loading

لبنى أبو تركي: حلم برائحة الصابون

هيئة التحرير

أن تُلاحق أحلامك وأن تتبع شغفك وتسعى جاهدًا نحو طموحك، فعندها حتمًا ستجد حلمك يتجسد أمامك واقعًا، وهذا ما فعلته لبنى أبو تركي التي آمنت بنفسها وسعت نحو حلمها بكل إرادة فافتتحت محل ” لبنى للصابون الطبيعي” في البلدة القديمة بالخليل محققة حلم راودها منذ فترة طويلة.

لبنى تقول إن فكرة مشروعها هذا راودتها في العام ٢٠١٥ عندما حصلت على دبلوم العناية بالبشرة، وفي العام ٢٠١٦ كان تحلم بامتلاك مشروع خاص بها فقررت خوض صناعة الكريمات ولكن بعد وقت وبعد معرفتها بأن الكريمات بحاجة لمواد حافظة حتى تستمر لسنتين مثل باقي الكريمات، فقررت الدخول في صناعة الصابون وبدأت بالتعلم بشكل خفيف ومعرفة احتياجات الصابون، ومن ثم في العام ٢٠١٧ بدأت بالتصنيع بالبداية بصابون الجليسرين وكيفية تذويبه وإضافة المواد الفعالة له ومن ثم وضعه في القوالب.

كانت لبنى تبحث عن التميز في صناعة الصابون وهذا ما جعلها تبحث عن شيء آخر غير الچليسرين كون العديد من الناس يعملون به، فقررت الذهاب لصناعة الصابون الصلب الذي يُشبه الصابون النابلسي ولكن بطريقة طبيعية أكثر وبالاعتماد على الزيوت الطبيعية مثل استخدام زيت الزيتون مع الزيوت الطبيعية الأخرى مثل “زيت الميرمية، والروزمري، والكركم، والورد، والعديد من زيوت الأعشاب النباتية الأخرى”، وبدأت بعدها بالتصنيع وأصبح لديها العديد من أنواع الصابون.

عقدت لبنى عزمها على تطوير مشروعها فبعد مجيء كورونا حازت على دورات حول صناعة الصابون من تركيا وفرنسا إضافة لمحاضرات حول صناعة الصابون من “بريطانيا، وألمانيا، وأمريكا، والمغرب، والجزائر”، فأصبح لديها حصيلة معرفية كبيرة حول أنواع الصابون وطرق تصنيعها، فبدأت بتجربة هذه الطرق وأصبح لديها خبرة في هذا المجال.

منذ العام ٢٠١٨ حاولت لبنى الحصول على محل في البلدة القديمة بالخليل وذلك بهدف إحياء صناعة الصابون كونها صناعة تراثية، إضافة إلى هدفها بتشجيع حركة السياحة والحالة الاقتصادية بالبلدة القديمة، فلجأت لطلب محل من لجنة الإعمار وأتت الموافقة عام ٢٠٢٣ بعد محاولات عديدة لإيجاد مكان يتناسب مع معايير مشروعها، ليتمكنوا من إيجاد مكان يتناسب مع المواصفات التي تريدها في محل يتجاوز عمره أكثر من ٢٠٠ عام، فافتتحت لبنى محلها في بداية شهر رمضان وهي مستمرة في تطويره لحتى يصل للشكل الذي تريده وحتى يتناسب مع الحركة التجارية وطريقة العرض

تقول لبنى أن صناعة الصابون هي شغف لديها وامتلاك محل خاص بها هو حلم راودها منذ فترة طويلة وأصبح واقعًا ولو بعد فترة كبيرة من الوقت، مبينة أنها حصلت على دعم وتشجيع عائلتها لأن يكون لديها بصمة في المجتمع.

تَصنع لبنى الصابون لوحدها دون وجود أحد يساعدها، بالرغم من التعب المرافق له إلا أنها تصنعه بشغف، فهي تصنعه بكل خطواته ليصل إلى شكله النهائي وهي تعمل على إعداد وتصنيع الصابون بشكل يومي رغم أنه يأخذ ثلثي يومها.

وعن طريقة تصنيع الصابون أكدت أن الخطوة الأولى تكون بتحضير الصودا والماء ومن ثم تقوم بإيزان الزيوت حيث يكون لديها أقل شيء خمسة أو ستة زيوت، وفي بعض المرات تصل إلى سبعة إن كان هناك حاجة لمعالجة أكبر، إضافة إلى الأعشاب التي تريد إضافتها ومن ثم تقوم بخلطها جميعها ببعضها البعض حتى تصبح العجينة جاهزة ويظهر الأثر، ومن ثم تقوم بإضافتها للقوالب وتتركها ليومين أو ثلاثة حتى تتماسك، ومن ثم تقوم بعدها بإزالتها من القالب وتقطيعها وتتركها حتى تنشف لمدة أربعين يومًا أو شهرين إن كانت على الطريقة الباردة، مبينة أن هناك أكثر من طريقة لتصنيع الصابون ولكنها بغالبية المرات تستخدم الطريقة الباردة حتى تبقى محافظة على المعادن والفوائد داخل الصابون.

للصابون الذي تُصنعه لبنى فوائد عديدة خاصة وأنه يعتمد على زيت الزيتون والزيوت الطبيعية ولا يوجد به مواد كيميائية، وهو صابون علاجي أكثر منه تجاري فهو يركز على معالجة الظواهر الجلدية مثل ” الكلف و النمش وحَب الشباب والاحمرار والأكزيما والصدفية والجفاف”، إضافة إلى فوائده للشعر خاصة لمن لديه ضعف ببصيلات الشعر ولمن لديه قشرة أو جفاف وهو أيضًا مفيد للشعر الدُهني، وأيضاً لديه فوائد للجسم فهي تعطيه رطوبة ونضارة ونعومة، إضافة إلى أنه يوجد لديها صابون معطر وصابون للمناسباتز

شاركت لبنى في عدة معارض وكانت أول مشاركة لها عام ٢٠١٧ بمهرجان الخليل للتسوق ومن بعدها انطلقت مشاركاتها في المعارض فشاركت بكافة مهرجانات الغرفة التجارية والمعارض التي أقامتها بلدية الخليل وبيت لحم ورام الله، إضافة إلى مشاركتها في معارض خارج فلسطين وذلك في الأردن والكويت، وعن ردة فعل رواد هذه المعارض أكدت أن ردود الفعل كانت رائعة وكانت الكميات التي تأخذها معها لهذه المعارض تُباع بأكملها، مضيفة أن الإقبال الحالي على محلها جميل فطالما أن البلدة القديمة بها سياح وحركة نشطة من المواطنين يكون هناك إقبال منهم للشراء من منتجاتها، مضيفة أنها تخطط لافتتاح رسمي لمحلها بعد الانتهاء من تجهيزه بشكل كامل.

تطمح لبنى لأن يكون منتجها متواجدًا في كل بيت سواء بفلسطين أو خارج فلسطين، إضافة إلى أنها تطمح بأن يكون منتجها عالمي، خاصة وأن من يشتري منتجاتها من الخارج يعود لطلبها مرة أخرى.

ووجهت رسالتها للنساء بأنه من لديها أي مشروع أو فكرة مشروع بأن تبدأ وأن لا تستسلم وتستمر بالمحاولة، حتى لو أخطأت فكل محاولة عن أخرى تضيف لها شيئًا جديدًا وهدفًا جديدًا، فعليها المحاولة حتى تصل لحُلُمِها وهَدفها الذي تنوي تطبيقه على أرض الواقع.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة