هل تؤثر تصريحات أبو مازن على الانتخابات الطلابية

هيئة التحرير

أعلنت جامعة بيرزيت عن فوز الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس بانتخابات مجلس الطلبة للعام ٢٠٢٣، بعد حصولها على ٢٥ مقعدا مقابل ٢٠ مقعداً لحركة الشبيبة الطلابية الذراع الطلابي لحركة فتح، و ستة مقاعد للقطب الطلابي الذراع الطلابي للجبهة الشعبية.

وارتكزت معظم المناظرة الطلابية التي جرت أمس، على استعراض مواقف سياسية لا سيما للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس أبو مازن، وهنا تساءلت بالغراف عن دور هذه التصريحات في تكوين رأي الطلبة وتصويتهم بالانتخابات الطلابية.

ويقول رئيس مجلس طلبة جامعة القدس السابق عن حركة فتح أنس أبو الرُب في حديث ل ” بالغراف” أن الخطاب الرئاسي بالتأكيد يوثر وبنسبة لا بأس بها، حيث الدعاية والمناظرة بين الأطر الطلابية بنيتها الأساسية هي ما يصدر من تصريحات ومواقف خارج أسوار الجامعة، وهذه المناظرات تُساهم بتشكيل رأي الطلبة غير المؤطرين، الذين يَرَون صورة الخطاب الخارجي على هيئة الكتلة داخل أسوار الجامعة.

وأضاف أنه وفي عصر السوشيال ميديا وفن صناعة الإضاءة على جزء محدد من الخطابات، فإنها تُساهم في ترغيب الطالب في الإطار أو نفوره منه، وذلك لأن الكثير من الطلبة تُبنى آراءهم على الموقف الأخير الذي شاهدوه، مبينًا أنه وفي كثير من الأحيان يكون هناك تناقض بين الخطاب السياسي للرئيس والخطاب الطلابي، وهذا يعطي شعور للمنتخب بأن هناك عدم وضوح من جهة حركة الشبيبة في الجامعات في مواقفهم، فالقناعة في جهة والموقف العام في جهة معاكسة لها.

تأثير على النسبة غير المؤطرة

من جانبه يقول أستاذ الإعلام نشأت الأقطش في حديث ل” بالغراف” أن الأصل أنها مجالس طلبية خدماتية معزولة عن ما يتم بالخارج، ولكن بكل أسف يتم دمج المجالس الطلابية في الإجراءات والقرارات والخِطابات والسياسة العامة بالبلد، مضيفاً أن هناك تأثير ولكن ليس تأثيرًا كبيرًا، حيث هناك استخدام من الكتل الطلابية من كافة الجهات لأخطاء السياسيين، حيث تتصيد فتح لأخطاء قادة حماس، وتتصيد حماس لأخطاء الرئيس وقادة السلطة بشكل عام.

وأضاف أنه بتقديره فإن التأثير محدود جدًا، لأن القرارات الانتخابية عند غالبية الطلبة تكون جاهزة فإما لفتح أو لحماس أو للقطب، ولكن هناك شريحة مترددة ومترجحة، فهناك الشريحة غير المؤطرة والتي بها قسمين قسم يدعي أنه غير مؤطر خوفًا من الضغوط الاجتماعية والسياسية والأمنية، حيث أنهم مؤطرين أو يحبون تنظيم أكثر من غيره، ولكنهم لا يريدون أن يُحسبوا على جهة معينة، مضيفًا أن هناك شريحة صغيرة تتأثر بالخطابات والحملات التي تُقال والاتهامات التي تُوجه للقيادات السياسية.

ولفت الأقطش إلى أن خِطاب الرئيس لم يرضي أحد، وأن هناك حتى بحركة فتح من لديهم بعض التحفظات على الخِطاب، حيث كان هناك شعور بالإهانة من بعض الكلمات التي قِيلت به، حيث ذكر الحيوانات مع الحقوق الفلسطينية لم يكن مقبول عند الكثير من الناس، ويراه الناس نوع من الإهانة لذلك قد يكون لديه تأثير عند هذه الشريحة الصغيرة التي تتأثر بالخِطابات.

الشبيبة تحصد النتيجة

بدورها تقول الناشطة السياسية تامي رفيدي في حديث ل” بالغراف” إن الوضع السياسي الفلسطيني يؤثر بلا شك على الانتخابات في الجامعات الفلسطينية، حيث الشباب الفلسطيني حالياً متعطش للخطاب القوي والمقاوم وخصوصاً وأن الاحتلال يقوم بتصعيد خطير حتى على الوجود الفلسطيني.

وأضافت أن خطاب الرئيس وللأسف بعد حرب غزة الأخيرة لم يرتقي لتضحيات الشعب وكان ضعيف وبه استجداء وهذا ما لا يريد أن يسمعه الشباب الفلسطيني، ولذلك فالشبيبة ستدفع ثمن الأخطاء التي تفعلها القيادة، وستُعاقب من الشعب من خلال صناديق الاقتراع المتوفر حالياً ألا وهو الجامعات.

وتابعت رفيدي بأن السياق العام في فلسطين يؤثر على نظرة الطلبة للكتلة التي يريد انتخابها، وخصوصاً وأن انتخابات الجامعات هي أكثر انتخابات سياسية للأسف، وبدا واضحاً اليوم خلال المناظرة الانتخابية في جامعة بيرزيت، حيث كان الحديث قليلاً في الأمور النقابية التي تهم الطلبة، فيما كان هناك تركيز على مواقف سياسية وأخطاء سياسية حدثت.

بدورها تقول الأستاذة في جامعة بيرزيت رلى أبو دحو أن الكتل الطلابية هي أذرع نقابية طلابية للأحزاب السياسية، وبالتالي فإنه بالضرورة أي خطاب سيصدر عن هذا الحزب عبر شخصياته وقيادته سيؤثر على مسار هذه الكتلة بشكل أبو بآخر، فأحيانًا بقوة وأحيانًا لا، وهذا يعتمد على من يدير الدعاية من الأطراف المختلفة، بحيث كيفية تغيرهم للخِطاب واستغلال هذا الخِطاب بحيث يشكل إما عوامل جيدة أو غير ذلك.

تأثير كبير

وأضافت أن الخِطابات تؤثر، ومن المعروف أنها تُشكل مادة كبيرة خلال المناظرة الانتخابية، حيث تحتل مساحة كبيرة من المناظرة من خلال الأسئلة التي تُعطى فيها، والتي على سبيل المثال في جامعة بيرزيت تحتل المناظرة مكانة كبيرة فيها، وليس فقط في حدود الجامعة إنما في بث يُشاهد على مستوى الوطن، فاليوم احتلت تصريحات القادة السياسيين المكانة بداخل هذه المناظرة لدى الأطراف المختلفة، بحيث عكس نفسه على قوة كل كتلة،  والتي من الممكن أن يؤثر في جزء من التصويت ولكن ليس هو العامل الحاسم.

وأكدت أبو دحو أن العامل الحاسم في التصويت هو مجمل سلوك القيادة السياسية، وذلك عند القول بأن الأحزاب تؤثر على الطلبة فهو مجمل سلوك القيادة السياسية على مدار العام أو تراكميًا في الأعوام بكاملها، بحيث السياسة العامة أين تذهب وما هي مواقفها فكل هذه الرموز تحتل مساحة كبيرة، حيث طرفي الانقسام مثلاً طوال الوقت يقومون بجمع التصريحات أو الأفعال وذلك لاستخدامها في الجدل في المناظرة، إضافة إلى أداء الكتل داخل ساحة الجامعة للطلبة فهو بالنهاية مجلس طلبة وليس مجلس تشريعي، وبالتالي فإن أداء أي كتلة سواء كان بيدها المجلس أو أن تكون خارج المجلس، مبينة أن الكتل في جامعة بيرزيت موجودة جميعها داخل المجلس بتمثيل نسبي، فإن آداءها يشكل جزء من العوامل التي تشجع الطلبة على الانتخاب من عدمه.

وبينت أنه في الأيام الأخيرة شهدت جامعة بيرزيت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي داخل مجموعات الطلبة حالة من الجدل العالية والقصف المتبادل بين الكتل الطلابية، وذلك حول قضايا من هذا النوع وحول تسريبات وحسابات وهمية وتصريحات وسلوكيات والتي تؤثر بشكل أو بآخر على النتيجة، حيث تجميع هذه العوامل سوية وسلوك الحزب بأقواله وأفعاله وأفعال قيادته وتصريحاته، تلعب دوراً كبيراً في مكانة الإطار الطلابي داخل الجامعة.

لا يمكن تبرير الخطاب

من جانبه قال أحد قيادات الحركة الطلابية في الضفة الغربية جهاد مناصرة أن الانتخابات في جامعات الوطن وتحديداً جامعة بيرزيت تؤثر عليها الخطابات تأثير مباشرًا ولا يمكن إنكار ذلك، فكثير من الخطابات والتصريحات التي تسبق عملية التصويت والانتخابات تؤثر على مزاج الناخب ولا يمكن إنكار ذلك، مضيفاً أن زيارة الرئيس عباس إلى الأمم المتحدة وحديث الاستجداء والاستعطاف التي تم هناك وإن كان له تبريرات ديبلوماسية، إلا أنه لا يمكن تفهمه عند الجيل الشاب ولا يمكن تبريره في سياق الديبلوماسية وإنما هذا الجيل يريد خطابًا يكون فيه عزة وأنفة ويريد خطاباً فيه قوة، حيث قوة الحق والمنطق وقوة الطبيعية والتاريخية بالحق الفلسطيني المشروع بالنضال من أجل الحرية وحرية الشعب.

وأضاف أن شبيبة بيرزيت تُجلد دائمًا في صناديق الاقتراع للأسف، على سلوك الحكومة وممارسات المستوى السياسي ولا يمكن إنكار ذلك، مبينًا أن لا بأس بذلك وهم يتحملون قرارات الطلبة وثقتهم عالية بالطلبة ومهما كانت النتائج في التصويت فإنهم راضين، مشيرًا إلى أنهم قدموا خيرة أبناءهم شهداء حيث ارتقى العام المنصرم الشهيد فادي وشحة حيث اغتيل على نقاط التماس وأيضاً قبل أشهر قليلة ارتقى الشقيقين ظافر وجواد الريماوي في مواجهات مع قوات الاحتلال.

وتابع مناصرة بأنه من حق الشعب أن يقول رأيه وأن يعبر عنه ومن الواجب أن يتم تصحيح ما يتم الخطأ به في كل مرة، مضيفاً أنهم يهنئون انفسهم على أنهم في كل مرة يمارسون عملية ديمقراطية بأكثر قدر من الأخلاق والانضباط، مهنئًا الشعب في الضفة الغربية والجيل الشاب على ممارسة حقه، متمنيًا أن يتم إجراء الانتخابات في جامعات غزة أيضًا وهذا شيء مهم.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة
الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعة