loading

حكي مدني: غزة وتجربة الصمود الفريدة

هيئة التحرير

في بودكاست “حكي مدني” الذي يقدمه الزميل علي عبيدات تحدث مدير الإغاثة الزراعية بغزة ونائب رئيس اللجنة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية تيسير محيسن، عن دور هذه المنظمات الأهلية في دعم وتقديم الاحتياجات المختلفة للأهالي في قطاع غزة، في ظل العدوان والمعاناة المتواصلة منذ عشرة أشهر

وقال محيسن أن المنظمات لديها الخبرة للتعامل مع حالات الطوارئ وذلك من تجاربها السابقة بدءًا من الانتفاضة وصولًا لهذا العدوان، كحالة الانتقال من مكان لآخر وتعبئة الموارد المحلية والتواصل مع الشركاء، إضافة لوجود المتطوعين في كل مكان ما سهل عليهم الاستجابة السريعة لحاجات الناس، ومحاولة إيجاد أماكن آمنة للنازحين خاصة في ظل حالة التشرد والنزوح التي يعيشونها

وبين محيسن أن تجربة هذه الحرب تختلف عن سابقاتها حيث أورثت دمارًا غير مسبوق في البنية التحتية ونظام الخدمات واستهداف البشر، إضافة إلى ظاهرة النزوح الجماعي من شمال قطاع غزة ولاحقًا خانيونس والوسطى ورفح فهي ظاهرة نزوح غير مسبوقة باستثناء النكبة، فكان هناك استهداف واضح لمنظومة الحياة بمقوماتها، مشيرًا إلى وجود منظمات عالمية منها المطبخ العالمي والمنظمات الأخرى، التي واكبت عملية النزوح وتقديم الخدمات بالإضافة للهلال الأحمر وأطباء بلا حدود، والتي ساهمت في تخفيف أعباء النزوح وتليبية الحاجات الطارئة

وأشار إلى أنهم عملوا منذ البداية على التنسيق فيما بينهم لتقديم الخدمات، ومطالبة المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال للاستجابة لوقف العدوان وتنفذ قرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ورصد وتوثيق الانتهاكات والتواصل مع الإعلام ونقل الصورة الحية لما يجري في الواقع من انتهاكات وتدمير وتشريد ومعاناة إنسانية، مؤكداً أنهم استطاعوا بلورة الرواية الفلسطينية والمظلومية التي يتعرض لها الشعب، وإبراز حجم العنصرية والفاشية التي انطوت عليها الممارسات الاحتلالية من قصف وتشريد وقتل واعتداء، إضافة إلى توثيق بعض جوانب الحياة التي غفلتها بعض وسائل الإعلام، وتسهيل عمل المنظمات الدولية والمحلية والوفود الرسمية التي وصلت لغزة خلال هذا العدوان

دمار هائل

ولفت إلى أن حجم الدمار لا يمكن حصره نتيجة استمرار العدوان، وهو هائل وغير محصور في “البنية التحتية، والمؤسسات الأهلية، والمؤسسات الحكومية، والمساجد، والمدراس، والجامعات، ومحطة الكهرباء، وتحلية المياه، والجامعات”، مؤكدًا أنه في الاجتياحات البرية مورست سياسة التطهير العرقي بشكل حقيقي بحق الأهالي

ووصف محيسن هذه الحرب بأنها” معركة البقاء” ما اضطرهم لاستنفار الإنسان الفلسطيني بكل ما لديه من قوة معنوية وعقلية وتعبئة الموارد المتاحة، وتوظيف كافة الطاقات المتوفرة من أجل البقاء والصمود ولقطع الطريق على أهداف هذه المقتلة من الاحتلال، فتم تعيين متطوعين بمبادرة كافة النشطاء من كافة الفئات وفي مجالات مختلفة، مؤكدًا تقديم الخدمات الطبية فمثلاً في مستشفى العودة ورغم كافة الاقتحامات والاعتداءات عليه إلا أنه استمر في تقديم الخدمات، إضافة للنقاط الطبية التي أقيمت في مراكز الإيواء وبأكثر من مكان، وأيضاً توزيع الأدوية ومعالجة المرضى والجرحى وكبار السن

ولفت محيسن إلى أن هناك غياب للدور الحكومي في هذه الحرب، أما القطاع الخاص فهناك نوعين منهم من أقام مركز للإيواء وأنفق على النازحين من ماله الخاص والتبرع لتقديم الاحتياجات للنازحين، مشيراً إلى أنه كان هناك ظاهرة تجار الحروب التي أدت لانتشار ظاهرة السرقة وارتفاع الأسعار والاحتكار، ولكنها ظاهرة شبه طبيعية تحدث في كافة المجتمعات، وكان لهم دور في محاربة هذه الظاهرة من خلال الحوار لمنع رفع الأسعار والاحتكار وكان هناك بعض الاستجابة، إضافة لتشكيل لجان حماية من النازحين وأيضاً مقاطعة التجار الذين يرفعون الأسعار من قبل الأهالي، ولكن هناك تنسيق كبير بين المنظمات والقطاع الخاص الذي تعرض لضربات وخسائر جسيمة، مؤكدًا أن الجبهة الداخلية ما زالت متماسكة

وحدة حقيقية

واشار إلى العمل الأهلي الفلسطيني هو الذي ساهم في إيجاد وحدة حقيقة بين الضفة وغزة من حيث الجامعات والمنظمات في المجالات المختلفة واتحاد الكتاب وغيرها، وذلك في إصرار على الوحدة وفي كافة المجالات وفي هذه الحرب استمرت هذه الوحدة بالتنسيق والتواصل وتقديم الدعم والمساعدة سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حشد المناصرة هو دور الأحزاب والقوى السياسية وليس دورهم كمنظمات أهلية، مؤكدًا على أهمية الوحدة وعدم التفرقة وذلك لأن الشعب الفلسطيني برمته

ووجه محيسن رسالته للمجتمع الدولي بضرورة وقف العدوان التي تستهدف كافة مقومات الحياة وهو يستطيع ذلك فلدية كافة الإمكانيات، إضافة للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بطريقة سليمة وعدم استخدام سياسة التجويع، وأيضًا فضح ممارسات الاحتلال وإيصال الصورة الصحيحة من قبل الاحتلال، مشددًا على ضرورة العمل لمنع تكرار هذه المأساة في الضفة الغربية

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة