ماهو برتوكول هانيبال؟ وهل فعلّته “إسرائيل”

هيئة التحرير

جن جنون “إسرائيل” من هول الصدمة التي فجرتها المقاومة الفلسطينية في عملية “طوفان الأقصى” مع بزوغ فجر السابع من أكتوبر الجاري، وما أحدثته من فعل وصفه الفلسطينيون بالحلم والنصر التاريخي، فيما وصفه إسرائيليون ببداية النهاية أو الكابوس.

هول الصدمة وحجم الهزيمة، وتمكن المقاومة الفلسطينية من الدخول إلى عمق الأراضي المحتلة بشكل غير مسبوق وقتل وجرح وأسر عدد غير محدد على وجه الدقة حتى الآن من الضباط والجنود والمستوطنين، دفع بعض الخبراء والمحللين الإسرائيليين إلى التلميح والتصريح بضرورة تفعيل برتوكول هانيبال أو سياسة الأرض المحروقة.

برتوكول هانيبال، إجراء يستخدمه جيش الاحتلال (الوحيد بين جيوش العالم) لمحاولة منع أسر جنوده، أو قتل الآسر والأسير، بمعنى آخر “جندي قتيل أفضل منه أسيراً”.

ويتم تفعليه تحت أي ثمن دون الاعتبار لروح الإسرائيلي المقدسة في عقيدتهم المحرفة، فيتم تجاوز أمر قداسة الروح اليهودية حين يتعلق الأمر بالشأن الوجودي لإسرائيل.  ورغم عدم الإعلان الرسمي عن تفعيل هذا البرتوكول، يرى مراقبون أن حكومة نتنياهو أعطت الضوء الأخضر لجيشها بتفعيله، والقصف العشوائي والهمجي غير المسبوق على قطاع غزة ربما يكون مؤشراً على ذلك. وما أعلنته حركة حماس بمقتل مستوطن في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي، ربما يشير إلى ما سبق ذكره.

وخلافا للانطباع العام بأن “بروتوكول هانيبال” أُدخل إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2001، كشف ضباط إسرائيليون متقاعدون أن البروتوكول صيغ منذ إبرام صفقة الأسرى الأولى بين “إسرائيل” والجبهة الشعبية القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل عام 1985.

هذا البرتوكول السري، صيغت بنوده رسميا منذ ذلك الوقت، وجرى تعميمه على الجنود خلال حالات الحرب، على الرغم من أنه كان معمولا به خلال الحرب الأولى على لبنان عام 1982، بشكل شفهي وغير مكتوب.

وكانت الصيغة الأولية تفيد بأن “عملية الاختطاف يجب أن تتوقف بكل الوسائل، حتى لو كان ذلك على حساب ضرب قواتنا”.

الصحفي الإسرائيلي في جريدة هآرتس العبرية أوري ميسكاف، قال إن الشرارة التي انطلقت منها فكرة “بروتوكول هانيبال”، تعود إلى عام 1982 حين استطاعت “الجبهة الشعبية القيادة العامة” أسر عدد من الجنود الإسرائيليين، حيث عمل الإسرائيليون 3 سنوات لإيجادهم لكنهم أخفقوا لينصاعوا إلى شروط “الجبهة” ويطلقوا 1125 أسيرا بينهم محكومون بالإعدام، لتكون هذه الصفقة، الشرارة التي انطلقت منها فكرة هذا البروتوكول، والذي يهدف إلى تجنب الدخول في مفاوضات شاقة ومذلة لعقد صفقة تبادل أسرى تدمر “هيبة إسرائيل وصورتها وصورة جيشها في العالم”.

بعض التقارير الصحفية ذهبت إلى أبعد من ذلك، وقالت إن دولة الاحتلال الإسرائيلي فعلت بروتوكول هانيبال خلال عملية ميونيخ عام 1972 والتي تمكن فيها مجموعة فدائية تابعة لحركة فتح من الهجوم على مقر إقامة الرياضيين الإسرائيليين في المدينة الأولمبية في ميونيخ في ألمانيا، واحتجزوا تسعة منهم.

وقتها طالب الفدائيون “إسرائيل” بالإفراج عن 200 معتقل من سجونها مقابل الإفراج عن الرياضيين التسعة، لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت الانصياع لمطالب الفدائيين وأرسلت بعثة من رجالها لوضع كمين للقضاء على الفدائيين.

وعندما عرف الفدائيون أن “إسرائيل” ترفض مطالبهم طلبوا طائرتين من الألمان لنقلهم إلى القاهرة، ولكن الطائرتين هبطتا في مطار عسكري ألماني تابع لقوات حلف شمالي الأطلسي، وكان مطوقاً بقناصة باشروا بإطلاق النار على الفدائيين والرهائن الإسرائيليين، ما أدى إلى مقتل الرهائن وخمسة من الفدائيين وإلقاء القبض على ثلاثة منهم، ورغم أن التقارير تشير إلى أن القناصة كانوا ألمان، إلا أن بعض المحللين ذهبوا إلى أن تل أبيب فعلت برتوتوكل هانيبال في تلك العملية.

من هو هانيبال؟

هانيبال بنْ حَملقار برقا هو قائد عسكري قرطاجي ينتمي إلى عائلة برقا البونيقية العريقة، ويُنسب إليه اختراع عدة تكتيكات حربية في المعارك لا تزال معتمدة حتى اليوم.