتم التطرق إليها غالبًا، وتحديداً دراسة هذا الحجب كسلطة معرفية توظف خوازرميات الذكاء الصناعي، وتقنيات التلاعب بالعقول gaslighting للتحكم بما يتم نشره، كما لم تتم دراسة عمل الفيسبوك، حسب علم الباحثة، كسلطة تأديبية أو كمنصة للرقابة والعقاب وكسلطة معرفية epistemic authority.

وأكد أستاذ الإعلام والاتصال الرقمي بجامعة غزة د.أحمد حمودة أن التحول في شكل وانتقال الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي ساهم في إنتشار الأخبار المفبركة وحدوث إضطراب بشكل جنوني، خاصة في سياق إشكاليات ونقد صحافة المواطن، وغياب المعايير والممارسات المهنية في هذه البيئة، إلى جانب اختلاط النشر على الصحفيين وغير الصحفيين، وكذلك على الناشطين المهنيين وغير المهنيين، علاوة على تحكم الأهواء الحزبية والسياسية في دعم الخبر وتأكيده أو نفيه وتكذيبه، حيث تعد فلسطين ضمن الدول التي عانت ولا تزال من انتشار الأخبار الزائفة ومغالطات بعض السياسيين عبر تصريحاتهم

وأشار حمودة إلى أن هناك مؤسسات إعلامية وصحفية أطلقت منصات ومبادرات متخصصة في تدقيق ما ينشر عبر منصات الميديا الاجتماعية، والتحقق منها وتقصي المعلومات المضطربة ومراقبة مصداقية الأخبار، وِفقًا لمنهجية بحثية قائمة على المبادئ الأخلاقية لقيم الصحافة الحرة والمسؤولة.

وعرّف الملتقى الذكاء الاصطناعي، على أنه مجموع الخوارزميات والتقنيات التي تهدف إلى محاكاة الذكاء الإنساني، وذلك أن تعلّم الآلة هو صنف من أصناف الذكاء الاصناعي فيما التعلم العميق هو تقنية من تقنيات التعلم الآلي.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة