loading

في ظل ما يحدث في الجامعات الأمريكية..  أين الحركة الطلابية الفلسطينية؟ 

هيئة التحرير

في ظل المظاهرات والاعتصامات التي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية وامتدت للدول الأوروبية، المطالبة بوقف التعاون مع الاحتلال ووقف الحرب على غزة، بات السؤال الأكثر طرحًا أين هي الحركات الطلابية الفلسطينية، وما سبب غيابها؟! 

الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب قال في حديث ل” بالغراف” إن هناك تقاعسًا من الحركة الطلابية الفلسطينية للتضامن مع حركة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية التي تنادي بوقف الحرب على غزة وإعادة النظر في علاقات هذه الجامعات الأمريكية مع الجامعات الإسرائيلية ومراكز الأبحاث إضافة لمنع تمويل مباشر لبعض الشركات الإسرائيلية 

وبين حرب أن الحركة الطلابية اليوم مُطالبة بالتضامن السلمي مع حركات الاحتجاج الطلابية العالمية التي انتفضت من أجل فلسطين، مضيفاً أن هذا يتطلب تعاون ما بين الجامعات الفلسطينية وكذلك الحركة الطلابية لتوحيد جهودهم باحتجاجات سلمية تكون في الحرم الجامعي لالجامعات الفلسطينية، بحيث تشكل حالة تضامن مع الحركة الطلابية العالمية التي تتشكل وحتى يكون الطلبة الفلسطينيين جزءًا من هذه الحركة العالمية 

وحول المقارنة بين الحركة الطلابية الفلسطينية والعالمية أكد أنه لا يعتقد أن هذه المقارنة جائزة، حيث إن أغلب قيادات الحركة الطلابية معتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء الحرب وما قبلها، إضافة إلى أنهم ملاحقين بشكل عام في الجامعات الفلسطينية من قبل الاحتلال، مضيفاً أن الظروف التي عاشتها الحركة الطلابية الفلسطينية على مدار السبعة أشهر الماضية من تقطيع الأوصال وتحويل التعليم للإلكتروني في أغلبه، مشيراً إلى أنه لا يمكن المقارنة بينهما

وأكد أن الحركة الطلابية الفلسطينية على مدار الثورة الفلسطينية كانت فاعلة وناشطة ولها أدوار مهمة، وكانت الحركة الطلابية تقود المواجهة في العمل الشعبي الواسع، وجزء منهم تم اعتقالهم بسبب مقاومة الاحتلال بالتالي فالمقارنة بينهما غير جائزة، ولكن المطلوب منهم هو حالة تضامن مع الحركة الطلابية العالمية التي تتعرض للاعتداء والاعتقال من قبل سلطات الحكم كما شُوهد بالجامعات الأمريكية

من جانبه يرى أحد القيادات الطلابية السابقين أنس أبو الرُب أنه تحت ضغط الأحداث الجارية عالميًا، بما في ذلك موجة المظاهرات والاعتصامات في أمريكا وأوروبا، يظهر هذا  السؤال حول دور ومكانة الحركات الطلابية الفلسطينية وسط هذه الاضطرابات،  ففي السابق كانت هذه الحركات الطلابية نشطة بشكل كبير في دعم القضية الفلسطينية وتحريك الرأي العام والسياسي على المستويات المحلية والدولية، ولكن يبدو أن هناك عدة عوامل قد أثرت مؤخرًا على فعاليتها وظهورها.

وأكد أن من أبرزها هو تأثر هذه الحركات بشكل كبير بالقيود السياسية داخل فلسطين، سواء تلك المفروضة من قبل السلطات الفلسطينية أو من قوات الاحتلال، والتي تشمل تقييد الأنشطة الطلابية والتحكم في المؤسسات التعليمية، ما يقلل من قدرتها على تنظيم وإجراء فعاليات مؤثرة، إضافة لمعاناة هذه الحركات الطلابية من الانقسامات الداخلية والخلافات بين الفصائل المختلفة، مما يضعف التنسيق والتعاون بينها، مشيراً إلى أن هذا التفكك يعيق جهودها في تشكيل جبهة موحدة قادرة على تحقيق تأثير كبير.

وأفاد أبو الُرب أيضاً بأن تدهور الوضع الوطني بشكل ملحوظ يجعل من الصعب فصل الحركة الطلابية عن المشهد الوطني الأوسع والمجتمع الفلسطيني بأسره، خاصة مع ضعف واضح في هيكل السلطة الفلسطينية، مضيفاً أن الإندماج المتزايد لقيادات شبيبة فتح في أروقة الحكم والأمن داخل السلطة جعلها تتبنى أجندة تخالف الاتجاهات الشعبية، خاصة ما يتنافى مع الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر، مما أدى إلى فقدانها لاستقلاليتها.

وأشار أبو الرُب إلى أن الاحتلال يستهدف الكوادر الفعالة، وهذا يمكن أن يكون متوقعاً، لكنه لا يبرر التجاهل الكامل للقضايا الحيوية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك تجاهل المجازر الاخيرة  في غزة، مبينًا أن تعطيل الانتخابات أثر سلباً على الجامعات والأطر الطلابية التي باتت تفتقر إلى برنامج عمل مستقل وتعمل بناءً على توجيهات الحزب الحاكم، مما يعكس حالة من التبعية والتأثر بالسياسة الأوسع.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة