loading

تراثي ثروتي”.. مهرجان لإحياء ودعم التراث الوطني”

هيئة التحرير

من بين أزقة الخليل القديمة ومصانع الزُجاج والحِرَف التراثية انطلق مهرجان التراث الرابع عشر بعنوان ” تراثي ثروتي” والذي يمتد حتى الثامن من الشهر الحالي، في مختلف محافظات الوطن وذلك بتنظيم من مركز الفن الشعبي

” تراثي ثروتي” اسم المهرجان هذا العام والذي يُنَظَمُ للمرة الرابعة عشر، هذا العام اختيرت الحِرفُ اليدوية المختلفة لتسليط الضوء عليها في هذا المهرجان، وذلك في ظل عزوف الناس عن الشراء واقتناء التحف الفنية التراثية واستبدالها بالمُستورد من الخارج 

منسق المهرجان رامي مسعد يقول في حديث ل” بالغراف” إن انطلاقة المهرجان كانت من مدينة الخليل وذلك بجولة على الحِرَف والصناعات التقليدية التي تمتاز بها الخليل مثل ” الزجاج، الحلويات والصناعات الغذائية، صناعة الكوفية”، مضيفاً أن ذلك تم بمشاركة ٦٠ طالبًا وطالبة من محافظة رام الله والبيرة، وهم يتعلمون الدبكة في مركز الفن الشعبي وتمت هذه الجولة على المحطات المختلفة

وبين أن الأكثرية من هذه الفئة العمرية يزورون الخليل للمرة الأولى فكانت زيارة مهمة، لأنهم للمرة الأولى َيَرونَ معاناة أهل الخليل من خلال البُعد الوطني حيث الانتهاكات والعنصرية التي يُمارسها الاحتلال في المدينة وتواجد المستوطنين بشكل كبير، فكانت هذه الأهداف الوطنية للزيارة، إضافة إلى أغلبيتهم أيضاً يرون الصناعات الحِرَفية للمرة الأولى وما هي هذه الصناعات وكم شخص يعمل بها، وكمية العائلات التي تستفيد منها والمراحل التي تمر بها لتكون بالجودة الجميلة التي تخرج بها

وشدد مسعد على أنها كانت جولة مهمة لتعزيز أهمية دعم هذه الصناعات الحرفية وأهمية دعم المنتج المحلي لهذه الفئة العمرية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تتعرض لها من اندثار وتراجع والاتجاه للمواد المستوردة نتيجة لِتكلفتها الأقل، ولكن في هذه الصناعات هناك جودة أعلى حتى لو كانت بسعر أعلى إضافة إلى أنها مصدر دخل للعائلات وهي توفر وظائف للكثيرين، إضافة للحرفية العالية للعاملين بها، ولذلك كانت مهمة هذه المشاهد للأطفال بأن يروا ما بالمسألة من بُعد وطني ودعم منتج محلي وجودة وحرفية عالية، وعائلات مستفيدة من هذه الصناعات فكانت مقارنة مهمة لمحاورة الطلبة المشاركين 

وعن أهداف هذا المهرجان أكد مسعد أن قضية المهرجان تختلف من سنة لأخرى لتسليط الضوء عليها من خلال الفعاليات المختلفة، وهذا العام وقع الاختيار على شعار ” تراثي ثروتي” وهي تعتمد على الصناعات الحرفية وكيفية تسليط الضوء عليها، والتي تمتاز بها محافظات مختلفة، مثل ” الزجاج، الخزف، الصابون، والفخار، والنسيج، والجلود، وصناعة الأدوات الموسيقية، وغيرها من الحِرَف المتنوعة” الموجودة بفلسطين وهناك العديد ممن يعملون بها

وبين أن هذا هو الهدف الرئيسي وهو تسليط الضوء على الحِرَف في هذا المهرجان، وكيفية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي بشكل أساسي والموروث الاقتصادي أيضاً، والذي من المهم إحيائه وأن لا يبقى مجرد شيء نتغنى به، إنما كيفية إحيائه وأن يبقى حاضرًا في المستقبل وكيفية إنعاش هذا الاقتصاد المحلي، لأن أي شعب يريد أن يتحرر وليس لديه إنتاج فكيف سيكون التحرير، وهو وسيبقى في إطار التبعية للاحتلال والسوق الحر وكافة التبعيات التي لا يمكن الانفكاك عنها إلا بدعم الإنتاج المحلي، مشيراً إلى أن هذه الأهداف الوطنية والتراثية لقضية المهرجان هذا العام 

ولفت مسعد إلى أن كافة الموروث الوطني الثقافي يُحاول الاحتلال سرقته سواء ” الزي أو أدوات أو طعام” فكل ما يستطيع سرقته يسرقه، فهو يسرق الحجر والأرض فليس غريباً على الاحتلال سرقة التراث، مبينًا أن كافة مخرجات المهرجان هي لمحاربة سرقة هذا الاحتلال لهذا التراث، إضافة لضرورة بقاء الأجيال الجديدة واعية لهذا الموضوع، وأن يتم توارث التراث من جيل لآخر حتى يتم البقاء في أهمية الوعي نحو أهمية هذا التراث لنا، وأن يبقى الشعب بمواجهة هذه الهجمة الشرسة عليه

تتركز فعاليات المهرجان هذا العام بمختلف مناطق الوطن، فبين مسعد أن الفعاليات ستكون في سبعة محافظات متنوعة الفعاليات، وترتكز بشكل أساسي على الحِرَف والصِناعات التقليدية، ولكن يحاكيها بفعاليات تراثية مختلفة من “حكايات شعبية مختلفة، وعروض دمى، وغناء تراثي، ومعارض تسويقية لنساء فاعلات، وجولات ميدانية، وورشات تعليمية للأطفال حول صناعة القش والفخار والصابون” كما أنهم يتشاركوا رفقة كبار السن صناعة هذه الصناعات

وتابع بأن الفعالية الثانية كانت في بلدة يعبد بجنين حيث شارك بها ٣٠٠ طالب مدرسي من عدة مدارس ببلدة يعبد، حيث شاركوا بهذه الفعالية والتي كانت ترتكز على زوايا متنوعة من “صناعة الصابون، وخبز الطابون، والفخار، وغيرها من الصناعات التقليدية”، مضيفاً أن الطلبة يتشاركون مع السيدات ويتعلموا منهم كيفية الصناعة وكيف هي مصدر دخل لهم وماذا تعني لهم، إضافة إلى جولة حكايات شعبية وقصص مرتبطة بالمهن والتراث، وأهمية المعرفة والوعي للأطفال حول هذا الموضوع

من أهم الفئات المستهدفة في هذا المهرجان هم الأطفال وحول ذلك يلفت مسعد أن الهدف من ذلك هو حماية الموروث الثقافي، وذلك عن طريق نقله للأطفال والأجيال الجديدة، بحيث يتعرف الأطفال على الصناعات والحِرَف والتراث بكل مكوناته، فالحفاظ عليه ونقله هو أهم المعارك الليبرالية للشعب الفلسطيني، وأن يبق الأطفال متمسكين بالهوية وأن يواجهوا كل ما يحاول الاحتلال سرقته وتشويهه ونسبه له، مشددًا أن هذه معركة ليست بالقليلة في مرحلة النضال التحرري والمواجهة مع الاحتلال، فإذا ما نُقلِت للأجيال الجديدة وتمسكت بهذا الموروث وهذه الهوية، فعدم المعرفة بهذا التراث ينعكس سلبيًا على كافة مناحي الحياة المختلفة، مؤكدًا أن بناء شخصية الإنسان تعتمد على فكره ومعرفته وهويته ومدى انتمائه للمكان الذي هو به ولوطنه، وكل هذا يأتي من خلال هذا المكان والمعرفة 

وحول ما يتميز به هذا المهرجان بدورته الرابعة عشر عن الدورات السابقة أكد مسعد أنه لا شك أن كل مهرجان يُراكم على المهرجانات السابقة، ولكن تبقى قضية المهرجان هي المختلفة بين كل مهرجان وآخر، فالسنة المُنصرمة كان المهرجان ” التراث وليد الأرض” بمعنى كل الموروث الثقافي نابع من الأرض، وهذا العام هي عن الصناعات التقليدية الحِرَفية

وأضاف أنهم يحاولون في كل عام اختيار مواضيع مهمة بالسياق الفلسطيني ومرتبطة بالسياق الاقتصادي ودعمه وتعزيز المقاطعة من خلال دعم المنتج المحلي، ولذلك كان السياق ووقت المهرجان مهم، إضافة إلى أن عدد الشركاء أوسع من العام الماضي وأيضاً هناك سبع محافظات فالوصول إلى المحافظات هذا العام كان أكثر من العام السابق، إضافة إلى غِنى وتنوع البرنامج والفعاليات المتنوعة في هذا المهرجان أكثر من العام المنصرم، ومساحة الفعاليات هذا العام كان أكثر أيضاً

وأشار إلى أن في المهرجان شهد فعاليات متنوعة في محافظة رام الله والبيرة من خلال أمسية تراثية تتخلها عدد من المعروضات لِفِرق متنوعة، ومعرض لسيدات يعملن بتصنيع الحِرف، إضافة إلى أنه سيشهد اليوم فعالية في ضاحية ارتاح بطولكرم، وفعاليات أخرى في الأيام المقبلة بالبلدة القديمة بالقدس، وأخرى ببيت لحم، حيث بالمهرجان هناك تنوع بالأماكن والفعاليات والجغرافيا، مضيفاً أنهم تميزوا بهذا المهرجان من خلال الأماكن التي تُقام بها الفعاليات المتنوعة من بلدات قديمة وساحات مفتوحة بعيداً عن القصور والقاعات المُغلقة، وبهذا يكون هناك ربط بين كافة عناصر التراث من مكان وفعاليات وغيرها

واختتم مسعد حديثه بأن هناك عدد كبير من الشركاء في هذا المهرجان فكل فعالية تنفذ في أي مكان يكون هناك شريك على الأرض، سواء بلديات أو مراكز أو مجموعات شبابية يعتزون بهم جميعًا، حيث هناك أكثر من عشرة شركاء لديهم نفس الإيمان بهذه الأهداف الخاصة بالمهرجان وأهميته، مضيفاً أن كل فعالية بها معرض تسويقي لمنتجات حرفية مرافقة لها، إضافة إلى ورشات تعليمية لهذه الحِرف، وَتُنَفَذ الفعاليات بأدوات تراثية شعبية من سرد قصص وعروض تراثية 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة