تسنيم درويش
من قلب المسجد الحرام سطع اسم فلسطين بلون مختلف بعدما حقق الشاب عُبادة سلطان “21 عامً”، ابن مدينة الخليل المركز الثاني في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، والتي جمعت 123 دولة من مختلف أرجاء العالم.
بدأت رحلة سلطان مع القرآن الكريم في سن مبكرة، تحت إشراف والديه الذين زرعا في قلبه حب القرآن، حيث تنقل بين مساجد عديدة، بدءًا من مسجد قريب لمنزلهم وصولًا لمساجد بعيدة ليواصل دراسته للتجويد، مؤكداً أنه في حفظ كتاب الله لا يُوقفك شيء، لا عمل ولا مسافات.
قبل أسبوعين من المسابقة خضع عُبادة وصديقه من نابلس لاختبارات مكثفة في مدينة رام الله، تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ثم تأهلا للتصفيات النهائية في مكة المكرمة وبهذا تحقق حلمه رغم التحديات الكبيرة.
شارك عُبادة بالفرع الرابع بالمسابقة المتخصص بحفظ وتلاوة 15 جزءًا من القرآن، حيث كان مُدرِكًا لحجم المسئولية التي أخذها على عاتقه فكان يراجع هذه الأجزاء كل يومين إلى ثلاثة أيام، وبتواضع أهل القرآن يذكر أنه في هذه الأرض المباركة من هم أعلم منه في هذا المجال، مشيراً إلى أنه رأى في غزة 1400 حافظاً لكتاب الله سردوه كاملاً في جلسة واحدة، ونحن لا نّذكرُ أمامهم وأمام صبرهم المبارك، معبراً أنه كان له شرف تمثيلهم.
عبادة بين أنه لا خاسر مع القرآن وسواء أخذ مرتبة أم لا فهو فائز بكتاب الله، مضيفًا أنه في رحلته هذه تعرف على قُرّاء لكتاب الله من مختلف دول العالم، منهم من لا يُجيد العربية ولكنه يقرأ القرآن بطلاقة ودقة كبيرة، منوهًا إلى أن هذا يجب أن يّشكل دافعاً لأبناء هذه الأرض المباركة بأن يُعطوا اهتمامًا كبيراً جداً بكتاب الله عز وجل.
وأكد على أهمية هذا النجاح ليس كإنجاز فردي فقط، بل كرسالة تعزز من مكانة فلسطين وقيمتها، مُهديًا نجاحه إلى والديه ولكل من علمه حرفاً من كتاب الله ولأهل غزة ولكل مسلم في هذا العالم، مُشيدًا بدور وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على ثقتهم ودعمهم، وبالمشرفين على هذه المسابقة الذين أكرموا حافظي كتاب الله عز وجل حول العالم، وكانوا حريصين أشد الحرص على سلامتهم.
وشدد عُبادة على أهمية الإصرار والالتزام بكتاب الله، داعيًا الآباء إلى إرسال أبنائهم للمساجد ودور القرآن، مؤكداً أن القرآن هو نور حياتنا، ويجب الإلتزام به