هيئة التحرير
فازت رواية ” قناع بلون السماء” للأسير الكاتب باسم خندقجي بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” للعام 2024، في إنجاز شق أبواب السجن للعالمية
واختارت لجنة التحكيم رواية خندقجي الفائزة من بين “مائة وثلاثة وثلاثين” رواية ترشحت للجائزة لهذه الدورة باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين يوليو 2022 ويونيو 2023
وقالت شقيقته أماني خندقجي في حديث ل” بالغراف” إن هذا الفوز يعني الكثير لهم، فهو تكريم لفلسطين والأسرى والشهداء، ولشقيقها باسم، مؤكدة أن هذا الفوز أدخل الفرح لقلوبهم، ولكنها فرحة منقوصة وممزوجة بالألم بسبب الحرب على غزة والأسر والوضع العام في البلد
وأكدت خندقجي أنهم كانوا مؤمنين برسالة باسم وكتاباته، وهم كانوا متوقعين الفوز لهذه الرواية منذ أول يوم ترشحت به، ضمن ستة روايات، فهم مؤمنين جداً برسالة شقيقهم وكتاباته ولذلك توقعوا فوز روايته هذه
وبينت خندقجي أنه استغرق كتابة الرواية من شقيقها ما يقارب الستة أشهر، رغم ما مرت به من صعوبات في إخراجها وتدقيقها والمواد الأدبية التي أدخولها لشقيقهم، إضافة لتضييق الاحتلال عليه في داخل الأسر خلال الكتابة، فقد كانوا في معظم الأحيان يسحبون منه الأوراق والأقلام كعقاب له، بالإضافة إلى عزله
وأفادت خندقجي أن هذا الفوز هو تتويج لمشوار باسم الأدبي، وهي بمثابة بداية النجاح، متوقعة أن تكون كتابته ورواياته القادمة أكثر، خاصة وأن روايته هذه “قناع بلون السماء” هي الجزء الأول من ثلاثة أجزاء
وأوضحت خندقجي أن الشيء الأكثر صعوبة الذي واجههم هو عقب ترشح الرواية تعرض شقيقهم باسم لحملة شرسة من قبل اليمين المتطرف بقيادة بن غفير، بشكل هدد حياة شقيقهم، فكان لديهم خوف شديد على حياته، وحتى هذه اللحظة لديهم خوف أكبر من قبل خاصة وأنه يقبع حالياً بعزل سجن ريمون، وحتى هذه اللحظة لم يعلم أنه قد فاز بهذه الجائزة
ودعت خندقجي لشقيقها ولكافة الأسرى بالحرية، ولغزة بالفرج وأن تتعمر من جديد، وأن يعود شقيقهم لحضنهم من جديد
من جانبها وفي بيان لها قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، إن فوز رواية (قناع بلون السماء) للأسير باسم خندقجي بجائزة (البوكر) للرواية العربية، هو انتصار لصوت الأحرار، وللرواية الفلسطينية التي تحارب اليوم أكثر من أي وقت مضى في زمن الإبادة الجماعية التي تنفذ على مرأى من العالم.
واعتبرت مؤسسات الأسرى أن هذا الفوز جزءٌ من مسار الأمل والصمود الذي حمله الأسرى على مدار عقود طويلة في سبيل حرية فلسطين، والذي يأتي في وقت يواجه فيه الأسير باسم خندقجي وآلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال إجراءات انتقامية وعمليات تعذيب ومحاولات سلب غير مسبوقة بكثافتها
وأشارت المؤسسات إلى أنّ الأسير باسم خندقجي تعرض لعملية تحريض من قبل منصات الاحتلال الإعلامية في أعقاب الإعلان عن ترشح روايته للقائمة القصيرة لجائزة (البوكر) العربية.
واعتقل الأسير باسم خندقجي (40 عاماً) من نابلس، اعتقل في الـ2 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، وقد تعرض عقب اعتقاله لتحقيقٍ قاسٍ وطويل، قبل أن يُحكَم عليه بالسّجن المؤبد ثلاث مرات، وقبل اعتقاله كان خندقجي طالبًا في جامعة النجاح الوطنية تخصص الصحافة والإعلام.
وقد أصدر خندقجي منذ أسره عددًا من الأعمال الأدبية منها “ديواني شعر، و250 مقالة، وعدة روايات أدبية منها “نرجس العزلة” و”خسوف بدر الدين”، إضافة إلى روايته الأخيرة “قناع بلون السماء”، وترجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية” كما ويعتبر خندقجي من الروائيين الفلسطينيين على مستوى العالم العربي.