هيئة التحرير
“رحلة الموت” هكذا وصف ثلاثة من أسرى قطاع غزة تمكن محامي هيئة شؤون الأسرى من زيارتهم في سجن عوفر، حياتهم منذ لحظة اعتقالهم حتى وقتنا الحالي، حيث رووا بحرقة كبيرة، ما تعرضوا له من معاملة مجردة من كافة قيم الإنسانية والأخلاق على يد جنود الاحتلال والسجانين الإسرائيليين وفق ما قاله المحامي
محمد جاموس ( ٤٤ عاماً ) معتقل منذ الثالث من آذار الماضي، وفادي عياد ( ٣٩ عاماً ) معتقل إداري، فادي هويدي ( ٣٨ عاماً )، رووا للمحامي ما تعرضوا له خاصة خلال الشهور الأولى للحرب، حيث بينوا تعرضهم لفاشية حقيقية وتعذيب شديد تمثل ب ” تعرية من الملابس، ضرب، وتعذيب، وتنكيل، تقييد الأيدي والأرجل، تعصيب العينين، حتى حُولوا لفرائس لهذه الوحوش المسعورة، التي كانت تتلذذ بجوعهم وعطشهم وصراخهم ومرضهم، حسبما قالوا مؤكدين أنهم لا يُصدقون أنهم على قيد الحياة.
الأسرى الثلاث أفادوا بأنهم يتحدثون بصوت كافة أسرى قطاع غزة الذين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، مبينين أن رحلة الموت تبدأ من لحظة الاعتقال، مروراً بالنقل في العربات والشاحنات العسكرية، حيث يتعرضون للإهانة وإنكار إنسانيتهم بالتعذيب القاسي والشتائم، وصولاً إلى السجون التي تمنوا لو تبتلعهم الأرض لما شاهدوه من حقد وجنون، من قبل جنود في بدايات أعمارهم، كانوا ينكلون بهم بكل الوسائل والطرق، من خلال كسر عظامهم وفتح رؤوسهم حتى تسيل الدماء من كافة أجسادهم، مضيفين أنه بعدها يتم نقلهم للمستشفيات وعلاجهم، ليبدأوا مسلسل قتلهم من جديد، لدرجة أن عقولهم لم تستوعب ما يحدث وما يتعرض له، وفق وصفهم
وأضاف الأسرى أنه ومنذ اعتقالهم يقضون معظم وقتهم جالسين على أقدامهم أو منبطحين على بطونهم، مؤكدين أنه مهما مورس بحقهم من تعذيب لا يحق لهم إخراج أي صوت أو التعبير عن أوجاعهم، إضافة لاستخدامهم الكلاب في الاعتداء عليهم وترهيبهم، كما تم إطلاق وضخ الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل داخل غرفهم دون أي سبب، حتى فقد غالبية الأسرى الوعي مرات عديدة تحت الضرب المفتوح وغير المقيد، مؤكدين شهادتهم لارتقاء شهداء تحت الضرب كحالة الأسير الشهيد إسلام سرساوي
الأسرى أوضحوا أنهم اليوم جميعهم مرضى، حيث أُنهِكَت أجسادهم، وباتوا فريسة للمرض والإصابات من الضرب والتعذيب، ولا يقدم لهم العلاج والأدوية، مؤكدين أنه وعلى الرغم من كافة الظروف البائسة التي يتعرضون لها، إلا أنهم متمسكين بالأمل للعودة إلى عوائلهم أحياء، فهم يتحدون الواقع بكل تفاصيله القاتلة والمميتة، وذلك في سبيل احتضان أمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأبنائهم مجدداً