loading

رواية غربية تغيرت على وقع إبادة غزة الجماعية

هيئة التحرير

منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة، تبنى الإعلام الغربي رواية الاحتلال بشكل كامل، غافلاً عن القصف العنيف على قطاع غزة، ومئات الشهداء والجرحى الذي ارتقوا في الأيام الأولى للحرب، وغلب عليها كما كان يُرى تصديق العالم الغربي لهذه الرواية 

مع توالي أيام العدوان لم تتغير الرواية الغربية كثيراً لكنها تراجعت حدتها وتراجع تبنيها لرواية الاحتلال واعتذرت عن نشر بعض الأخبار، هذا التغير لم يكن ليكون دون النشر المكثف على مواقع التواصل الاجتماعي من الصحفيين والنشطاء، فالكثير من مشاهير العالم تغير تضامنهم وانقلب لصالح الرواية الفلسطينية وهكذا كان الحال لدى الجماهير الغربية، والذي ظهر جلياً في المظاهرات التي تشهدها المدن الغربية والأوروبية

قصف البيوت ومشاهد آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى ومشاهد النازحين في المشافي والمدارس والخيم في مناطق غزة المختلفة، وارتكاب مجزرة مستشفى المعمداني ومجازر مخيم جباليا، كان لها الأثر الكبير في حشد وتغيير رأي العالم والجماهير الغربية ولفت انتباهها حول ما يجري في غزة 

في البداية شهد العالم مظاهرات خجولة للجاليات الفلسطينية والعربية وبعض الأجانب في المدن الغربية مع تشديد كبير من الحكومات واعتقالات للعشرات منهم وقمع لهذه المظاهرات، التي بدأت تزاد يومًا بعد يوم وجمعة بعد آخرى خاصة مع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها السكان في كافة مناطق القطاع

في العاصمة البريطانية لندن شهدت المدينة أكبر تظاهرة منددة بما يجري في القطاع، حيث خرج أكثر من مليون متظاهر مطالبين بوقف العدوان على غزة ووقف فوري لإطلاق النيران فيه، لندن التي تنظم مظاهرات كل سبت إضافة إلى وقفات مختلفة بمناطقها خلال الأسبوع، تشهد كل سبت انضمام مئات الآلاف من المواطنين لهذه المظاهرات، في مشهد غاب عن لندن لما يقرب من عشرين عاماً أي منذ الحرب على العراق

لم يختلف الحال كثيراً في العاصمة الفرنسية باريس والمدن الفرنسية الأخرى ، ففي بداية العدوان مُنِعَ المتظاهرين من التظاهر والتعبير عن رأيهم وقُمعوا ولكن بعد الاحتجاج الكبير، سمحت الحكومة للمواطنين بالخروج، فبدأت المظاهرات تخرج في باريس وأصبحت تزداد يوماً بعد يوم، ليخرج ماكرون مطالباً بحماية المدنيين ومنع قتل النساء والأطفال الأمر الذي تسبب بتوتر مع نتنياهو ليسارع ماكرون لتبرير ما قاله، فيما تتواصل المظاهرات المننددة بدعم حكومتها للاحتلال ومطالبة بوقف العدوان ووقف قتل النساء والأطفال في غزة، وهكذا الأمر في مختلف المدن الفرنسية 

في أمريكا حيث الدعم اللامتناهي للاحتلال والتربية منذ الصغر على دعم الاحتلال وتبني الإعلام الأمريكي بشكل كامل لرواية الاحتلال، أصبح المواطنين الأمريكيين مع مرور الوقت في هذا العدوان تصلهم الأمور أكثر وضوحاً، فأصبحوا يخرجون منددين بدعم حكومتهم اللامحدود للاحتلال، حيث شهدت واشنطن أكبر تظاهرة منذ سنين طويلة مطالبة بوقف العدوان وكذلك نيويورك وشيكاغو وغيرها من الولايات

في إسبانيا وإيطاليا لم يختلف الوضع كثيراً فالمظاهرات في مدن الدولتين لم تتوقف وكذلك الوقفات الاحتجاجية المعبرة عن تنديدهم بعدوان الاحتلال ومطالبتهم بضرورة وقفها، حيث تشهد المدن في كلتيهما مظاهرات حاشدة على مدار الأسبوع لا تتوقف، وكذلك كل في وظيفته ويحتج بطريقته الخاصة 

في سويسرا وللمرة الأولى منذ بداية العدوان خرجت بالأمس مظاهرة حاشدة في مدينة جنيف مطالبة بضرورة وقف العدوان والوقف الفوري لإطلاق النار ووقف قتل الأطفال والنساء 

في دول أمريكا اللاتينية شهدت مدنها مظاهرات منددة بالعدوان على غزة ومطالبة بوقف العدوان فيما لم يكن موقف حكومات بعض هذه الدول مختلفًا عن مواقف شعوبها فهي أيضاً كان لها دورها، فكولومبيا كانت الدولة الأولى التي تطرد سفير الاحتلال من دولتها ومطالبة بوقف العدوان وتقديم قادرة الاحتلال للعدالة، وتبعتها بوليفيا أيضاً بهذه الخطوة 

في الدول الإسكندنافية لم يختلف الحال كثيراً حيث خرجت الجماهير منددة بعدوان الاحتلال ومطالبة بوقف المجازر وقتل الأطفال، وبضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مظاهرات أصبح يزداد عدد المتظاهرين مع كل يوم يمر في العدوان

لم يختلف الحال في الملاعب الأوروبية فكان للجماهير دورًا بالاحتجاج خلال المباريات، فقامت جماهير سيلتك الإنجليزي برفع الأعلام الفلسطينية خلال مباراتهم مع نادي أتلتيكو مدريد خلال بطولة أبطال أوروبا، تم توالى رفع الأعلام والتيفو المطالب بوقف المجازر في قطاع غزة، كان آخرها التضامن اللافت من جماهير ريال سوسيداد خلال مبارياتهم مع نادي بنفيكا البرتغالي حيث دخلوا بأكفان ملطخة بالدماء في دلالة على المجازر في القطاع رافعين أعلام فلسطين ومطالبين بوقف العدوان

هذا التغيير في التضامن الشعبي أتى على وقع الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة، وذلك على أمل إحداث تغيير واقعي يُسهم في وقف هذه الإبادة ووقف العدوان على غزة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة