loading

غزة تُعلم الحياة: أوتار الأمل وسط الرماد

بشار عودة

في مخيم صغير للنزوح في النصيرات، وسط قطاع غزة، يقف المسن حسن رمضان خروب بملامح تحمل مزيجًا من القوة والألم، متشبثًا بآلة العود وكأنها سلاحه الوحيد في وجه المعاناة، رغم القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر، يجد حسن ورفاقه في الموسيقى متنفسًا للروح ووسيلة لتخفيف الألم الذي أثقل القلوب.

كل مساء، عندما تهدأ الحركة قليلاً، يجتمع حسن وعدد من رفاقه المسنين والشباب حوله ليعزفوا ألحانًا مفعمة بالشجن والتحدي، محاولين نسيان جراح الحرب الإسرائيلية ولو للحظات قليلة، وبعث الفرح في قلوب أطفالهم وشبابهم الذين أنهكهم الظلم والقهر والاضطهاد.

ويقول المسن حسن خروب لـ “بالغراف”، إن الموسيقى هنا ليست مجرد ألحان، بل هي رسالة سلام، إلى العالم تؤكد: “نحن شعب يحب الحياة.”

يضيف المسن خروب أن الشباب يأتون إلى الخيمة كل مساء ليجتمعوا معه وسط الخيام، حيث يعزف لهم على آلة العود في محاولة لإسعادهم وسط هذه الظروف القاسية.

يُوضح أن هذه الجلسات ليست للتسلية فقط، بل هي وسيلة لنزع الضغط النفسي الذي يكاد يخنقهم، ولإيصال رسالة محبة وأمل إلى العالم، قائلًا: “غزة تغني رغم القصف، وتنبض بالأمل وسط الرماد والدمار.”

كما وجه المسن خروب رسالة إلى العالم طالبًا منهم أن ينظروا بعين الرحمة إلى أهل غزة الذين يتعرضون لظلم دائم، مؤكدًا أنهم بشر يستحقون العيش بسلام، مثل باقي شعوب الأرض.

واستطرد قائلًا:” أن شعب غزة يحب الحياة ويتمنى أن تتوقف الحرب في أسرع وقت”.

من بين الحاضرين في الجلسات المسائية، المختار أبو علي العيسوي الذي أكد أن هذه الجلسات تهدف أيضًا إلى تعليم الأطفال الصمود، على الرغم من القتل المستمر للأطفال والنساء والشيوخ.

ويقول المختار العيسوي: “نحن في غزة قد نكون مقتولين من الداخل، لكن نؤكد للعالم أن هناك دائمًا أمل، وأننا نستحق العيش بكرامة وسلام بعد سنوات من الحرمان.”

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن سقوط أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء. كما تجاوز عدد المفقودين 10 آلاف شخص، في ظل دمار واسع النطاق يطال المنازل والبنية التحتية، إلى جانب مجاعة قاتلة تفاقم معاناة السكان المحاصرين.

وتعكس هذه الأرقام حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، حيث تتزايد الأزمات الإنسانية يومًا بعد يوم في ظل نقص الغذاء، الدواء، والمساعدات الإنسانية، فيما يستمر الحصار والقصف بوتيرة متصاعدة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة