هيئة التحرير
عادت العملية الانتخابية في جامعة النجاح إلى الحياة بعد انقطاع دام ست سنوات، وفي حين كانت آخر نتيجة في العام ٢٠١٧ تشير إلى تقدم الشبيبة بفارق عشرة مقاعد، جاءت ريمونتادا الكتلة وحققت انتصارا ملموسا وغير متوقعا هذا العام.
النتائج:
حصلت كتلة فلسطين المسلمة “الذراع الطلابي لحركة حماس” على ٤٠ مقعداً بمجموع ٧٢٦٤ صوتاً، فيما حصلت كتلة الشهداء “الذراع الطلابي لحركة فتح” على ٣٨ مقعداً بمجموع ٦٩٨٦ صوتاً، وحصلت كتلة الشهيد أبو علي مصطفى “الذراع الطلابي للجبهة الشعبية” على ٣ مقاعد بمجموع ٥١٦ صوتاً، فيما لم يحصل تحالف القطب الطلابي الديمقراطي على أية مقاعد.
هذه المرة الأولى التي تجري فيها انتخابات مجلس اتحاد طلبة النجاح الوطنية بعد انقطاع منذ عام 2017، حيث بلغت نسبة التصويت والمشاركة الإجمالية ٦٩.٨٣%.
وكانت عملية الاقتراع قد بدأت اليوم في جامعة النجاح منذ الساعة الثامنة والنصف صباحاً، وحتى الساعة الثالثة والنصف عصراً، بمشاركة أربع كتل طلابية.
الدلائل:
ويقول أستاذ الإعلام في جامعة النجاح فريد أبو ضهير في حديث ل” بالغراف” أن الانتخابات هذه جاءت بعد فترة طويلة من الانقطاع في جامعة النجاح، وذلك لظروف وأسباب مختلفة واتفاقات بين الكتل الطلابية والجامعة على تأجيل الانتخابات ولكن في الآونة الأخيرة كثرت الأصوات المُطالِبة بإجراء الانتخابات وتجديد الشرعية لمجلس الطلبة وبالتالي تُرجِمَت هذه الانتخابات”.
وأكد أبو أن الانتخابات جرت بشفافية عالية حيث كان مراقباً في إحدى قاعات الانتخابات التي سادت فيها أجواء من الحرية والهدوء، واتبع الطلبة التعليمات والأحكام الخاصة بالانتخابات وتم تطبيقها بشكل كامل، فالهدف الأساسي إشاعة الحرية والديمقراطية فيها وإنجاح وترسيخ العملية الديمقراطية في جامعة النجاح.
وحول دلالة النتائج قال أبو ضهير أن هناك تفاوت في النتائج بين الكليات ففي كلية الإعلام مثلاً كان هناك تقدم كبير للشبيبة الطلابية ولكن في كليات أخرى كان العكس، مضيفاً أن دلالة الموضوع يتعلق بأمرين، أولاً أنه يعتقد أن وجود الشبيبة في قيادة المجلس لسنوات طويلة قد يكون سبباً في سعي الطلبة للتغيير بشكل أساسي، وهذا الكلام يُقال في كافة الانتخابات وهو أن الشباب عادة يرغبون في التغيير بصرف النظر عم من كان في المجلس سابقًا فهم يسعون إلى التغيير ورؤية قيادة جديدة للمجلس.
وثانياً تسيس الانتخابات النقابية، ففي الواقع الفلسطيني كل شيء مسيس ولذلك فإن حماس ستستثمر نتائج الانتخابات لو فازت الكتلة وكذلك السلطة وفتح أيضاً ستستثمران نتائج الانتخابات لو فازت الشبيبة، لذلك فقضية التسيس أصبحت جزءًا من حياة الفلسطيني، فقد تكون هذه رسالة من غالبية الطلبة بعدم الرضا عن أداء السلطة وأداء حركة فتح، متأملًا أن تصل الانتخابات يوماً ما إلى أن تكون نقابية وتعكس مطالب الطلبة بتحقيق أهداف تعليمية ونقابية للطلبة.
وبين أن تشكيل المجلس سيكون بين الكتل الانتخابية الثلاثة بالاعتماد على القانون الداخلي للمجلس، متمنياً أن يكون هناك الروح الإيجابية في التعامل مع الانتخابات وأن يتم تقبل النتيجة مهما كانت، وألا يتم الانسياق وراء العواطف والأهواء وأن يتم التفكير بأن يكون هناك الأفضل وأن يتجسد اختيار الطلبة لممثليهم في كافة القطاعات.
وتأمل أبو ضهير أن تعم الانتخابات والعملية الديمقراطية كافة المجتمع الفلسطيني، وأن تعم ثقافة التسامح وتقبل الآخر والقبول بنتائج الانتخابات مهما كانت، والعمل على تطويرها والتغيير بأسلوب الحوار السلمي والاختيار الحر للطلبة والجمهور بشكل عام.
لا يوجد دلالة سياسية
ومن جهته اعتبر المحلل السياسي جهاد حرب في حديثه لموقع “بالغراف” أن انتخابات الطلبة في الجامعات هامشية ولا يوجد لديها دلالة سياسية، وهي مرتبطة فقط بالحالة التي تكون قائمة في الجامعة ذاتها، ولا علاقة لها بالسياسة وحجم الأحزاب، لأن المتطلبات والاحتياجات والرغبات والتطلعات فقط متعلقة بالحرم الجامعي أكثر من الحياة العامة، فلذلك لا تحمل أي دلالة، فهذا الموقف الدائم الذي يحمله حرب حول الانتخابات في كافة الجامعات الفلسطينية.
ولم يرى حرب تلك الانتخابات ذات دلالة، له أهمية في الدلالة على سلوك الناخب الفلسطيني حينما تحصل انتخابات تشريعية أو رئاسية.
فوز مبارك..
واشارت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح :” أن هذا الفوز الكبير تأكيد لانحياز شعبنا الواضح، والتفافه الرصين حول خيار المقاومة المتصاعد لدحر هذه العدو عن أرضنا وقدسنا وأقصانا، فمبارك لكلّ مقاوم ومرابط، هنيئا لكل كتيبة وسرية، قبلة على جبين كل أم شهيد وأسير وجريح”.
وأضافت:” نشكر إدارة الجامعة ممثلة برئيس مجلس أمنائها ورئيسها وكل أعضاء هيئتيها الأكاديمية والإدارية على هذا الجهد الكبير الذي بذلته لإنجاح هذا العرس الديمقراطي الرائع”.
وأهدت فوزها لأسرة الجامعة، طلبة وأساتذة وعاملين، وفي مقدمتهم شهداء وأسرى وجرحى هذا الصرح الوطني الأكاديمي العريق.
وأكدت الكتلة في بيانها أنهم ماضون في تنفيذ برنامجهم النقابي الذي وعدوا به، جنباً إلى جنب مع كل الكتل الطلابية ومكونات جامعاتهم، للمساهمة في تطويرها والارتقاء بكل ما فيها، نحو منارة وطنية وصرح أكاديمي يُخرّج الأبطال وبناة المستقبل.
ومن جهتها باركت حركة الشبيبة الطلابية الذراع الطلابي لحركة فتح، لجامعة النجاح الوطنية وطلابها نجاح العرس الديمقراطي، كما باركت للكتلة الإسلامية
وأكدت حركة الشبيبة في بيانها على أنهم ما زالوا على عهدهم الذي قطعوه أمام الطلبة وعلى الملأ، حيث سيذهبون باتجاه مجلس طلبة تشاركي موحد، ليكونوا معًا في خدمة الطلبة.
وأضافت:” إيماننا بالديموقراطية في حركة الشبيبة الطلابية يعني قبولنا بالنتائج ربحًا كانت أم خسارة، ونتمنى لهذا المشهد البهي الذي شاهدناه اليوم في باحات جامعة النجاح الوطنية، أن نراه قريبًا في جامعات غزة المحرومة منه”.