ترجمة محمد أبو علان: خاص لبالغراف
وفق معلومات وصلت لصحيفة إسرائيل اليوم، أحداث الأيام الأخيرة دفعت بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتغير سياستها في الضفة الغربية، منذ الحرب على قطاع غزة كانت ساحة الضفة الغربية تعتبر “ساحة ثانوية”، ساحة يجب الحفاظ عليها كساحة مستقرة، إلا أن العمليات التي كانت في الأيام الأخيرة غيرت نظرة المستويات الرفيعة، الآن يعمل الجيش الإسرائيلي على أن الضفة الغربية “ساحة حرب” مباشرة بعد قطاع غزة.
وتابعت إسرائيل اليوم، حتى الآن يدور الحديث عن طرح أو فكرة أولية، وتغير كبير في الميدان سيستغرق وقت، وقريباً متوقع سلسلة عمليات عسكرية في مختلف نواحي الضفة الغربية، جهات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قالت “العملية العسكرية في جنين ليست النهاية”.
الأسبوع الماضي بدأت عملية ” مخيمات الصيف” في شمال الضفة الغربية، وهي العملية الأوسع التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ عملية السور الواقي في العام 2002، ومن المتوقع أن تستمر العملية خلال الفترة الزمنية القادمة.
العمليات الصعبة في الأيام الأخيرة، العملية المزدوجة في منطقة مستوطنات جوس عتصيون، والعملية على حاجز ترقوميا، والعملية التي أحبطت في مستوطنة عطيرت بالقرب من رام الله، أثبتت إن هناك حاجة لعلاج جذري في المنطقة، خلال 48 ساعة تحولت الضفة الغربية “من قنبلة موقونة” إلى قنبلة في مرحلة الانفجار.
وعن الخليل كتبت الصحيفة العبرية: المعضلة الأكبر بالنسبة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلي الخليل، والتي منها خرجت العمليات الأكبر في الأيام الأخيرة، ولا خلاف على إنه يجب القضاء على حماس في الضفة الغربية، إلا أن المؤسسة الأمنية لا تريد أن تصل الأمور إلى الهاوية.
وعن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تدعي الصحيفة العبرية فيما نقلت عن الأوضاع في الضفة الغربية: ليس من باب حبها لإسرائيل بل من باب مصلحتها، الأجهزة الأمنية الفلسطينية تتعاون بشكل جوهري مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما فيها عملية يوم الأحد، عملية عسكرية تحطم كل شيء ستدفع باتجاه تصعيد أوسع، وهذا ما لا تريده إسرائيل الآن، من الجهة الأخرى، هناك قناعة بضرورة العمل بقوة ضد “الإرهاب” الذي خرج من مدينة الخليل، لهذا قد تشهد المدينة عمليات عسكرية واستخبارية كبيرة، وفرض حصار حول المدينة.
يجب الامتناع عن تصعيد واسع:
رؤوساء مجالس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية يريدون حرباً في الضفة الغربية، ولهم انضمت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك التي طلب من الكبنيت السياسي الأمني اتخاذ خطوات طارئة، ومنها الإعلان عن “حالة حرب” في الضفة الغربية، وحسب الوزيرة ستروك:” قبل أسبوعين تم الإفراج عن خمسة من قادة حماس في الخليل، والذين اعتقلوا مع بداية الحرب من أجل منع تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، أسبوعين بعد الإفراج عنهم خرجت من الخليل عمليتي التفجير في جوش عتصيون، معجزة منعت وقوع كارثة.
الأعياد اليهودية:
هناك إصرار في الجيش الإسرائيلي للوصول لشهر أكتوبر، فترة الأعياد اليهودية وأن تكون الضفة الغربية هادئة أكثر من حالة الانتفاضة المصغرة القائمة حالياً في الضفة، حرب كاملة لن نرى في مناطق واسعة، ولكن عملية “مخيمات الصيف” قد تتوسع لمناطق أخرى في الضفة الغربية، وتوصية المؤسسة الأمنية اعتقال الجهات المحرضة في كل الضفة الغربية، وهذا طلب أيضاً لوزيرة الاستيطان.
ليس فقط “جز العشب”:
قبل حوالي عام كان الحديث يدور عن نسيج ومستوى الحياة في الضفة الغربية، اليوم الحديث عن “مستوى العدوانية”، توصيات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الخروج لعمليات واسعة لملاحقة “أموال الإرهاب” في كل المنطقة وليس فقط في شمال الضفة الغربية، والعمل على القضاء على حركة حماس “ليس فقط جز العشب بل جز الجذور”.
وعن يحيى السنوار كتبت إسرائيل اليوم: السنوار يسعى بكل قوة لتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية من قناعة أن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى انهارت، وإن من عوامل تخفيف الضغط العسكري على غزة توسعة العمليات العسكرية في الضفة الغربية، وانضمام الإيرانيين الذين يضخون الملايين للضفة الغربية، وبما أن العمال لا يدخلون للعمل في إسرائيل، فإن غالبية الأموال في الضفة الغربية هي “أموال إرهاب”، وهي ما يساهم في اشعال الميدان حسب الادعاء الإسرائيلي.
وختمت إسرائيل اليوم تقريرها عن الأوضاع في الضفة الغربية بالقول: هناك تباين داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول العمليات الأخيرة في الجنوب، هناك من يرى أنها ردة فعل على التصعيد الإسرائيلي في شمال الضفة، وستتراجع بعد حين، وهناك يرى فيها جزء من التصعيد الذي توقعته المؤسسة العسكرية، وبعد العمليات الأخيرة، ممكن أن تنتقل العمليات للقدس وبئر السبع وتل أبيب.