loading

مشاريع تراثية فنية برعاية حاضنة ثقافية فلسطينية

هيئة التحرير

حاضنة فنية ثقافية تراثية أطلقها مسرح وسينما القصبة، تفتح المجال أمام المؤسسات والمبادرات والفنانين لتطوير مشاريعهم الريادية من خلال التدريبات والتمويل الذي تقدمه حاضنة فلسطين الثقافية خاصة في ظل الشُح المالي للقطاع الثقافي في فلسطين 

وحول هذه الحاضنة ومشروعها يقول المدير التنفيذي لمسرح القصبة ومؤسس حاضنة فلسطين الثقافية سامر مخلوف إن هذا المشروع الذي نفذته حاضنة فلسطين ومسرح وسينما القصبة بدأ عام ٢٠٢٠ وأتت فكرته من حاجة مهمة في القطاع الثقافي والفني في فلسطين، وذلك بسبب شُح التمويل وقلة المصادر المالية والتمويل للمؤسسات، والذي أدى إلى دخول معظم المؤسسات والفنانين الأفراد في أزمة تمويل ما أدى إلى دخولهم في أزمات في الإنتاج وعلى الصعيد الشخصي

 وأضاف أنه أصبح هناك عدد كبير من المبادرات الفنية والثقافية والمؤسساتية التي إما قلصت حضورها ووجودها وفعالياتها أو إنها اختفت تماماً، مبينًا أن هذا بالنسبة لهم دق جرس الإنذار حول ضرورة البحث عن بدائل مستدامة للتمويل والتمويل الأجنبي، وذلك لدعم المؤسسات الثقافية خاصة في ظل عدم كفاية المصادر المالية والموارد المالية التي تخصصها الحكومة الفلسطينية وتحديداً وزارة الثقافة 

وأشار مخلوف إلى أن هذه الأزمة تعمقت بعد فترة كورونا نتيجة الأزمة المالية التي تلتها، والتي طالت معظم القِطاعات وكان القطاع الثقافي الأكثر تضررًا، مضيفاً أن التفكير بهذا المشروع جاء بعد هذه الأزمة، والتفكير بطرق للخروج منها والتحايل عليها والالتفاف حولها، أي بالتعويض عن هذا النقص الحاد في موضوع التمويل حيث المؤسسات الفنية دون تمويل لا تعمل

وأوضح أنهم بدأوا بالتفكير بالعمل حول مبدأ الصناعات الثقافية والإبداعية، وهذا يركز على زيادة عدد ونوعية الأنشطة الثقافية، وتحسين جودتها والوصول لأكبر عدد من الجمهور، وبالتالي يصبح الجزء الأكبر من مصاريف التغطية آتية من مصادر دخل ذاتية للمؤسسة أو الفنان الفرد، ومن هنا بدأ البحث عن كيفية تحقيق هذا الهدف ومساعدة الفنان أو المؤسسة أو المبادرة وتحديداً الأشخاص الريادين، حول كيفية الاعتناء بمنتجاتهم الثقافية من خلال تدريبات 

وبين مخلوف أن المشروع هو عبارة عن حاضنة مختصة بالقطاع الفني والثقافي، حيث قاموا بإطلاق الحاضنة وإطلاق دعوة للفنانين للتسجيل، مضيفاً أنهم تلقوا عدداً كبيراً من المسجلين وقاموا بالاختيار بناء على المعايير التي وضعوها، وهي أن يكون المشروع ريادي ويكون لديه الحد الأدنى من فرص  ومقومات النجاح، إضافة إلى التوزيع الجغرافي حيث قاموا بالتركيز على المبادرات من خارج منطقة المركز والوسط حيث هناك حالة إشباع، إضافة إلى أنه هناك إشكالية كبيرة في موضوع البنية التحتية حيث في “رام الله، وبيت ولحم، والقدس”، هناك عدد من المؤسسات والمسارح ودور العرض ولكن في مناطق ثانية هذه الإمكانيات معدومة، فكان هناك تركيز على إعطاءهم فرصة رفقة المناطق الأقل حظًا تحديداً بالأرياف ومناطق ” ج”، وبين أن هناك ثلاثة دورات مختلفة حيث تم اختيار خمسة عشر مشروع في كل دورة منهن، حيث شارك أصحاب هذه المشاريع في برنامج تدريبي متخصص ومكثف على مدار خمسة أشهر لستة أشهر

وشدد على أن فكرة الحاضنة والمواد التي تُعطى بها التي تتعلق بالتدريب تم تطويرها بالتعاون مع خبيرة هولندية متخصصة في تأسيس حاضنات بالأعمال المتعلقة بالثقافة حول العالم، حيث قامت بالمساعدة في تطوير المنهج الدراسي وطرق التعامل مع الناس والإختيار والمعايير، وأضاف أن آخر دورة كانت في الربع الثاني من العام الحالي حيث كان هناك ما يقارب من ١١ مبادرة ملتحقيين، وتم عرض أفكار مشاريعهم أمام لجنة متخصصة وتم اختيار ثلاثة مشاريع تم إعطاءهم الدعم المادي 

ولفت إلى أن فكرة الحاضنة ليس فقط إعطاءهم تدريبات إنما أيضاً اختيار من ثلاثة لخمسة مشاريع واعطاءهم التمويل البذري الذي يساعدهم على تطوير أفكارهم للمشاريع الخاصة بهم، مضيفاً أنهم في الوقت الحالي في مرحلة الاشراف على تنفيذ هذه المشاريع والمبادرات الفنية، مضيفاً أنهم فعلوا فرقًا حيث انتقال المشروع من مرحلة لآخرى شيء مهم جدًا، إضافة إلى أنه يوجد عوائد مادية للأشخاص الموجودين في المبادرة

المبادرات الثلاث 

أكد مخلوف أن المبادرات التي حصلت على التمويل هن ثلاثة مبادرات فنية ثقافية تراثية فلسطينية أي في مجال اختصاصهم ، والمبادرة الأولى كانت للسيدة سامية علي من بلدة جماعين عملت مع نساء من بلدتها حيث كان لديهم مشكلة في تطوير منتجاتهم ولكنها ساعدتهم على بيعها وعرضها على المؤسسات، حيث إنها تعلمت كيفية تطوير منتجاتها فقامت بنقل خبرتها للنساء في القرية مما ساعدهم على الاستفادة، مضيفاً أنها كانت تشارك في المعارض وأصبحت اليوم تستخدم البيع عن طريق الانترنت، وهم ويقدمون منتجات ثقافية وفنية وتراثية فلسطينية 

وأوضحت سامية أن لديها موهبة الرسم وشغف بالمشغولات اليدوية حيث كانت تشارك بالمعارض وتسوق عبر الإنترنت وبدأت للتسويق لمنتجات السيدات من بلدتها جماعين 

وأضافت أن مشاركتها في تدريبات المشروع ساعدتها على التفكير السليم في التسويق، مبينة أنه بعد حصولها على المنحة دخلت في رسم الديجيتال وحولته لمنتجات مطبوعة مما أدى إلى زيادة الطلب لديها دون الحاجة للمشاركة في معارض

أما المبادرة الثانية فكانت للسيدة سارة أبو عمر تعمل في بيع منتجات فنية تراثية في مشروع ” تراثنا وحاضرنا”، وذلك برفقة أربعة سيدات ناجيات من سرطان الثدي حيث حصلوا على تدريبات من إحدى المؤسسات ونظراً لأنهن فقدن عملهن خلال فترة العلاج، عملن على تطوير فكرة هذا المشروع وقاموا بدعمهن وتوفير المعدات والأدوات التي تمكنهن من تطوير مشاريعهن

وأكدت أبو عمر أن المشروع يحافظ على الهوية الفلسطينية والتراث الفلسطيني، والتطريز اليدوي الحديث، مبينة أن منحة المشروع عملت فرقًا كبيراً في عملهم حيث أصبحوا قادرين على توفير كافة الطلبات وأحدثت فرقًا للأفضل بنسبة ٩٠% 

وفي المبادرة الثالثة فهي للفتاة جهاد أبو الحج حيث تقوم بعمل المنتجات اليدوية وترسم على الخشب وعلى الأحجار في مشروع صديق للبيئة، وقامت بتطوير أعمالها الفنية الثراثية من خلال حصولها على التمويل من مسرح القصبة

وأكدت أبو الحج أنها شاركت بمعارض لعرض منتجاتها الفنية بعد حصولها على هذه المنحة، كما أن مبيعاتها زادت بنسبة ٢٠%

دورة جديدة 

وشدد مخلوف على أن الحاضنة يكون لديها دورتين لثلاث دورات سنوياً، مبينًا أنهم أطلقوا دعوة مفتوحة للتسجيل والالتحاق بالحاضنة، وسجل بها ما يقارب من ١١٠ طلبات وهم بصدد دراسة هذه الطلبات لاختيار من عشرين لخمسة وعشرين مبادرة، حتى يلتحقوا بمرحلة التدريبات ومن ثم مرحلة عرض المشاريع ومن بعدها مرحلة التمويل البذري ومن ثم الإشراف على التمويل 

وأكد أن هذه المبادرة من مسرح وسينما القصبة هي مساهمة في مساعدة المؤسسات والفنانين والافراد ليحصلوا على مصدر تمويل، ولكن هذا ليس كافي فهناك حاجة لدعم أكبر في مجال التمويل البذري وزيادة عدد المستفيدين منه لأن عدد المتقدمين كبير جداً وهم الحاضنة الوحيدة الموجودة بفلسطين

وأضاف أن موضوع الصناعات الثقافية في فلسطين هو موضوع جديد وبحاجة إلى تطوير عدد كبير من المشاريع، وذلك لأن البيئة الحيوية المرافقة كالبنية التحتية وإقرار مشاريع مساندة من قبل الحكومة أو تشريعات وقوانين يمكن تطبيقها لمساعدة الفنانين والمبادرات وإعفاءهم من الضرائب لفترة معينة، ما يساعد على التحرر من التمويل بشكل عام حيث الجري وراء التمويل هي عملية متعبة، إضافة إلى أنه أصبح هناك تمويل مشروط وهناك يصبح التمويل هو تمويل فلسطيني ذاتي، ومعنى ذلك هو التحرر حيث يستطيعون إنتاج أي شيء دون قيود أو شروط من الممول، إضافة إلى أنهم قاموا بعمل فكرة التمويل الدوار حيث المبادرات الناجحة يكون للحاضنة عائد بسيط بنسبة ١٠% من الأرباح، وتكون هذه لدعم مشاريع أخرى ويصبح هناك تمويل دوار متاح دومًا يفيد فنانين آخرين

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة